شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الرفاق المناضلون على إمتداد ساحتنا العربية
اليوم ، تمر على جماهيرنا العربية الباسلة في ساحات العروبة بشكل عام ، ومناضلي الأمة في ساحة العراق المجيد ، ذكرى ثورة عربية تاريخية ، فريدة في طرازها ومعانيها ، ومتميزة في عطائها وبنائها ، ووحيدة في خصوصية انطلاقتها وتفجيرها ، إذ كانت تمثل قبل خمسة عقود وما زالت الخطوة الجريئة المحسوبة بدقة ، والإنجاز التاريخي الكبير لحزب الجماهير العربية ، حزب البعث العربي الإشتراكي بما انطوى عليه من فكرة عربية خالصة قدمت القراءة والتحليل الموضوعي والعلمي للواقع العربي ووضعت مسارات وحدته وتحرره الشامل وقدرته للوثوب نحو آفاق يحقق فيها الكفاية والنهوض وتحقيق العدالة الإجتماعية بين جميع مكوناته .

في السابع عشر من تموز عام 1968م ، سجل التاريخ العربي وثبة مناضلي البعث الخالد في ساحة العراق ، فانبثقت ثورة تموز العملاقة بقيادتها الوطنية الغيورة من طلائع وقيادة وكوادر حزبنا المناضل يتقدمهم المناضلان الرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر ( رحمه الله ) الذي تولي رئاسة مجلس قيادة الثورة والرفيق المناضل شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين ( رحمه الله ) نائباً له ورفاقهم البواسل ، ورسموا خطى ثورة وطنية خالصة ، إندلعت في ظرف عصيب ومعقد على مستوى العراق والوطن العربي ، بل إنها اندلعت في ظرف دولي كانت فيه خيوط المؤامرة الإمبريالية والصهوينة تمني احلامها بالسيطرة التامة ليس على العراق وثرواته فحسب ولكنها كانت تريد لمخطط التمزيق المرسوم في وثيقة سايكس بيكو أن يمضي قدماً وان يتم زراعة وترسيخ الكيان الصهيوني على حساب الوجود العربي الفلسطيني .

أيها الرفاق المناضلون
إن احتفائنا بمرور خمسة عقود على تلك الثورة والإنتفاضة الوطنية والقومية ، هو استذكار لمسيرة ظافرة شهدها العراق الذي تحول منذ عشية الثورة عام 1968م الى منبر قومي معبر عن تطلعات الأمة في مشرق الوطن العربي ومغربه ، بذات المستوى الذي جسدت فيه ثورة تموز و قائدها البطل الشهيد صدام حسين انموذجاً جاذباً ومسار يحتذى في الساحات العربية وخارجها . فعلي المستوى القومي العربي اعطت ثورة تموز لجماهير الأمة منهج تفكير علمي ونظرية عمل تنطلق منها لتعزيز نضالها وترصين مسار مقاومتها لكل الأشكال الهزيلة في النظم العربية ، وذلك عبر تجسيد حزم من الإنجازات غير المسبوقة في العراق على مختلف الصعد بدأت بقرار وضع ثروة العراق كاملة غير منقوصة في يد أبنائها عبر قرار التأميم التاريخي والشجاع ، ثم دشنت عبر الخطط الشاملة لتحقيق اكبر نهضة عمرانية وعلمية واجتماعية واقتصاية في العراق ، حيث تحول الى نموذج حقيقي للنهوض بمعانيه الشاملة ، وفي غضون بضع سنوات ورغم تعرض الثورة لمؤامرات داخلية وخارجية كان اعقدها العدوان الفارسي العسكري خلال ثمان سنوات متعاقبة ، إلا ان العراق عبر الى شاطئ القوة والإقتدار وبرز كدولة في مصاف دول العالم المتقدمة في مجال النهوض الإقتصادي والعمراني والحضاري الشامل ، ولامس بإقتدار افاق التطور الصناعي والتكنلوجي بقدراته الذاتية وعلمائه الذين تفتقت افكارهم تحت رعاية القائد صدام حسين المباشرة . وعلى الصعيد القومي شكلت ثورة تموز العظيمة الظهير القوى لنضال شعبنا العربي في فلسطين والداعم الرئيسي ، في ذات الوقت الذي كانت فيه بغداد منبراً للفعاليات العربية الرسمية والشعبية بمختلف فئاتها وذلك ما جعل العراق يقف بصلابة للتصدي للمؤمرات التي كانت تستهدف وحدة الأمة ونهب ثرواتها .

أيها الرفاق المناضلون
ان قوى العدوان الإمبريالية والصهيونية والفارسية ، الحاقدة على العروبة والإسلام قد اصيبت بالإرباك والتخبط وما عاد بمقدورها تسويق ألاعيبها وخداعها لجماهير أمتنا المجيدة بوجود ثورة تموز وقائدها الثوري والمفكر الذي تحول الى ينبوع تغذية فكرية وروحية لطلائع النهوض القومي في مختلف الساحات العربية وخاصة في ساحة فلسطين التي تقارع بشجاعة مخطط الاحتلال الصهيوني ، لا بل ان عراق تموز وعبر الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والمهرجانات القومية قد شكل قبلة لطلائع الثورة العربية في مواجهة النظم العربية الهزيلة ومن ورائها قوى العدوان التاريخي على امتنا من امبرياليين وصهاينة وفرس ، لهذا تعاقبت اشكال العدوان المباشر على العراق وعلى قيادته الوطنية والقومية ، والذي كان يهدف الى كبح عجلة تلك الثورة وايقاف مسيرتها والسعي الحثيث لضربها بصورة مباشرة بشتى الوسائل والسبل ، فبدأ العدوان الفارسي ومن ورائه الإمبرايالية والصهوينة العالمية وانتهى بالخذلان ، فتلاه العدوان الغربي غير المسبوق حيث احتشدت فيه جيوش اكثر من ثلاثين دولة غربية فتصدى له العراق باقتدار ، واخيراً شنت هذه القوى عدوانها الوحشي والذي ما زال مستمراً على العراق دون ان يجني سوى نتائج الخذلان ، حيث تصدى له ابناء العراق البواسل وجنود البعث العظيم بقيادة قائد مسيرة الجهاد والتحرير الرفيق المناضل عزة ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي . وما نشهده اليوم في ساحات المدن العراقية الباسلة من انتفاضات ومسيرات واسعة هو التعبير الحقيقي عن اصالة هذا الشعب الذي يرفض سياسة العدوان الشعوبية المدعومة من ملالي طهران وعملائها في العراق ولسان حال العراق يطالب بإنهاء معاناته المتصاعدة على أيدي القوى الشعوبية والطائفية التي امعنت في الفترة الفائتة على تفتيت لحمة شعب العراق وتمزيقه الى طوائف وملل تتناقض مع تاريخه الوطني والقومي الواحد.

أيها الرفاق
أن أمتنا المجيدة وطلائها الثورية تتصدى بقوة لحلقات التآمر التي لم تتوقف احلامها المريضة سواء في مشرق الوطن العربي أو في مغربه ، واليوم يواجه مناضلوا البعث في ساحة ارتريا ، نمطاً من التآمر المفضوح الذي خططته قوى الهيمنة الكبري ووظفت في سبيل تمريره بعض الادوات الرسمية في المنطقة العربية والذين يهدفون لإذابة الوجود العربي والإسلامي في ارتريا من خلال النظام الدكتاتوري الممثل في حزب الجبهة الشعبية الحاكمة في اسمرا ، والذي ظل على مدى سبعة وعشرين عاماً يقف حائلاً دون اندماج ارتريا مع محيطها العربي الاسلامي ، وليس هذا فحسب بل إنه يسعى جاهداً لتقويض مساعي الآمن القومي العربي في منطقة جنوب البحر الأحمر التي احتشد فيها قوى خارجية ذات اطماع بعيدة عن مصالح الأمة ، وعلى صعيد آخر نتابع بحذر ودقة مجريات ما وصفت بالعملية السلمية بين اديس ابابا واسمرا حيث تجري من تحت الطاولة اجندات ماعادت خفيه تهدف الى انعاش النظام الإرتري المتهالك ومده بعمر جديد يتسلم فيه دوراً جديداً ضد شعبنا الإرتري وينأى بإرتريا عن الحضن القومي العربي ، وليس ذلك فحسب بل ان هناك مؤشرات واضحة على بروز لوبي قيادي جديد لمنطقة القرن الإفريقي تتم رعايته من القوى الإمبريالية والصهيونية . وازاء ذلك فإن مناضلينا البواسل في هذه الساحة مدعون اكثر لتعزيز دورهم في مواجهة مخطط ضرب العروبة والإسلام في ارتريا.

تحية المجيد والخلود لثورة تموز المجيدة لمناسبة يوبيلها الذهبي
التحية لمناضلي البعث ومجاهدي العراق وهو يتصدون للفلول الصفوية المعادية
النصر لمجاهدي فلسطين الأبية
النصر لنضال ابناء امتنا في كل الساحات العربية
المجد والخلود لشهداء البعث وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر ورفاقه الأبطال

قيادة التنظيم الإرتري
١٧ / تمــوز / ٢٠١٨





الجمعة ٧ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الإشتراكي - التنظيم الإرتيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة