شبكة ذي قار
عـاجـل










الرجال مواقف والتاريخ لا يرحم احد فأما يسطر وقفة عز او يكتب وقفة ذل وعار التاريخ لا يرحم . .

التاريخ هو الذي نستقي منه العبر، ونتعلم منه الدروس، فنتحاشى سلبياته ونأخذ بإيجابياته ونعززها . نتحدث عن التاريخ ولدينا في غزوة العسرة ( تبوك ) مثال شامخ وناصع على الرجال الذين ضربوا المثل في الوفاء لمبادئهم , فتُعتبر هذه الغزوة والدروس المستفادة منها ، من بين أهم الغزوات التي تكاد أن تنطبق على الظروف الراهنة التي تمر على رفاقنا في حزب البعث العربي الاشتراكي ، في ظل حجم الضغوط التي مورست على البعثيين في السنوات الأخيرة التي تلت أحتلال العراق في 2003، وحتى وقتنا الراهن , وهذا القول ليس من قبيل المبالغة في شيء عندما نصف الموقف معركتنا مع الامريكان بمعركة تبوك ؛ حكمة الله تعالى شاءت أن تكون هذه الحادثة جامعة لأمور عديدة ، في واحدة من أهم المواقف التي مرت على الرسول الكريم في نشر الاسلام ، وهي غزوة "تبوك". وكأنه أراد عز وجل أن تكون وثيقة واضحة ومحددة أمام أجيال الأمة التالية، على سابق علمه بما سوف تمر بها الأمة ..

ومن بين أهم الأمور التي ترتبط بهذه الغزوة، ولها وجودها في تاريخنا المعاصر، قضية المثبطون ، المحبطون ، البكاؤون , وموقفهم من الرسول "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وقضية موقف القوى الكبرى في ذلك الوقت، من دعوة الرسول الكريم ، والتطابق الذي حصل بين الموقفَيْن .

في الساعات والايام الاولى كان المثبطون ، المحبطون ، البكاؤون يقولون ليس لديكم القدرة على مواجهة الامريكان ومن تحالف معهم والكل يشهد ماذا فعل رجال البعث بقوات الاحتلال رغم التفوق بالأسلحة ورغم شحة المال وقلة الناصر ..

يا من جلستم في بيوتكم تنتظرون ما تؤول اليه الأمور وتركتم رفاقكم يقاتلون وحدهم في زمن تزيّفتْ فيه الأشياء و المفاهيم و تلوّنت حتى تلك المقدّسة منها , العالم كلّه ضدّهم ، و ما أرادوها إلاّ راية تحرير لوطنهم . العالم كلّه خذلهم النظام الدولي و العالمي بازدواج معاييره . و خذلتهم الأنظمة العميلة المتواطئة مع العدو الامريكي . و خذلهم بنو جلدتهم من وطنهم الذين أبوا إلاّ أن يكونوا جلادّيهم و نحّاريهم ... وانتم رضيتم أن تكونوا مع الخوالف والعجائز وتتشبهون بالمنافقين الذين ذمهم الله في محكم كتابه العزيز: ( رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) . إنها الحقيقة المرة التي طالما تهربتم منها، أترضوا أن تكونوا جالسين مع المنافقين وأهل الأعذار؟ ماذا قدمتم لبلدكم ..؟ كيف يهنأ لكم الجلوس والعراقيين بكل اطيافهم يسامون العذاب تحت وطأة أعداء الانسانية وأنتم بين نسائكم؟! بل كيف يهنأ لكم العيش والراحة وأخواتكم الحرائر يغتصبن وتدنس أعراضهن في سجون الصفويين ..

ألم يقل الله جل وعلا { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } ..؟

 يا من تخلفتم عن المسيرة معركة الحسم على الابواب وأقول لكم كما قال احد الرجال من السلف الصالح ( أيها الناس لقد دارت رحى الحرب ونادى منادي الجهاد، وتفتحت أبواب السماء، فإن لم تكونوا من فرسان الحرب فافسحوا الطريق للنساء يدرنَ رحاها، واذهبوا وخذوا المجامر والمكاحل يا نساء بعمائم ولحى )

النصر المؤزر إن شاء الله على الابواب، فاضمنوا لأنفسكم موقعاً فيها، ولا تكونوا مع الخوالف .. والله لا نرضى لكم أن تكونوا مع الخوالف .. التاريخ لا يرحم . . فاتعظوا يا أولي الألباب ..





الاثنين ٢١ شعبــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة