شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث هو قدر هذه الأمة ، بكل ما في الكلمة من معنى بعث للروح والحرية، والحياة ، والأمل، والأخلاق ، والقيم، بعث للإبداع ، والعمل ، والابتكار، بعث للإنتاج ، والبناء، بعث لطاقات الأمة ، ونهوضها كي تتبوأ المكانة التي تستحقها بين الأمم ..

لقد انطلق البعثيون الاوائل لصياغة عقيدة الامة الجهادية وفكرها المتجدد الانبعاثي واهدافها في الرسالة الخالدة بعد ان تخلت وابتعدت هذه الامة عن تأدية دورها ودخلت في سبات عميق . ومن هذا المنطلق ولد البعث وهو يحمل القيم والمعاني بعد مخاض طويل وعسير للامة فالواجب ان تكون رسالته واهدافه مقرونة بالأيمان وتثوير المسيرة وبعث الروح والقيم وإيقاظها من غفوتها وسباتها كون البعث ابنا اصيلا وبارا حمل رسالة الأمة بكل امانة وصدق واخلاص .

لقد ربط الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق (رحمه الله) بين فكر الحزب العروبي القومي وبين الاستجابة الواعية بالأيمان بالله العزيز مستشهدا بالرسول الاعظم النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال ( كان محمدا كل العرب فليكن كل العرب محمدا ) ووفق المنطلقات النظرية والفكرية للحزب ولهذا نلاحظ ان القيادات والقواعد البعثية ومنذ النشأة الاولى لانطلاقته كان يظم في صفوفه ولا يزال جميع الاخيار من المناضلين ..

الرفيق مشيل عفلق رحمه الله في نيسان 1955 ( نحن حزب سياسي ، لا جدال في ذلك، ولكن السياسة وسيلة، وقد أردنا أن نقول منذ البدء لشعبنا وللجيل العربي الجديد اذ عرّفنا حركتنا بأنها حزب سياسي أردنا أن نقول لهم هذا هو الواقع فلا تتلهوا بالخيال ولا تنسحبوا من مواجهة الحقائق القاسية، فالسياسة هي أكثر الأمور جدية في المرحلة الحاضرة. ولكننا اذا قصدنا ان نلح على واقعية نظرتنا في مواجهة الواقع في كل معناه ومواجهة المسؤوليات العملية بكل قسوتها، فليس معنى هذا ان السياسة غايتنا. السياسة هي امتحان لمثاليتنا هل هي مثالية العاجزين الذين يرصفون الاوهام، أم هي المثالية الحية العملية لمن يريد أن يخلق وان يعمل. لذلك جعلنا السياسة امتحانا للأيمان والمثالية، ولكنها لم تكن غاية في حال من الاحوال. حركتنا هي حركة بعث بأوسع ما في هذه الكلمة من معنى بعث في الروح والفكر والاخلاق والانتاج والبناء وفي كل هذه المؤهلات والكفاءات العملية. واذا تذكرنا دوما بأن رسالتنا ليست أقل من ذلك وبأننا قد نتعرض بين الحين والآخر الى أن نركز عملنا على الجزء وننسى الكل، ان نذوب في الفرع ونبتعد عن الاصل، فان الافراد الواعين الحساسين فيكم، هم المسؤولون والمطالبون بأن يعيدوا الدعوة الاولى وان يذكّروا اخوانهم لكي يعود الصراع الداخلي في نفس كل فرد من أعضاء البعث، لكي يأتي هذا البعث بعثا أصيلا، ولكي نكون في مستوى القدر الذي اختارنا لتلبية حاجات أمتنا واختار الأمة العربية لتكون في المواقف الحاسمة في التاريخ منقذا وهاديا ).

 الاب القائد احمد حسن البكر رحمه الله ( لقد كان ميلاد الحزب ميلاد القومية التحررية الاشتراكية الإنسانية على ارض العروبة وقد كان هذا الحزب يدرك بوضوح أهمية هذه الولادة وخطورتها وما ترتبه على البعثيين من مشاق وتضحيات وما تعرضهم له من أنواع الصراع والكفاح عندما قال عام 1943 ( طريقنا شاقة وطويلة ومهمتنا شق الطريق للأجيال الجديدة لا تعبيدها ونزع الاشواك لا غرس الرياحين ) .

* ان أي حركة سياسية لا تستطيع ان تكون حركة ثورية تاريخية لذلك قال مؤسس حزبكم ( نحن رجال رسالة لا رجال سياسة ) فالسياسة لا تكون رسالة الا اذا قامت على أساس فكري ثوري اصيل واخلاق ثورية متينة . . وهذه هي ميزة حزبكم . . وهذه هي ميزة الحركات الثورية في التاريخ .)

الرفيق مشيل عفلق رحمه الله في نيسان 1955 ( وإذا وجب أن أدعوكم الى المزيد من النشاط والاستبسال والتضحية في سبيل حركتكم التي أصبحت كما قلت، قدر الامة العربية، والتي لا يمكن لأي حركة اخرى أن تنافسها او أن تحتل مكانها، اذا وجب ذلك فيجب ان أنبه الى ناحية أخرى ، بأنه بقدر ما تتوسع الحركة، وبقدر ما يتسع نطاقها ويكثر عدد أعضائها يصبح واجب الفرد فيها أكبر من ذي قبل ).

 





الاربعاء ٨ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة