شبكة ذي قار
عـاجـل










بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، أصدرت قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، البيان التالي :

في السابع من نيسان من كل عام يُحيي البعثيون عيد تأسيس حزبهم، وهم يجددون العهد على البقاء أمناء على مبادئه، حريصين على أن تبقى ثوابت النظرية القومية العربية مصوِّبة لمساراتهم النضالية على الصعد الفكرية والسياسية والاجتماعية.

وإذ يحتفل البعثيون بهذه المناسبة على مساحة الوطن العربي الكبير في يوم واحد، فهذا ليس سوى تعبير عن وحدة النضال القومي، وترجمة عملية على أن البعثيين يخوضون صراعاً لتحقيق الوحدة انطلاقاً من وحدتهم التنظيمية، وبهذا يقدمون الأنموذج العملي في أن الوحدة هي أمل الأمة في اكتساب وحدتها ومنعتها، وبها تفعِّل قدراتها وإمكانياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية لتدافع عن وجودها، وتثبت حضورها كواحدة من القوى المؤثرة في السياسة الدولية، وعبر الانتقال بوضعها من حال المتلقي إلى حال الفاعل والمحدد لخياراته الوطنية والقومية.

أيها البعثيون
هذا عيدكم الذي تحتفلون به كل عام، أصبح رمزاً لوحدة النضال العربي. لهذا السبب تتواصل المؤامرات لاستئصال هذه الرمزية من وجدانكم، واستخدام كل وسائل الترهيب والقمع الفكري والسياسي والاجتماعي لاجتثاث رمزية الوحدة القومية من وجدان الشعب العربي.

إن استخدام كل مفردات الخطاب التحريضي، طائفياً وعرقياً، واتخاذه شعاراً تلطَّت وراءه التيارات السياسية التي تعتمد التكفير الديني منهجاً وسلوكاً، كان الهدف منه إيجاد أرضية جديدة لواقع تقسيمي جديد يتجاوز التقسيم الجغرافي الذي رسمته اتفاقية سايكس – بيكو، إلى التقسيم المجتمعي على أساس ديني وطائفي ومذهبي وعرقي. وكل ذلك بهدف ضرب وحدة الأمة، وإضعاف عوامل منعتها الذاتية.

في هذه المناسبة تثبتون مرة أخرى أن أولئك الأعداء لن يستطيعوا التسلل إلى صفوف أبناء الأمة، وإن استطاعوا مرحلياً زرع بذور التقسيم الطائفي، ووضع خطوط التقسيم الجغرافية، وإضعاف الشعور الوطني والقومي الوحدوي، فإن إيمانكم وثقتكم بأن أبناء الشعب العربي لن يفرِّطوا بمزايا الوحدة الفكرية بمضامينها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وسوف يقفون صفاً واحداً في مواجهة النيل من تلك الوحدة.

لقد آمنتم أيها البعثيون بأن البشر جميعاً متساوون بالحقوق والواجبات، غنيهم وفقيرهم، ضعيفهم وقويهم، كثيرهم أو قليلهم. وآمنتم بأن كل العرب لهم حق بالحياة، ولهم حق بحرية الاعتقاد، وعليهم واجبات بالتساوي في العمل من أجل وحدتهم وبناء دولتهم الواحدة، كما هو حق لكل القوميات الأخرى. ولذلك كانت مواقفكم الموحدة أينما كنتم، دليل إصرار على تجسيدكم آمال الأمة العربية وطموحاتها في أن يكون لها موقع بين الأمم في سبيل تمتين أواصر المبادئ والقيم الإنسانية، ورسالتكم أن تنشروها في سبيل عالم جديد تحكمه قوانين التعاون والإلفة لتكون سداً منيعاً في مواجهة كل قوى العدوان التي تستخدم قواتها العسكرية للسيطرة على العالم، والهيمنة على ثرواته وحقوقه في العيش المستقل الكريم والآمن.

يا جماهير لبنان الأبية
إن النضال في لبنان، كما يؤمن به البعثيون، حلقة من حلقات النضال القومي العربي، على قاعدة أن النضال في الجزء الوطني هو حلقة تتكامل مع الكل العربي. وما المبادئ التي تقوم على المطالبة بحق الجماهير في لبنان ليتماثل مع المطالبة بحقوق كل المواطنين العرب في كل الأقطار العربية. وما هدفا الحرية والعدالة الاجتماعية سوى هدف مشترك تنشده جماهير لبنان كلها، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، شاملاً كل مكوناته الدينية. فالحرية لا مذهب لها ولا عرق، فجميع اللبنانيين يطمحون إلى امتلاك حريتهم. وجميع اللبنانيين يطمحون لأن يتساووا في الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

أيها المناضلون البعثيون في لبنان
في هذه المناسبة التي تحتفلون فيها بذكرى تأسيس الحزب، أثبتم أنكم تمتلكون أسباب البقاء لأنكم تمتلكون الإرادة بالاستمرار. وإرادتكم ثبَّتتها مبادئ حزبكم. تلك المبادئ التي تحفظ كيان الأمة العربية من الضياع والسقوط في حقول الألغام التي زرعها أعداء أمتكم. وكما أكَّد رفاق لكم في العراق أنهم عصيُّون على الاجتثاث على الرغم من كل أنواع التنكيل والملاحقة والسجن والاغتيال، وعلى الرغم من أنهم دفعوا ثمناً غالياً من دمهم وحريتهم وأرواحهم والمعاناة من شظف العيش، والتهجير القسري. وإنما ارتضوا أن يدفعوا الثمن الغالي، فإنما لكي يحرروا وطنهم من كل أنواع الاحتلال، وفي المقدمة منها الاحتلال الأميركي والإيراني. وكما فعلها البعثيون في شتى أقطار الوطن العربي الكبير.

لقد أثبتم أنكم أوفياء لأمتكم. فاجتزتم كل المصاعب ودروب الآلام، ونجحتم في الصمود أمام كل محاولات إخراجكم من خنادق النضال، ولإيقاعكم في براثن الاستسلام. وها أنتم قد عدتم إلى مواقع النضال بعد أن تخيَّل البعض أنكم أصبحتم في دفاتر النسيان. وأثبتم أنكم على الرغم من كل ذلك أنكم أبناء الحياة، ولن تستطع قوة في الدنيا أن تعلن إنهاء وجودكم، فأنتم أكبر من أن ينال منكم أحد من أعداء الأمة.

ها أنتم تعودون اليوم إلى الساحة، بعد أن دخلتم إليها من بوابة النضال من أجل جماهير العمال والفلاحين، والشعب المقهور، المهدورة حقوقه على أيدي حاكميه. لقد عدتم بعزم وقوة إيمان لتقفوا في الشوارع إلى جانب الجماهير، خاصة وأنكم دفعتم من أجل المطالبة بحقوقها الشيء الكثير. كما أنكم على استعداد لأن تستمروا في الدفع من راحتكم وجهدكم حتى تنال الجماهير حقوقها بالكامل. فما لحق أن يموت طالما يقف وراءه مناضل يرفع رايتها.

أيها المناضلون البعثيون
أيها المناضلون في صفوف المجتمع المدني
يأتي نيسان هذا العام، حاملاً فرصة من فرص النضال، فرصة الاستفادة من الانتخابات النيابية. والتي أتاح القانون الجديد لكم ولكل الوطنيين، على الرغم من شوائبه الكثيرة، ثغرة تدخلون منها لتلعبوا دوراً فيها. وحتى ولو جاءت الفرصة بشكل نسبية مبتورة في قانون مفصَّل على مقاييس القوى السلطوية الطائفية، وفي غفلة عن أعين أمرائها الذين قاموا بإقراره، لكنها جديرة بالاستفادة منها. لكن للاستفادة من ثغرة النسبية، على ضيق رقعتها، شروط وقواعد، من أهمها ما يلي:

-الالتفاف حول لوائح المجتمع المدني، لتكون أصواتاً رافضة لكل مظاهر الفساد وجرائم السرقة المنظَّمة بقوانين، أو بغير قوانين، ولتشكل مهمازاً لا ينساه من أساء أمانة تمثيله للشعب.

-واعتبارها فرصة لكشف المزيد من مظاهر الفساد وبواطنه، مستفيدين من الحملات الانتخابية لكل مرشحي المجتمع المدني.

-واعتبار الانتخابات النيابية حلقة من حلقات النضال، وأنها ليست كافية، إذا لم تستمر بعد السادس من أيار القادم.

-اعتبار معركتكم ضد أحزاب سلطة المحاصصة، وكما بدأت قبل سنوات من الانتخابات، مستمرة بعدها لسنوات وحتى لعقود، لأن استمرارها لن يدع عيناً من عيونهم تغفو وتستريح. فأصواتكم على قلَّتها في ساحات الاعتصام، هي بمثابة الضمير الذي يريدون أن يقتلوه بشتى الوسائل والسبل.

-وليكن صوتكم وأصوات اللبنانيين الرافضين بمثابة الضمير الذي يعلن أمامهم جميعاً صوت الحق لن يموت طالما ظل في هذا الوطن فقير أو جائع أو مريض أو عاطل عن العمل. بل إن موته محتَّم طالما ظلَّ الوطن مربوطاً بخيوط من الخارج تتحكم بقراراته وتعتدي على سيادته، وتعمل على مصادرة قراره المستقل. بل طالما ظلَّ شبر واحد محتل في الوطن العربي الكبير.

تحية إلى الرفاق المؤسسين، وفي طليعتهم القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق.
تحية إلى شهيد الحزب والوطن والأمة الرفيق القائد صدام حسين وكل رفاقه القياديين.
تحية إلى روح الرفيق عبد المجيد الرافعي، نائب الأمين العام للحزب.
تحية إلى شهداء البعث على مساحة الوطن العربي الكبير.
تحية إكبار وإجلال إلى الرفيق الأمين العام للحزب، القائد الأعلى للجهاد والتحرير، القائد المناضل عزة ابراهيم.
الحرية للأسرى والمعتقلين في العراق وفلسطين وكل سجون أنظمة الاستبداد.
عاش لبنان، عاش العراق، عاشت فلسطين،
عاشت الأمة العربية

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في السابع من نيسان من العام ٢٠١٨





الجمعة ٢٠ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة