شبكة ذي قار
عـاجـل










       

تحية لثورة ١٧ تموز العظيمة ولقادتها في ذكراها الخمسين

تمر هذه الايام الذكرى الخمسون لثورة السابع عشر من تموز العظيمة وانتفاضة الثلاثين منه المكملة لها والمرسخة لهويتها وأصالتها، تمران والعراق يتعرض لأبشع مؤامرة استعمارية صهيونية إيرانية تنفذها عصابات الجواسيس واللصوص والعملاء بهدف تغيير هوية العراق العربية الاسلامية ومسح ومسخ مكانته التأريخية العظيمة في الوطن العربي والعالم .بالغزو والاحتلال الاستعماري حققت الصهيونية وحليفتها ايران هدفا كبيرا حرمتهما منه ثورة السابع عشر العظيمة بقيادة البعث اكثر من ثلاثة عقود، وهو اخراج العراق من دائرة التأثير في أمته العربية ومحيطه الاسلامي والعالم لتسهيل تمرير المشروعين الصهيوني والايراني الصفوي المتخادمين المتشاركين في شرذمة الدول العربية وإعادة رسم خرائطها بما يخدم ويُؤْمِّن مصالح اسرائيل غير المتعارضة مع مطامع ايران التوسعية المبرقعة بالأغطية الدينية المذهبية.

لقد حققت ثورة السابع عشر من تموز العظيمة منجزات كبيرة وخطت خطوات جبارة على طريق التنمية الاقتصادية والبشرية والبناء الصناعي والعلمي والعمران والقوة العسكرية. ورغم ما وقع من أخطاء هنا وهناك، إلا أن المنجزات الحقيقية الشاملة والجذرية والكبيرة التي حققتها ثورة السابع عشر من تموز كان مقدرا لها ان تخرج العراق من خانة الدول النامية وتضعه في مصاف الدول المتقدمة، لولا ما تعرضت له مسيرة الثورة العظيمة من انتكاسة خطيرة عام ١٩٩٠ حينما تعرض العراق بسبب حادثة الكويت لحربين مباشرتين عام ١٩٩١ وعام ٢٠٠٣ وحرب استنزاف اقتصادية لا سابق لها في هولها وشموليتها منذ يوم ١٩٩٠/٨/٦ حتى الغزو والاحتلال عام ٢٠٠٣، وحرب استنزاف عسكرية منذ توقف العدوان الثلاثيني في يوم ١٩٩١/٣/١ وحتى وقوع العراق تحت الاحتلال. وكانت هذه الحملة الحربية الاستعمارية الضخمة لا نظير لبشاعتها وهولها في التاريخ ولم يتعرض لها من قبل أي بلد بحجم العراق.

كان مخططو هذه الحملة والمشاركون في تنفيذها واستثمار نتائجها في العراق من صهاينة وصفويين ومستعمرين يُمنـّون أنفسهم الخائبة بأن يتمكنوا بهذه الحملة من القضاء المبرم على العراق وتصفية مكانته المركزية في المنطقة وإلهاء ( بل إنهاء ) شعبه العظيم بالنزاعات والترهات والفتن الطائفية والمناطقية، وكانوا يُمنـّون عقولهم الخائبة بالقضاء النهائي على طليعة شعب العراق وقواه الوطنية اي حزب البعث الذي كان يقود العراق العظيم وثورته الرائدة طيلة ثلاثة عقود ونصف.لكن هذا الشعب العظيم رد على المؤامرة فأطلق حركة المقاومة العراقية الباسلة التي كسرت العمود الفقري لقوات الاحتلال الاستعماري وانزلت بها من الخسائر ما يزيد على المائة وثلاثين الف قتيل وأكثر من مليون ونصف المليون معوق وجريح ، واضطرتها للهروب من العراق في جنح الظلام.

أما البعث فقد انطلق من الركام فأعاد تشكيل تنظيماته، ورسم أساليب وطرائق عملها في المرحلة الجديدة، وهيأ قياداتها وكوادرها البديلة، وباشر أعمال المقاومة ضد الاحتلال الاستعماري منذ اول يوم للاحتلال، وعمل ، من خلال فصائله المقاتلة بقيادة أمينه العام وقائد مسيرته الرفيق عزة ابراهيم، وبالتعاون مع الألوف من ابناء العراق الوطنيين البواسل على تشكيل اعظم حركة مقاومة للاحتلال في بلدان العام الثالث. وقد فعل كل ذلك رغم كل الجروح العميقة والتضحيات الجسام متمثلة باستشهاد قائده الشهيد الرئيس صدام حسين وأغلب أعضاء قيادته وأكثر من مائة وستين ألف من أعضائه واعتقال عشرات الألوف من اعضائه وملاحقة وتشريد عشرات الألوف من كوادره .

ورغم ما تعرض له شعب العراق من أهوال الفساد والظلم والإرهاب على يد الأحزاب والمليشيات الموالية لإيران ( العدو الاول للعراق عبر كل تاريخه ) وعلى يد تنظيم داعش الذي أدخله حزب الدعوة الايراني الحاكم الى الموصل ومحافظات العراق الشمالية والغربية لتخريبها وضرب مقاومتها وتدمير بنيتها السكانية والاقتصادية، رغم كل ذلك، إلا أن شعب العراق بقي وفياً لتاريخه ولأمجاده ولأصالته فرفض النظام الدكتاتوري الموالي لإيران وتحدى قمعه وتسلطه. وها هو شعب العراق الأبي ينتفض ضد هذا النظام الفاشي وأحزابه العميلة للنظام الايراني ،وضد فسادهم ومشروعهم الخبيث لإفقار العراقيين ونهب ثرواتهم وتجويعهم وتشريدهم . ها هو شعب العراق العظيم وأبناؤه الباسلون في البصرة وذي قار وميسان والنجف والكوت والنجف وبابل والديوانية والسماوة وبغداد ينتفضون ضد سلطة عملاء الاحتلال وقادتها من الاحزاب المتطرفة الفاسدة المسماة بالإسلامية والإسلام منهم براء. وغدا بمشيئة الله سيلتحق بهم أخوانهم في المحافظات الاخرى.

ها هم ابطال شعبنا في محافظات الجنوب والوسط الثائرة يحتجون على سياسات النظام الفاشي التي جلبت الكوارث للعراق ومنها انعدام الخدمات وانتشار البطالة وتجويع الناس واللامبالاة ازاء معاناة المواطنين المتزايدة من انقطاع الكهرباء والماء وتفشي الفساد وغياب روح المسؤولية وانعدام الغيرة الوطنية لدى الحكومة وأحزابها المتشدقة بالتسمية الاسلامية ووزرائها وإداراتها الفاسدة في المحافظات. قد يُقدِم هؤلاء الحكام الفاسدون على أساليب ترضيّة كاذبة لإخماد الانتفاضة. ولكنها لن تنفع في حل مشاكل العراق المتفاقمة في ظل النظام الدكتاتوري الفاسد الموالي لايران المتسلط على شعب العراق.

فليس لدى هذا النظام العميل لاعداء العراق أي غيرة على الشعب وتطلعاته الأساسية المشروعة في الحياة الحرة الكريمة، وليس لديه اي احساس بالمسؤولية عن الوطن ومصالحه وسيادته الوطنية. وهذا شيء طبيعي ففاقد الشيء لا يعطيه ٠ انه نظام فاسد قام لتنفيذ أهداف الغزو والاحتلال في تمزيق العراق وتخريب نهضته الكبيرة وتدمير شعبه ، وانهاء دوره التاريخي ومكانته العظيمة في مسيرة الامة العربية والإسلامية والعالم . ان مشاكل العراق لن يحلها الا زوال هذا النظام العميل الفاشي الفاسد الفاشل ، وإقامة حكم وطني مدني يمثل شعب العراق، و يلبي حاجات شعبه وتطلعاته المشروعة، ويحقق المساواة الكاملة بين ابنائه وينفذ التنمية الشاملة لتحقيق التقدم والرفاه والعيش الكريم لابنائه ، ويتصدى لكل انواع الارهاب والتطرّف، ويحمي سيادته ومصالحه الوطنية، ويمثل امتدادا لحكومات العراق الوطنية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ حتى وقوعها تحت الاحتلال الاستعماري الأجنبي عام ٢٠٠٣.

ان رفض شعب العراق للمحتلين، ورفضه عملاءهم الذين نصبهم حكاماً وسلّطهم عليه، ومقاومته مخططاتهم الفاشية، ورفضه فتنهم، وازدراءه ترهاتهم وانحطاطهم، وانتفاضاته المتواصلة ضد فسادهم وظلمهم، كل هذا كفيل بتحقيق ما ينشده شعب العراق قريبا من تحرر وانعتاق وخلاص من ربقة النظام الدكتاتوري الظالم الفاسد العميل لايران، وما هذا الهدف الغالي ببعيد.

تحية من القلب الى كل ابناء العراق الرافضين للنظام الدكتاتوري الفاشي العميل وفتنه ومخططاته المشبوهة والمنتفضين ضد فساده وانحطاط اداراته. تحية من الأعماق لكل قادة ثورة السابع عشر من تموز وفِي مقدمتهم الرئيس احمد حسن البكر والرئيس الشهيد صدام حسين ونائب رئيس الجمهورية صالح مهدي عماش ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم والى جميع رفاقهم في مجلس قيادة الثورة وقيادة قطر العراق والقيادات الأدنى عبر مسيرة الثورة لخمسة وثلاثين عاما. تحية وفاء واعتزاز لقيادة مسيرة البعث ومقاومته الوطنية وفصائلها الباسلة في القيادة العليا للجهاد والتحرير. تحية لكل مناضلي البعث المرابطين الصامدين بوجه أعتى نظام دكتاتوري فاسد ظالم متعسف، والذين يزدادون قرباً كل يوم الى قلوب وعقول أبناء العراق رغم كل حملات التشويه والافتراء والقمع .

قيادة قطر العراق
حزب البعث العربي الاشتراكي
اواسط تموز/ يوليو ٢٠١٨
 





الثلاثاء ٤ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة