شبكة ذي قار
عـاجـل










 بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
۝ البقرة صدق الله العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة


بيان رقم ( 138)
بمناسبة ذكرى أحتلال العراق في 9 نيسان 2003

 

يا ابناء شعبنا العظيم
يا ابناء امتنا العربية المجيدة
ايها النشامى في قواتنا المسلحة الباسله
ايها الاحرار في كل مكان
تمر علينا في هذه الايام ذكرى حزينه ومؤلمة وهي احتلال بلد الشموخ والحضارة الانسانية ، العراق الأبي ، ففي التاسع من نيسان 2003 تمكنت قوات الغزو الامريكي والبريطاني وبدعم من بعض القوى العربية والإقليمية والعالمية من دخول مدينة بغداد الحبيبة بعد معارك استمرت لعشرين يوما أبلى فيها مقاتلونا الأشاوس البلاء الباسل ضد قوات الاحتلال الغاشم ، وقد كانت حجج وذرائع الحرب العدوانية واهية وخارج نطاق الشرعية الدولية والقوانين الوضعية والسماوية .

ان الهوة الكبيرة في عدم التكافؤ والاختلال الكبير في موازين القوى ما بين القوات الامريكية ومن تحالف معها والقوات العراقية كان السبب الرئيسي فيما حصل، كما أن استمرار الحضر الجوي والقصف التمهيدي للأعداء لأكثر من ثلاثة عشر عاما ، كانت فيها غربان الشر من طائرات اف 16 الامريكية والتورنادو البريطانية تجوب سماء العراق وتقصف قواتنا يوميا وبتوجيه من الاقمار الاصطناعية خارج اطار الشرعية الدولية ، ناهيك عن الحصار المطلق والمطبق الذي فرضه الأعداء ، فلم يكن بالإمكان تعويض التضحيات في المعدات والأسلحة ، بل أن القوة الجوية العراقية قد توقفت تماما عن العمل ، والحرب الحديثة لا يمكن خوضها دون الاسناد والغطاء الجوي . وبالرغم من كل ذلك فقد قاتلت قواتنا الباسلة دفاعا عن العراق منذ بدأ المعركة على مشارف مدينة أم قصر الحدودية وعلى مشارف الناصرية مرورا بالكفل وجرف الصخر واليوسفية والمحمودية وصولا الى بغداد بكل شجاعة وبسالة

ايها الاحرار في كل مكان

واذا كان جيش العراق قد خسر تلك المعركة ، فتمكن الاعداء الغزاة من احتلال بلادنا ، فان ذلك لا يعنى انتهاء الصراع المسلح ، بل انه في الحقيقة ابتدأ مع اللحظة الاولى التي وطأت اقدام الغزاة أرض الرافدين الطاهرة . فخلال ايام القتال النظامي التي استمرت لعشرين يوما لم يكن جيش العراق يقاتل سوى الاشباح ، حيث كانت التكنولوجيا تيسر لصواريخ كروز الرمي من مديات تتجاوز الألف كيلومتر ، والطائرات المقاتلة والاباتشي تطلق قذائفها من مديات بعيدة . أما عندما ظهر جنود العدو للعيان بعد يوم التاسع من نيسان ، فأضحوا مرصودين في بيئة عدائية ، محدودي الحركة بتجهيزاتهم الثقيلة ، عند ذاك تسارع المقاتلون البواسل من رجال القوات المسلحة وانخرطوا مع المقاومة العراقية الباسلة يساندهم ابناء الشعب البواسل ليصطادوا هؤلاء الأوغاد ، فكانت النتائج كما أعترف بها العدو الأمريكي ، ما يقارب الخمسة الآف جندي قتيل وأكثر من ستة عشر ألف جريح ومعوق وتدمير دباباتهم ومعداتهم وأسلحتهم حتى هربوا من أرض العراق العزيزة نهاية عام 2011 خائبين اذلاء تلاحقهم لعنة العراق ، فامتلأت مستشفياتهم بالجنود المصابين بالأمراض النفسية ، وتجاوز عدد الذين انتحروا منهم الثلاثة الآف .

انه البركان الثائر لشعب العراق وطليعته المجاهدة من رجال القوات المسلحة وكل الوطنيين الاحرار فرادى وجماعات في مقاومة مشهود لها اذهلت الاعداء قبل الاصدقاء ، كان فيها شعب العراق الحي المتمسك بحقه وأرضه مثالا مبهرا في العطاء والتضحية لكل شعوب العالم متصديا لعدوانية امريكا وكل من تعاون معها من الدول المجاورة والإقليمية ومعهم كل أشرار الارض من العملاء الاراذل الذين باعوا دينهم ودنياهم وارتموا في احضان العدو الغازي ضد بلدهم .

ايها الاحرار في كل مكان

 لقد خسرت دول العدوان والغزو سمعتها وهيبتها اضافة الى خسائرها البشرية والمادية ، كما انها خسرت منظومة اخلاقها وفقدت احترامها بين دول العالم بانها القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية الاولى في العالم ، وانها استعانت بكل عناصر الارهاب المتمثله بتنظيم القاعدة وداعش والميليشيات الايرانية المجرمة لاكمال ما عجزت عن تحقيقه ، وتحت ادارة وهيمنة حكومة صنعتها بالتعاون مع جارة السوء ايران ، فشكلت هذه الحكومة الطائفية المقيته من مجموعة من الاحزاب المرتبطة بايران الشر والتي نشأت وترعرعت داخل ايران وكانت تقاتل الى جانبها ضد بلدها العراق ايام الحرب العراقية ـ الايرانية ، كما ان امريكا ومن بعدها الحكومة الطائفية دمرت العراق ارضا وشعبا واذاقت ابناءه كل الويلات والمآسي من قتل واعتقال ومطاردة وتهجير وتجويع وتدمير فرص العمل والحياة على كل الارض العراقية. وبذلك فأن أمريكا وكل من سار معها يثبتون انهم رعاة الارهاب بلا منازع ، فلقد مارسوا ارهاب الدولة والإرهاب الفكري والجسدي وبات العراق بعد الاحتلال من ادنى البلدان على مستوى العالم في مستوى العيش والأمان لابناءه الذين هاجر وتشرد منهم الملايين الى اصقاع العالم المختلفة.

يا ابناء قواتنا المسلحة الجسورة

ايها الاحرار في كل مكان

 أن شعب العراق الحر الابي وقواه الحية المناضلة وفي مقدمتهم رجال القوات المسلحة سيبقى يتباهى برجاله ونساءه وفرسانه ، وسيحتفظ في ذاكرته كل فعل خير ومساند لمسيرة تحرره الطويلة ، وبنفس الوقت فلن ينسى من كان له دورا في تدميره وتحطيم دولة العراق سواء كان من دول العدوان او من ساندهم او من الاذلاء والخونة الذين ارتضوا ان يكونوا صغارا تابعين لسياسة ونهج المحتل الغازي . ولن ينسى شعبنا الابي تضحيات وبطولة شهيد الحج الاكبر الرئيس صدام حسين ( رحمه الله ) ورفاقه الابطال الذين قدموا ارواحهم فداء للعراق وحريته واستقلاله وكانوا بيارق عالية سجلوا اسماءهم مع الخالدين في مسيرة شعبنا العظيم.

وكذلك فان هذا الشعب العريق الصابر المحتسب يفخر ويعتز بكل قادة حركة التحرر الوطني الذين ما زالوا يقودون الفعل المقاوم ضد هذا الغزو والاحتلال الامريكي والفارسي البغيض يحدو ركبهم القائد العام للقوات المسلحة المجاهد عزة ابراهيم ( أعزه الله ) والذي بقي حارسا امينا يصدح صوته ضد الغزو والاحتلال ويثير الهمم ويحث الخطى في مسيرة التحرير الشاملة والعميقة. وسيبقى العراقيون الاباة هم اهل الارض وحماتها والمدافعين عنها ، وسيخسر الدنيا قبل الاخرة كل من تعاون مع الاحتلال وكان ذيلا وتابعا له ، وستخسر كل الدول التي تعاونت مع الاحتلال وساندته وكانت سببا في اذية العراق وشعبه.

أيها الاحرار في كل مكان
اننا في القيادة العامة للقوات المسلحة وفي الوقت الذي نحمل قوات الغزو والاحتلال الامريكي مسئولية كل ماجرى ويجري في العراق منذ 9 نيسان 2003 وحتى الان فأننا ندعو شعبنا الى الوحدة والتكاتف ومد يد العون لكل من ساهم معهم في مسيرة التحرير الكبرى وكل من شاركهم ظنك العيش وسنوات الحصار الطويلة التي سبقت الحرب ومن تناول معهم الخبز الاسمر وتجرع مأسي وسنوات الحصار المر ، لانه وحده من سيكون حريصا عليهم مؤمنا بقدراتهم قريبا منهم يتألم لحالهم ويسعى لخلاصهم ، وبالوقت نفسه فأننا في القيادة العامة للقوات المسلحة ندعو كل المثقفين والاكاديميين والاطباء والمهندسين ورجال الاعمال والخبراء وقادة الجيش ووجهاء القوم والوجوه الاجتماعية المؤثرة وغيرهم الى أنتزاع الدور القيادي والتعاون والتكاتف لتخليص بلادنا من الجهلة والعملاء وسارقي قوت شعبنا والذين اصبحت مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية اهم من مصالح الشعب العليا ويفرض عليهم الواجب الاخلاقي والوطني في لم الشمل وجمع المخلصين من ابناء الشعب لاعادة بلادنا الى مسارها الصحيح وشعبنا الى مكانته الذي يستحقها كشعب رائد وحي يساهم مع شعوب الارض بكل مايخدم الانسانية من تقدم وتطور وحضارة.

وفي هذه المناسبة لابد لنا من استذكار ارواح الشهداء البواسل من ابناء شعبنا العراقي العظيم والقوات المسلحة العراقيه الذين دافعوا عن امنه وسيادته ونكبر الروح الوطنيه لكل الجرحى والمفقودين والمغيبين قسرا والمهجرين ممن كان لهم شرف العمل والمساهمة في التصدي لمشاريع الغزو والاحتلال ،، كما اننا نحيي ونبارك جهد وجهاد النشامى المرابطون على تربة بلادنا وهم يتصدون لكل عدوان دول الغزو والاحتلال وذيولهم وعملائهم.

التحية والمجد والرفعه لكل قادة الجهاد والتحرر الوطني في بلادنا قادة وامرين ومقاتلين ولهم منا كل التقدير والاعتزاز والفخر
تحية الى شعبنا العراقي العظيم من اقصى شماله الى اقصى الجنوب
تحية الى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته
تحية الى شهداء العراق العظيم
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحدا موحدا مستقلا..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بأذن الله
9 نيسان 2018
 

 





الجمعة ٢٠ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة