شبكة ذي قار
عـاجـل










تتناقل الاخبار في العراق وكأن الامور لا تعني الدولة او الحكومة العراقية التي يحكمها حيدر العبادي؛ حيث اقدمت قوة مسلحة قادمة من النجف الاشرف قوامها أربعون سيارة ذات الدفع الرباع باتجاه منطقة سبع قصور شرق العاصمة بغداد، و داهمت احدى البيوتات، واعتقلت خمسة من حراسها، ومعهم مئة وستة مليون دولار ، يقال انها تابعة للمدعو ضياء الحلفي، القيادي البارز في التيار الصدري، والمسؤول عن بيع قطع الاراضي بطريقة غير مشروعة المعروفة " الحواسم " ويقال إن ضياء الحلفي الان مسجون في "الحنانه" !.

وبتكرار أخبار اهوال الحنانه وغيرها... لا أحد يعرف ماذا يجري هناك بالضبط ؟.
هل هناك سجن خاص في الحنانه بالنجف الاشرف؟ .

وهل هو سجن خاص للسادة والاشراف والاتباع والشيوخ والوزراء وحتى لاعضاء البرلمان ومجالس المحافظات ، حيث يسجن فيه بعض المشبوهين وبعض العصاة على أوامر السيد صاحب " المگصوصه" ؟.

هل تصدر أوامر المگصوصه قبل احكام مجلس القضاء الاعلى الفاسد او محاكم مدحت المحمود؟ .
هل هناك لجان تحقيقية خاصة تقيم وتتواجد وتحاكم وتطلق سراح المتهمين؟ .
وهل هي تتواجد بجوار اقامة السيد مقتده الصدر ام في مكان سري آخر ؟.

تتوارد في الذهن لدى كثير من العراقيين ان هناك محلة في النجف اسمها الحنانه ، محروسة بشدة تصل الى مستوى يمكن ان يطلق عليها البعض : " إمارة الحنانة المقدسة" في النجف الاشرف ؟.

هل الحنانه مجرد مكان او اقامة أو مجلس خلوه للسيد مقتده؟ ام هي حوزه علمية أم مقر ادارة تضم في أجنحتها وسراديبها سجن و محتشد و دار قضاء؟.

هل هي دار امارة السيد صاحب الزمان ام تجمع اداري حاكم، له مع معاونيه وانصاره المقربين ومنهم مستشاري السيد مقتده الصدر وقضاته ومحققيه وربما جلاديه عندما يستدعي التحقيق ممارسة العنف مع المتهمين ؟؟

وهل المعتقلين بأوامر وقرارات "المگصوصه هم سجناء رأي أم حيتان فساد أم متمردين على سلطة قائد التيار؟.

لا أحد يعرف كيف يتم معهم التحقيق؟ او كيف ومتى يتقرر فرض وضع الاحتجاز الاحترازي على كل من يطلبه السيد مقتده للتحقيق؟ المگصوصه تأمر، وعلى الفور تأتي بالمتهم "سرايا السلام: مخطوفا، وتمر المجموعات المكلفة بالاعتقال عابرة كل حواجز وسيطرات الحكومة والمليشيات الاخرى عبر أحياء ومدن ومحافظات العراق وصولا الى الحنانه.

نقل ضياء الحلفي بالامس الى الحنانه، كما جرى قبلها نقل نائب رئيس وزراء، كان اسمه بهاء الاعرجي.ملأ الدنيا ولم يشغلها بالفساد . والذي اختفى لفترة في الحنانه ثم خرج شاحب الوجه هزيلا، مهزوز الارادة، و قيل"انه بات مريضا ومسرطنا؟.

ولم يقل الاعرجي شيئا عن اسباب ومكان غيابه ولماذا وكيف أطلق سراحه.

اختفى بهاء الاعرجي ولم تسأل عنه حكومته ومجلس نوابه ولا تياره الصدري ولا مخابرات واجهزة قضاء الحكومة، نعم اختفى الاعرجي، كما اختفى يوما ذلك المهدي المنتظر؟.

هل دفع بهاء الاعرجي ما عليه من استحقاق الضريبة لقائده طوعا أو كراهية؟ . راضيا أم صاغرا؟ هل دفع خمسا ام سدسا ام ربعا ام تقاسم معهم في الحنانه مناصفة مليارات الدولارات التي جمعها من حصيلة سرقاته وخزين ثروات الفساد التي جمعها بهاء الاعرجي بكل الوسائل القذرة، جمعها كزعيم مافيا صدرية بامتياز .

قيل تعاون بهاء الاعرجي صاغرا وخضع بصمت لاجهزة قائده المفدى ... وانصاع الى التحقيق في سراديب فيلق السلام ومحاسبة الهيئة الاقتصادية للتيار معه.
واليوم جاء الدور على مختلس آخر اسمه ضياء الحلفي.

هل نحن أمام دولة "المدينة المقدسة"..اسمها هناك " الحنانه" ... تتواجد داخل فضاء اللا دولة العراقية المنفلشة.

وهي حالة محاكاة لدولة أخرى سبقتها تتواجد في الضاحية الجنوبية ببيروت، وتحكمها سلطة مشابهة ، و في تقليد منسوخ لأوامر قائدها السيد حسن نصر الله وحزبه.

هل على العالم ان يعترف اليوم بوجود دول كهنوتية ماكروئية تشبه شكليا هيئة دولة الفاتيكان لكونها باتت في غفلة من الزمن مقرات لعصابة او جماعة تستحوذ على مال وسلطة غير شرعية ولها حمايات متمردة على القانون وتتحصن في أحياء مغلقة تتحكم بها الحراسات وتخضع تحت سطوة المليشيات ولديها سلطة مافيا المال، وتؤتمر بقرارات "السيد القائد"،قدس الله سره ، امثلة الضاحية الجنوبية ببيروت والحنانه بالنجف والكرادة ببغداد باتت عواصم مافيوية لدويلات وامارات كهنوتية تملك المال والنفوذ السياسي، ولها ادوات الترهيب والقمع ولديها سلطة سياسية ايضا في برلمان وحكومة مزورة.

وهي اليوم دويلات باتت اغنى من الفاتيكان باضعاف المرات مالا ونفوذا وسطوة بالسلاح.

نعم هناك دولة السيد مقتده يذهب اليها الدبلوماسيون وممثلي الامم المتحدة وزوار العراق الرسميين، تشابهها وتقلدها دولة السيد نصر الله ببيروت.ودولة السيد عمار الحكيم في الكراده ببغداد، وغيرها كثيرة.

نعم هي دولة السيد المطلق ... تتجاوز سلطته محلة الحنانه بامتداد أذرع امبراطورية ممتدة ومتوغلة داخل دولة كانت اسمها يوما العراق .





الاثنين ١٧ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الکاظم العبودی نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة