شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة 17- 30 تموز

كان العراق يسير نحو مستقبل غامض ومجهول حيث تفكك النظام وضعف واستشرى الفساد في اجهزته وساءت الاوضاع الاقتصادية وزادت البطالة وتكاثرت بؤر التجسس الاستعمارية والصهيونية واصبحت الدولة عاجزة في حل المشاكل الاقتصادية وتنفيذ مشاريعها ونتيجة هذا الغموض المصيري كان على الحزب ان يسارع ويأخذ زمام المبادرة ويقوم بالثورة ليحسم الموقف قبل ان يستولي على السلطة اي من الرموز العسكرية الدكتاتورية في النظام.

وعلى الرغم من ان الكثير من كوادر الحزب مدنيين وعسكرين معروفين للسلطة ومرصودين من قبل السلطة وكثير منهم بالسجن ومع ذلك اتخذ قرار الثورة وتلبية نداء الواجب والمضي قدما لتنفيذ الثورة حيث أعدت الخطة بدقة ومعالجة اي فرعيات وتحسبات من الاحتمالات حيث قضت الخطة في ان يتجمع المنفذون في اربعة اوكار يتسلمون ملابس عسكرية واسلحة بينما مجموعة اخرى من التنظيم الخاص تتجمع في احدى الحدائق .

وبينما كانت القيادة مجتمعة لمراجعة الخطة في يوم ١٦ تموز فوجئت بمبعوث من عبدالرزاق النايف مدير الاستخبارات العسكرية في النظام ورغم الصدمة التي فوجئت بها القيادة لمعرفتهم ان النايف مشبوه ومشكوك في اهدافه ونياته وله ارتباطات خارجية فقد اعطت القيادة الموافقة بسرعة للمندوب لعدة اسباب فالرفض معناه البلاغ رغم معرفتهم من هو النايف ونواياه ولذلك حسم الرئيس صدام حسين الامر بإعطاء الموافقة ولذلك اعطت القيادة في الحزب مهمة معالجة الامر وتركت له حرية التصرف .وكانت خطة الثورة تقتضي اقتحام القصر بالتعاون مع الثوار من داخل القصر وبناء على اقتراح صدام حسين تقرى ان يشارك اعضاء القيادة جميعهم في عملية التنفيذ ويكونوا على راس القوة المقتحمة وما ان حانت ساعة الصفر في منتصف الليل انطلق الرفاق بملابس عسكرية مسلحين وارتدى السيد الرئيس بدلة ورتبة ملازم ثاني وانطلقوا في مجموعتين احاهما في سيارة صغيره والثانية في حافلة وفي كتيبة الدبابات داخل القصر كان احد الرفاق ينتظرهم ورتب دخولهم مرائب الكتيبة وفور دخولهم سارعوا الى الدبابات وتم تشغيلها بمساعدة من يعرف منهم تشغيل الدبابات وما ان تم تطويق القصر حتى تم الاتصال بعبد رحمان عارف وابلاغه بالاستسلام او دك القصر على راسه رفض في بادي الامر وعندما تم اطلاق نيران المدفعية ايقن انه لا مفر واستسلم ولم تمضي فترة وجيزة حتى خرج من القصر وبذلك انتهت صفحة الثورة الاولى .

بعد الثورة انتقلت قيادة الثورة للقصر ومن ضمنهم النايف.وهو من المحسوبين على النظام السابق ولديه اعوان داخل القصر وفي السلطة وكان يخطط بدون شك للانقلاب وللالتفاف على الثورة وكان هذا الجو المقلق والمشحون داخل القصر والمتوتر فالغرف متجاورة وكل طرف يتربص بالآخر وبعد ثلاثة عشر يوم وجد السيد الرئيس صدام حسين الفرصة سانحة فدخل بعد ساعة الغداء يوم (٣٠ ) تموز الى النايف في غرفته ومعه بعض الرفاق فسحب السيد الرئيس مسدسه فوجهه للنايف وهدده بإطلاق النار عليه اذا ما قام باي مناوره وقال له ( انت شخص دخيل على الثورة دخلت على ثورة الحزب فاتخذ الحزب قرارا بتصفيتك اما اذا اردت ان تحافظ على حياتك فعليك ان تتصرف كما يطلب منك وسوف تسفر الى المكان الذي تريده خارج العراق)وبالفعل اقتيد الى قاعدة الرشيد الجوية واركبه السيد الرئيس طائرة خاصة وسافر إلى خارج العراق وتم اعتقال شريكه ابراهيم الداود وتم التخلص من الجيب العميل ..

يتبـــــــــــع ...





الاثنين ٢١ شعبــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اعداد عبده سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة