شبكة ذي قار
عـاجـل










في الثالث والعشرين من تشرين الثاني عام 1961 تنادت جموع الطلبة بتظاهرة حاشدة إلى ساحة الكلية الطبية في بغداد ليعلنوا تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق، الفصيل الطليعي المقدام الذي قاد النضال المهني والسياسي لطلبة العراق، ليصبح هذا اليوم يوماً خالداً في التاريخ العراقي تحتفل به جماهير الشعب قبل الاحتلال.

وقد سبق تجربة الاتحاد تشكيل حزب البعث العربي الاشتراكي لواجهته الطلابية في الخمسينيات وهي: الطليعة الطلابية التقدمية، التي ناضلت ضد الديكتاتورية القاسمية الشعوبية ومهدت لانبثاق الاتحاد الوطني لطلبة العراق.

ويحسب للاتحاد الوطني لطلبة العراق إطلاقه لأطول إضراب طلابي عرفه العراق في تاريخه، استمر منذ شهر كانون الأول عام 1962 وحتى اندلاع ثورة 8 شباط عام 1963 التي ساهم بها مناضلوه وعلى رأسهم طلبة البعث الأشاوس الذين قدموا العديد من الشهداء صبيحة يوم الثورة مثل الرفاق: قحطان عبد اللطيف السامرائي وسهام المتولي وخالد ناصر وغيرهم.

كما استشهد العديد من طلبة البعث في الاتحاد الوطني لطلبة العراق وهم يقاومون ردة 18 تشرين الثاني عام 1963 مثل الرفيقين : نصرة حسن الراوي وممتاز قصيرة الطالب بالمرحلة السادسة في الكلية الطبية في الموصل الذي أقدمت الزمرة التشرينية المجرمة على إعدامه وعلقت جثته على بوابة الكلية.

لقد كان للطلبة دور رئيسي ومهم في كافة معارك الشعب ضد الرجعية والاستعمار والديكتاتورية كما كان لهم دور بارز في الدفاع عن أرض العراق خلال منازلتي قادسية صدام وأم المعارك، وقدموا الشهداء في سبيل وحدة العراق وسيادته.

ولقد اهتمت ثورة 17-30 تموز عام 1968 بالطالب ورأت فيه المعلم الذي يربي النشأ ويمحو الأمية، والمهندس الذي يبني ويعمر الوطن، والطبيب الذي يداوي المرضى ويضمد جراحهم، والمقاتل الذي يذود عن حياض الوطن، وبالتالي فإن نهضة العراق القادمة في المستقبل ستكون على عاتقه، فاجتهدت في إصدار التشريعات التي تخدمه وتذلل العقبات أمامه وتفسح له المجال في أخذ موقعه المهني الريادي بين قطاعات الشعب المناضلة لكي يتفوق ويخدم الوطن.

ولذلك، قامت حكومة الثورة ببناء الجامعات والمدارس وتطوير المناهج التعليمية وإطلاق الحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية الإلزامية، كما أصدر مجلس قيادة الثورة قراره التاريخي بمجانية التعليم في السابع من شباط عام 1974.

وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 انتكست الحركة التعليمية وفقد الطالب جميع المكتسبات التي وفرتها له سلطة البعث التقدمية، وتجلى ذلك في عدة مظاهر منها:

1- استهداف الميليشيات للكفاءات العلمية وقتلها أو تشريدها خارج القطر.
2- انتشار الفساد والمحسوبية وتصعيد الفاشلين للصفوف العليا ومنحهم أعلى الدرجات بغير استحقاق وجدارة.
3- تسميم أفكار الأجيال الناشئة بمناهج تربي الكراهية وتغذي الطائفية وتلوث العقيدة وتزور التاريخ.
4- إغراء الطلبة بشتى المغريات ليكونوا وقوداً لعمليات الميليشيات الإجرامية.
5- منع الطالب من إبداء رأيه وحرمانه من العمل النقابي.

لكن الثورة التقنية في هذا العصر أفسدت مخططات سلطات المنطقة الخضراء، حيث أدرك الطالب تخلفه عن العالم بسبب القابعين في الحكم وتخريبهم للحياة العلمية، فكان طلبة العراق في مقدمة صفوف الشعب الثائر ضد العملية السياسية الفاسدة.

ولا شك بأن الطالب العراقي لا يمكن له أن ينفصل عن معاناة الشعب ونضاله ضد الحكم الفاسد، كما أنه من غير الممكن أن يكون في معزل عن تأثيرات التطور العلمي والتقني في العالم.
إن يوم التحرير الناجز قادم لا محالة بهمة وعزيمة شعب العراق المجاهد، وسيكون للطلبة المتفوقين أهم الأدوار في إعادة العراق لألقه وموقعه الأصيل في قيادة الأمة.

وما ضاع حق وراءه مطالب.
 





الاثنين ١٨ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة