شبكة ذي قار
عـاجـل










في تواصل لمسلسل المعاناة اليومية لأبناء شعبنا الصابر المناضل؛ اهتز العراق من شماله لجنوبه لخبر النفوق الجماعي للأسماك في حوضي دجلة والفرات وكذلك في المسطحات المائية وأحواض تربية الأسماك على جانبي نهري دجلة والفرات في عدد من المحافظات.

ولم يكن قد مضى سوى بضعة أيام على اعلان وزارة زراعة المنطقة الخضراء تأمين الاكتفاء الذاتي للبلاد من الأسماك المحلية حتى حلت الفاجعة، ورغم أن هذا النجاح يرجع لاعتماد الصيادين ومربي الأسماك على امكانياتهم الذاتية بعد يأسهم من عون السلطات المحلية والأجهزة الحكومية.

وبعد حلول الكارثة والتي قد تتحول الى كارثة بيئية لا مثيل لها؛ هرعت أبواق حكومة المنطقة الخضراء في محاولة منها لامتصاص الغضب الشعبي لإصدار تصريحات غريبة ومتناقضة لتبرير ما جرى.

فتارةً يكون السبب مرض تعفن الغلاصم الفطري، وتارةً يكون بسبب عدم توفر المياه الكافية والإضافية لتغيير الأحواض ومواضع تربية الأسماك، وتارةً بسبب مخلفات المصانع، وغيرها من الأسباب مع اشارة أبواق السلطة العميلة الى أن الأمر طبيعي ولا يدعو للذعر وهو مألوف من أيام الفراعنة ودور النظام السابق في ذلك !!!

ويكذب هذه المزاعم جملة من الأمور لعل أبرزها :

1- أنه لو صحت هذه الادعاءات لكانت الإصابات محدودة وفي مناطق معينة، ولكن ما جرى هو حالة إصابة جماعية أدت لنفوق مئات آلاف الأطنان من الأسماك من الراشدية والدجيل شمال بغداد الى الهندية والمسيب وما يليها جنوباً وصلت الى رفع ١٥٠٠ طن من الأسماك النافقة في محافظة بابل وحدها في يوم واحد

2- ذعر السلطات الرسمية وتوجيهاتها بسرعة التخلص من الأسماك النافقة وإزالتها، ومنع نقل الأسماك الحية والمجمدة الى خارج المحافظة، وتشديد الدوريات والمفارز للتأكد من عدم خروج أي سمكة الى خارج المحافظة المتواجدة بها !!

3- الاعلان قبل الفاجعة عن القبض على منتسب في ما يسمى لواء علي الأكبر مع خمسة إيرانيين كانوا يرمون أكياس من السم في نهر الفرات عند أحواض تربية الأسماك في بابل؛ وبالتالي تنكشف هوية الجاني الحقيقي الذي لا يكل ولا يمل من الحاق الأذى بالعراقيين، ولا يمكن للذاكرة العراقية أن تنسى محاولة إيران الفاشلة بمعاونة أذنابها تسميم مصانع تعليب كربلاء عام ١٩٨٢

وعلى أي حال فقد أثبتت نتائج التحليلات المختبرية لبعض العينات من الأسماك النافقة تعرضها لمواد كيميائية شديدة السمية وقد أكد الخبراء أن ما وقع لها قد تم بفعل فاعل.

ومما يؤكد ضلوع إيران وأذنابها في الجريمة غزو الأسماك الإيرانية للأسواق العراقية بعد الكارثة، وعرقلة سير التحقيقات في نفوق الأسماك من قبل جهات متنفذة في المنطقة الخضراء.

وبعد هذه الفاجعة وصل المواطن المخدر بالشعارات الكاذبة طيلة السنوات الماضية لقناعة مفادها أن إيران التي تقوم بتجويع الشعب وتعطيشه وتخريب الاقتصاد العراقي عدو مبين لا يمكن التعايش معه، وأن السلطة العميلة في المنطقة الخضراء خطر حقيقي عليه وعلى حاضره ومستقبله ولا بد له من أن يثور عليها.

ورغم هذه الأزمات المتوالية فإن فجر التحرير قادم بإذن الله والنصر مؤكد لجماهير الشعب العراقي البطل وما ضاع حق وراءه مطالب.





السبت ٢ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة