شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد " صوت الشعب العراقي "

الملاحظ والمراقب للأحداث السياسية في العراق منذ الاحتلال وللوقت الحاضر يدرك ان هناك مجموعة من الحقائق على ابناء الشعب العراقي وقواه الوطنية الهادفة الى التغيير ان لا تغيب عن أذهانهم ولا ينسوها او يقللوا من شأنها ، او الانسياق وراء بعض التحليلات والأخبار التي تقع ضمن التمويه وتخدير الناس وكأن التغيير حاصل لا محال فيشع الامل في نفوسهم بعض الوقت ثم يهفت ويعيدون الى الضجر لبعد الأمل وانقطاع الرجاء في الخلاص فيهرعون الى الشوارع للتظاهر والمطالبة بحقوثهم مرة أخرى ، كما حصل في العام 2011 و 2014 والان ومن هذه الحقائق التي يجب ان لا تغيب هي أن الاحتلال الذي قامت به امريكا ومن تحالف معها للعراق جاء ليحقق اهدافا استراتيجية مهمة وبعيدة الأمد وراسخة في العقل الأمريكي ومن ورائه اللوبي الصهيوني والحكومة السرية العالمية التي تقود الأحداث في العالم من وراء ستار ، ومنها ان لا شرق اوسطي مؤمن للمصالح الأمريكية والإسرائيلية ومحافظ على امنهما ووجودهما دون عراق أمريكي الهوى والسيطرة والفعل ، وان اي نظام وطني كامل السيادة والاستقلال ويتطلع الى بناء نهضة علمية واقتصادية واجتماعية متطورة مع المحافظة على وحدة العراق هو وهم وخط احمر ، ولا يجوز وجوده بعد الان في هذا البلد ، والملاحظ ايضا ان امريكا تستقتل وتستخدم كل السبل والوسائل لتامين ابقاء العراق بلدا ضعيفا واهنا غير امن ، تعصف به الطائفية وتعج فيه الميليشيات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة وينشط فيه الفساد المالي والاداري وتجارة المخدرات وتتفشى فيه الامية والبطالة ويسوده الفقر والمرض والعوز والفاقة ، وتحكمه شلة من الغرباء والسراق والعملاء التي لاهم لها سوى مصلحتها وخدمة اسيادها ، مع القبض على ثرواته النفطية بيد امريكية من حديد ، فالعراق القوي الموحد يقف حجر عثرة بل مانع شديد لمشروع الشرق اوسط الكبير ، ومهددا لأمن إسرائيل ومؤلبا لدول المنطقة وبالأخص العربية منها ضد مشاريع الهيمنة والسيطرة الأمريكية الصهيونية والايرانية ، ويلعب دورا في ظهور القطبية الثنائية او الثلاثية في قيادة العالم وعدم اقتصاره على القطبية الاحادية كما حصل الان ومنذ العام 1991 ، أما إيران فلا أحد لا يعرف اطماعها ليس في العراق فحسب وإنما في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية ، فلإيران مشروعها كما هو الحال لأمريكا وقد طرحته بشكل علني عندما وصل الخميني لحكم ايران وبشر بتصدير ما يسمى بالثورة الاسلامية عام 1979 ، وهو مشروع قومي توسعي غير اسلامي اتخذ من الدين ومن التشيع غطاء وستارا للوصول الى اهدافه ومهما كانت الوسائل ، فقد تعاون النظام الايراني مع امريكا ( الشيطان الأكبر ) كما يسميها في احتلال العراق عام 2003 ، وقبلها تعاون مع إسرائيل في توريد الاسلحة وفضيخة ايران غيت شاهد على ذلك ، واعترف بحكومة الاحتلال وزج بعملائه في الحكومات التي شكلها الاحتلال من اجل ان ينفذ للسيطرة على العراق ، فاصبح شريكا للاحتلال الامريكي يتقاسمان الراي والمشورة والمصالح ، فهم يختلفان على ما يسمى البرنامج النووي لكنهما متفقان على وجودهما وتامين مصالحهما في العراق كشريكين صديقين ، لا يتم شيء في العراق ولا يتخذ قرار الا بعملمها واتفاقهما ، وما على الطرف الثالث وهي الاحزاب الطائفية الحاكمة الا تنفيذ ما تؤتمر به من قبلهما لأنهما أولياء نعمتهم وهم الذين رعوهم ونصبوهم ، واليوم حافظين لوجودهم والمدافعين عنهم ، فالعملية السياسية ومن خلال رصدنا للاخبار وما تتحدث به وسائل الاعلام وعلى الرغم من التظاهرات والاعتصامات التي مضى عليها شهر والتي هي استمرار لتظاهرات يومية سابقة الا ان الاطراف الثلاث ( امريكا وايران والاحزاب الطائفية الحاكمة ) مصرون على بقاء هذه العملية وبوجوهها القديمة رغم كل المفاسد والموبقات والتزوير والأعمال اللاإنسانية التي ارتكبوها بحق الشعب ، وهذا يتطلب من الشعب العراقي وقواه الوطنية وناشطيه موقفا آخر يجبر الأمريكان ومجلس الأمن وايران ان يرفعوا أيديهم عن شعب العراق ليترك له حرية اختيار نظامه الوطني وإجراء التغييرات الجوهرية في نظامه السياسي كون العملية السياسية الحالية قد فشلت وارتكبت أخطاء جسام بحق العراق والعراقيين ، كما انها فقدت شرعيتها بعد ان زورت الانتخابات وسرقت المال العام ووضعت يدها بيد الاجنبي المحتل ، بل وتجاهر بالولاء له والانتماء إلى صفوفه ، ان على شعب العراق ومتظاهريه ان يصعدوا من فعاليتهم بالاستمرار في الاعتصام والعصيان المدني وان يرفعوا سقف مطالبهم في تشكيل حكومة انقاذ وطني وهذا هو قرار الشعب ولا قرار غيره وسيكون النصر والنجاح حليف الجماهير المنتفضة .

 ١١ / أب / ٢٠١٨





السبت ٢٩ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة