شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تستمر ثورة 14 رمضان ( عروس الثورات ) عام 1963 طويلا ، بعد أن تعرضت لتآمر استعماري رجعي نفذه عبد السلام عارف عبر ما أطلق عليه بردة  18 تشرين الثاني عام 1963 ، عبد السلام عارف الذي احضره الثوار من بيته ليكون رئيسا للجمهورية على الرغم من انه لم يعرف أو يشارك في الثورة التي خطط لها ونفذها شباب البعث ف. شن عارف حملة تصفية استهدفت الشباب البعثيين  كما يحصل ألان في ظل الاحتلال الأمريكي الفارسي والثعالب الصغيرة ، لكن فترة الحكم ألعارفي اتصفت بالضعف والفردية وشهد العراق تكالب أجهزة التجسس والمخابرات الأجنبية للسيطرة على العراق بشكل مستتر وليس فاضحا كما هو حالهم اليوم في العراق . فكان لابد من أن ينهض البعث بأعضائه وجماهيره  من جديد على الرغم من الإرهاب والتعذيب والسجون.

لاسيما وان قيادة الحزب والتي يمثلها الأب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين والرفيق صالح مهدي عماش كان لهم الدور المتميز في التصدي للردة والتزييف والمزايدات والانشقاقات حيث تمكنوا من أعادة تنظيم الحزب ، والحفاظ على شرعيته ووحدته،بعد اهتزاز قناعات البعض ، وتهيأت الظروف الذاتية داخل الحزب والموضوعية للقيام بثورة 17 ـ 30 تموز.

راهن أعداء الأمة العربية وأعداء البعث على أن ( الثورة البيضاء ) التي لم تشهد أي إراقة للدماء  لا تستطيع أن تقاوم الأزمات التي يمكن أن يثيروها، لكن الثورة ومنذ يومنا الأول تمكنت من أن تكتسب شرعيتها عن طريق التفاف أبناء الشعب حولها ، وتأييد أبناء الأمة العربية لها، فمنذ البداية حملت الثورة على عاتقها مهمة النهوض بالمشروع الحضاري العربي وسخرت إمكانيات العراق المادية والبشرية لخدمة هدا المشروع. إن هذا المشروع كان الجواب الشافي عن نكسة حزيران ، والرد على محاولات إجهاض حرب تشرين 1973 كما كان رد الحزب على ردت 18 تشرين ، وعودت الثقة إلى أبناء الأمة العربية ، وعودت الوجه القومي للعراق ، وممارسة دوره القومي بمستوى قدراته المادية والبشرية، وبعمق جذوره الحضارية.

بدأت الثورة بتصفية شبكات الجواسيس، والتعرض للمؤامرات والقضاء عليها بحزم وقوة، وإعلان بيان 11 آذار ، وتأميم شركات النفط الاحتكارية وإقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، وإقامة الحكم الذاتي ، وتنفيذ خطط طموحة، منحت العراق قاعدة اقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة ، فضلا عن تنمية القدرات البشرية وتزويدها بآخر ما توصل اليه العلم والتقنية، وحافظت الثورة أيضا على روح المبادرة في التعرض للقوى المعادية أو الطامعة في العراق أرضا وثروات. كما حدث في ملحمتي القادسية وأم المعارك، وحرب تشرين1973، والدفاع عن جنوب لبنان ، والتصدي لا اتفاقيات التسوية مع الكيان الصهيوني.

إن  تجاوز الثورة البيضاء في العراق الخطوط الحمراء التي وضعها اليمين المتصهين في أمريكا لكل ما هو عربي وإسلامي جعل الإدارة الأمريكية وأجهزتها الإعلامية  تعمل على جر الغرب إلى سياستها العدوانية إزاء العراق بحجج شتى ، وجعل الكيان الصهيوني يعمل على التنسيق مع دولة الشر أمريكا لضرب العراق من خلال غطاء إعلامي وسياسي اعتمد أكاذيب لم تصمد أكثر من عام ،( أسلحة الدمار الشامل ، العلاقة مع الإرهاب ، المقابر الجماعية ، الديمقراطية ......الخ )، وبالتعاون مع الدول المسخ  المجاورة للعراق وصغار الثعالب أرادوا معاقبة العراق وثورة 17 ـ 30 تموز والثوار وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين وقيادة الحزب ، فمخيلتهم المريضة التي لم تستوعب الدروس المستنبطة من تأريخ العراق وتأريخ حزب البعث العربي الاشتراكي  صورت لهم إن الثورة وقادتها سقطوا بسقوط تمثال ساحة الفردوس، وكان إن سقطوا بالفخ ومعهم الفرس ، إن دخولهم الفخ رتب عليهم حقوق  وخروجهم  سيرتب عليهم حقوقا أضافية تمتد لتشمل حقوق العراق والأمة العربية التاريخية في أعناقهم وأعناق كل من شارك في العدوان ، انسحبت أمريكا شكليا وهي تلعق جراحها وستنسحب إيران وهي تلعق جراحها أيضا كما تجرعت السم في القادسية الثانية وسينتفض البعث وجماهيره انتفاضة جديدة على غرار ثورة 17ـ30 تموز وأبناء العراق والأمة العربية المجيدة  يطلعون هذه الأيام على الحراك الشعبي العراقي ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح والنصر يلوح بالأفق القريب .

 تهنئة قلبية لقادة حزبنا بهذه المناسبة وعلى رأسهم الأمين العام للحزب وقائد الجهاد والتحرير الرفيق القائد عزة إبراهيم الدوري حماه الله





الاثنين ٣ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة