شبكة ذي قار
عـاجـل










توقَّفت قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي أمام النتائج المعلنة للانتخابات في العراق وأبعادها، وأصدرت البيان التالي :

كان من الواضح أمام الرأي العام العالمي والعربي بشكل عام، وأمام الشعب العراقي بشكل خاص، أن الانتخابات الأخيرة، التي أجريت في 12 أيار 2018، أنها ستكون نسخة طبق الأصل عن الانتخابات السابقة، سواءٌ أتعلَّق الأمر بشكلها أم بمضمونها. أو أكان يتعلَّق بلاشرعيتها، أم كان بلاديموقراطيتها.

إن الانتخابات العراقية، سابقاً ولاحقاً، انتخابات غير شرعية لأنها انبثقت عن عملية سياسية لاشرعية. ولا شرعيتها مبنية على لاشرعية الاحتلال الذي صنعها، ولأنه قام بتزويرها وإضفاء الشرعية عليها بطرق البلطجة والاحتيال، والالتفاف على القوانين الدولية والإنسانية المرعية الإجراء.

وإذا كان الأمر قد انطلى على عيون فئة من العراقيين طوال خمسة عشر سنة، فإنها انكشفت أخيراً أمام تلك العيون، وإن كان بعد طول معاناة وصبر. ضاق فيها العراقيون ذرعاً من الأكاذيب التي كانت تُغلِّف فيها تلك الانتخابات. وما أسهم في كشف تلك الغيمة كانت ما أفرزته الانتخابات السابقة من نواب أقل ما يقال فيها أنهم يمثلون رأس الفساد واللصوصية، ممن لا همَّ لهم سوى تبذير ثروات العراق، ووضعها تحت هيمنة الاحتلال الأميركي، وهيمنة الاحتلال الإيراني. وفي كل مرة كان الشعب العراقي يحصد الجوع والمرض والموت والقهر والإذلال والتهجير ...

لقد دلَّت نتائج الانتخابات الحالية، والتي كانت تتمثَّل فعلياً على أرض الواقع، هو أن نسبة المقترعين نزلت دون الحد الأدنى للنسبة المعترف بها دولياً لتشريع تلك النتائج. وكانت للحملات الإعلامية التي كثَّفها الصادقون من أحرار العراق عندما دعوا الشعب العراقي إلى مقاطعة صناديق الاقتراع. وكان في الطليعة منهم يقف البعثيون، وفئات واسعة من الوطنيين ممن قاوموا الاحتلال منذ العام 2003. ولم يتخلَّف الشعب العراقي بأكثريته الساحقة عن تلبية النداء، خاصة أنه قد انكشفت أمام عيونه أكاذيب السائرين في ركاب العملية السياسية، وأكاذيب داعميهم من الطائفيين والتكفيريين من العراقيين، كما كشفوا تلك الأكاذيب التي يروِّجها إعلام الاحتلالين الأميركي والإيراني.

ولأن الاحتلالين معاً، لهما مصلحة كبرى في استمرار العملية السياسية، بأحزابها الطائفية، من أجل استمرار عمليات السرقة والنهب. ضربت عرض الحائط نتائج الانتخابات الواقعية، وضربت عرض الحائط رأي أكثرية الشعب العراقي الرافضة لتلك العملية، فقامت بتزوير نتائج الانتخابات لتعطي العملية السياسية مرة أخرى شرعية أمام الرأي العام الدولي والعربي.

أمام هذا الواقع، ولأنه لا ثقة بطرفي الاحتلال، ومعرفة بإصرارهما على إعادة إحياء عملية سياسية ميتة بنظر الشعب العراقي، كان لا بُدَّ من وضع الحقائق أمام ما بقي حياً من الضميرين الدولي والعربي بشكل عام، وأمام الرأي العام العراقي بشكل خاص. ولأنه لا يمكن التعويل على موقف كل طرف يستفيد من كعكة احتلال العراق، فإنه من الواجب دعوة حركة التحرر العربي، بأحزابها وقواها وتياراتها وشخصياتها، للقيام بواجبها في إعلان رفض تلك النتائج، لا بل إعلان رفضها لكل عملية الاحتلال السياسية، وإعلان رفضها لكل احتلال من قبل التحالف الأميركي الإيراني، والضغط عليهما من أجل إعادة العراق إلى أهله.

كما تدعو قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، كل الأنظمة الرسمية العربية، وخاصة دول الخليج العربي، لعدم المراهنة على تلك العملية برمتها، أو بأي من الأطراف المشاركة فيها، لأنه لن يتغير من مشهد العراق شيئاً، ولأنه لن يعنيها ضمان الأمن القومي العربي بشكل عام، وأمن دول الخليج العربي بشكل خاص، لأن من شارك باستباحة أمن العراق، سوف يشارك باستباحة أمن غيره من الأقطار العربية.

وأخيراً، تتوجَّه قيادة الحزب في لبنان، بالتحية إلى القابضين على جمر المقاومة العراقية، وخاصة الرفيق عزت ابراهيم، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، القائد العام لجبهة الجهاد والتحرير. وكذلك إلى الجبهة الوطنية العراقية، وإلى كل أطياف الشعب العراقي التي أعلنت موقفها الرافض، ليس للمرشحين للانتخابات النيابية فحسب، بل أيضاً رفضها للعملية السياسية من جهة، وتأييدها لبرامج المقاومة العراقية في تحرير العراق تحريراً كاملاً وناجزاً من جهة أخرى.

قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في ١٤ أيار ٢٠١٨





الثلاثاء ٣٠ شعبــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة