شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

منذ الاحتلال الأمريكي البريطاني الأسود للعراق في التاسع من نيسان / 2003 ، والذي أعقبه التدخل السافر في الشان العراقي للدول الإقليمية وفي مقدمتها إيران التي استحوذت على جميع المفاصل الأساسية للدولة واحكمت قبضتها على القرار الحكومي العراقي ، فغدى العراق بلا قرار وطني مستقل ومثلوم وناقص السيادة والاستقلال ، وكان من نتائج هذا السلوك الأجنبي انتشار الميليشيات المسلحة المرتبطة بالاحزاب الطائفية والمدعومة تسليحا وتجهيزا وماليا من الاجنبي ، وتفشي الفساد المالي والإداري وسرقة المال العام ، وغياب مشاريع البناء والاعمار والخدمات الاساسية التي تشكل عصب الحياة للمجتمع وديمومة رفاهه ، فتفشت البطالة والفقر والفاقة والمرض ، وكانت نسبة المواطنين دون خط الفقر أكثر من 40% من مجموع السكان العام ، ناهيك من ظهور طبقة ثرية تمتلك العقارات والمليارات من الدولارات ومليارات من الدنانير العراقية ، وهذه الطبقة هي طبقة الحكومة والأحزاب المرتبطة بها والأقارب والأصحاب والنفعيون المرتبطون بتلك الأحزاب ، ولهذا فان كل ما ال اليه العراق من خراب ودمار وتخلف وضياع واحتلال دواعش الارهاب لمحافظاته الخمسة واجزاء من محافظتي بغداد وبابل وتهجير الآلاف من العوائل هو بسبب فشل العملية السياسية برمتها وارتباطها بالاجنبي وتغليب مصلحته على مصلحة العراق وشعبه ، واليوم وبعد مضي خمسة عشر عاما وما رافق الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب من تزوير فاضح ومقاطعة شعبية بلغت نسبتها 82% والتعثر الكبير في تشكيل الحكومة التي بنت نفسها على المحاصصة بمفهوم التوافق البغيض، وبيع المناصب التي بلغ البعض منها خمسين مليون دولار مع شروط تقيد الوزير المعني بتنفيذها عند استيزاره ، كل هذا يجري في زمن الديمقراطية الامريكية الهادفة الى ابقاء العراق بحالة الفوضى والفساد والتبعية ، والخاسر الأول جراء ذلك هو الشعب العراقي المغلوب على أمره والمقيد في حريته والمسلوب في كرامته وحقوقه .

ان المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد وبعد ان بلغ السيل الزبى ودقت الرقاب ولم يعد في القوس منزع يتوجه بندائه الى القوى الوطنية العراقية التي تدعي حرصها على العراق وشعبه ومقارعتها للاحتلال ومشاريعه ورفضها للعملية السياسية صنيعة الاجنبي المحتل ان تتحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية وان تكون شجاعة في تصديها للواقع الفاسد والمؤلم وان تعيد النظر في استراتيجياتها وتحالفاتها وخططها في التصدي والتغيير وان لا تكتفي بالبيانات والادانة والرفض والتنديد التي أصبحت لا جدوى لها في عالم اليوم ، لان ذلك يفقدها مصداقيتها وصحة شعاراتها وعدم احترام الشعب المظلوم لها ، في الوقت الذي وعى الشعب دوره وعبر عن هذا الدور بتظاهراته وثورته ضد الباطل والفساد وفقدان الخدمات واعطى التضحيات الكبيرة والجسيمة في الدم والارواح والزج في غياهب السجون العلنية والسرية ، فما بالكم ايها القوى الوطنية انها فرصتكم التاريخية ان تسجلوا لشعبكم وللخيرين الذين يرقبونكم في امتكم والإنسانية فعلا وطنيا خلاقا شجاعا ينقذ عراقكم وشعبكم من مصير اسود بدأه المحتل ولا تعرف نهايته ، واعلموا أيها المخلصون ان الظروف الصعبة تبحث عن فرسانها فاثبتوا لشعبكم انكم أهلا لها وتوكلوا وعلى الله فليتوكل المتوكلون .

المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد
٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٨





الثلاثاء ١٩ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة