شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب هذا المقال بتاريخ 17 / 09/ 2015 .. وحين مررت عليه في الأرشيف وجدت أنه من المهم نشره ثانية لكي تتم المقارنة بين الوضع آنذاك في العراق والوضع الراهن فيه .. وهو الأمر الذي يؤكد أن الأوضاع مستمرة في التدهور نحو الكارثة طالما دخل العراق في مرحلة الإبادة الفعلية وهو يعيش التدمير البيئي – تسميم الأنهر وإبادة الثروة السمكية وقبلها إبادة الثروة الحيوانية بالأمراض المعدة مختبريًا ، وملوحة المياه التي تلوح بإبادة الزراعة واتساع التصحر وتفاقم أمراض السرطانات والأوبئة والتشوهات الخلقية نتيجة لذخيرة اليورانيوم المنضب وإهمال شبكات الري وشبكات الصرف الصحي وانعدام الخدمات والرعاية الصحية وتعاظم معضلة الكهرباء والماء الصالح للشرب ، فضلاً عن استشراء المخدرات وبيوتات الدعارة تحت سقوف وتسميات مختلفة واتساع نهب المال العام وسرقة البنوك والمصارف بالمازاد وبتبريرات فاضحة ، وما يعانيه شعب العراق من تمزق متعمد مع إصرار على تحويله إلى كانتونات طائفية وعرقية وبالتالي إفساده ونزع صفته الوطنية وهويته القومية وتحويله إلى عبيد تحت سياط عملاء الفرس المجوس وهو شعب أصيل !! .

فكيف يمكن السكوت على مثل هذا التدهور نحو الكارثة ؟ ، وهل يسكت الشعب على الكارثة التي تحيطه من كل جانب ؟  ، كلا ، لن يسكت أبدًا ، لأنه أمام خيار الموت ولا سبيل أمامه سوى الصراع من أجل البقاء !! .

بعد خمسة عشر سنة عجاف تقريبًا على الاحتلال وتنصيب لصوص وعملاء الخارج المرتبطون بإيران .. صار وضع العراق بلا أمن ولا استقرار .. والنهب بات عاماً يأخذ طريقه من رأس الحكومة إلى أصغر واحد يجلس وراء طاولة الاستعلامات في أي دائرة أو مؤسسة أو وزارة .. وشمل عفن الفساد القادة السياسيون والعسكريون ورؤساء الميليشيات والذين يعتمرون العمامة السوداء والبيضاء ، بغض النظر عن المذهب والقومية ، يفتون باسم الدين ويحرضون ويشاركون الفساد والإفساد .. كما بات وضع البلاد ، بلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا مشاريع للزراعة والصناعة ، وتردت درجات التعليم إلى الحضيض ، وتداعت وتائر الصحة والبيئة إلى مستويات تنذر بالخطر ، ولا موارد .. النفط ينهب من كل الاتجاهات وأسعاره تهبط وليس هنالك من تخطيط ولا من تدبير ولا خارطة طريق .. لأن اللصوص والفاسدين لا يشتغلون للدولة ولا على أساس الوطنية يبنون ويعمرون ، وكل واحد منهم يحميه جيش من الحراس مدججين بالسلاح يستنزفون موارد الدولة لكي ينعم اللصوص بأجواء المنطقة الخضراء المغلقة التي لا ينقطع فيها الكهرباء ولا الماء ولا الخدمات ولا تغيب عنها الامتيازات الفاضحة .. أما وراء الأسوار حيث الموت البطيئ والجوع والمرض والحاجة والبطالة والسجون العلنية والسرية والإذلال والقهر وانحطاط الكرامة الإنسانية والتفسخ الأخلاقي .

-   الخزينة أصبحت خاوية ، والموارد شحيحة والواقع يتطلب ضمان للحقوق ودفع للمستحقات ، رواتب واجور ونفقات الحياة الاجتماعية كالخدمات .. وفوق كل هذا تأتي مستلزمات التسليح والانفاقات العسكرية الباهظة لخوض حرب مفتعلة هدفها ( استنزاف البشر واستنزاف الموارد وتدمير الوطن ) .

-  موارد الدولة مرتهنة ، والميزانية مصابة بالعجز الدائم ، والمديونية الخارجية للبنك ولصندوق النقد الدولي باتت طوقًا إستعباديًا تتحمل وزره أجيال العراق .

-   خزينة منهوبة ، وحشد طائفي يحتاج إلى موارد ، وحرب عدوانية مفتعلة ضد الشعب العراقي لا نهاية واضحة لها ، وشباب مدفوعون بأوهام الفتوى الطائفية خائفون وجائعون ومذعورون بلا مستقبل .. تلقفتهم الفتوى بوعود وهم عاطلون ، يجدون أنفسهم بين المطرقة والسسندان .. يقابلهم قادة سياسيون وعسكريون لصوص ومعممون يفتون باسم الدين من أجل مصالحهم ومصالح دولة أجنبية هي إيران .

-   أمام هؤلاء المتطوعون المخدوعون خياران : إما الموت الحتمي في محرقة الفتوى .. والمتساقطون بالمئات .. أو الهروب من الجحيم تحت أي ذريعة : فمنهم من استغل نزوح وهروب المدنيين إلى أوربا واختبأوا بينهم وهم في حقيقتهم قتلة وسفاكون ولصوص .

-   يتصور هؤلاء القتلة السفاكون اللصوص سوف يفلتون من العقاب ، ولكن انكشف أمرهم وتم احتجازهم بالمئات في أوربا بضوابط تزوير الهويات والشهادات وبثوابت المعلومات والصور والاعترافات ، إضافة إلى ما بحوزة بعضهم من مبالغ ضخمة منهوبة من الشعب العراقي .

-   أمام متطوعي الحشد الطائفي فرصة لرمي السلاح والانضمام إلى إخوتهم المتظاهرين الشرفاء الذين يحاربون الفساد والمفسدين والظلم والظالمين والطائفية المقيتة .. إخوتهم الذين ينادون بتغيير الدستور ، سبب البلاء في هذا البلد العريق .. ويدعون إلى تحريم الميليشيات ونزع سلاحها ، ومنع العراق من أن يتحول إلى دولة ميليشيات فاشلة خلافاً لكل نظم العالم .. الانضمام إلى إخوتهم الذين يحاربون كل فاسد وفاسق سواء كان سياسياً  أو عسكرياً ، نائبا ،ً وزيراً مديراً ، قائداً ميليشياوياً ، رجل دين فاسد ، وكل من يرتبط مع دولة أجنبية على حساب العراق وشعب العراق .

-  الفاسدون الفاسقون اللصوص استولوا على مؤسسات الدولة يعاونهم مستشارون إيرانيون ومستشارون أمريكيون وممثلون عن ولي الفقيه .

-   وتحت خيمة هذه السلطة الفاسدة الباغية .. نهب ( عمار الحكيم ) وحاشيته باسم الدين عقارات الدولة وأراضيها ووقفْ أيتامها .. ونهب ( نوري المالكي ) وحاشيته خزائن الدولة وأرصدتها وكرس الطائفية البغيضة .. ونهب ( هادي العامري ) وعصاباته سلاح الدولة وأرصدتها واستولى على مواردها وأشاع القتل والحرق والتهجير الطائفي .. ونهب ( قيس الخزعلي ) وعصاباته الإيرانية سلاح الدولة وأرصدتها واستولى على مواردها وأوغل في تنفيذ أفعال فرق الموت وترويع المواطنين ، وهو أداة إيرانية للقتل والترويع .. ونهب وقتل ( أبو مهدي المهندس ) ، هذا الإرهابي القاتل المرتبط بجنرال تصدير الإرهاب قاسم سليماني الذي يعبث بالبلاد فساداً وقتلاً واستهتاراً ويدير شبكة فرق الموت والاغتيالات تنفيذاً لأوامر ولي الفقيه وبالتنسيق مع ممثليه المعتمدين في مكتبه في العراق .. وينهب ممثل الحوزة ( الكربلائي ) وغيره من الأتباع قوت الشعب باسم النذور والأتاوات والتبرع تحت التهديد وتزييف الحقائق ونشر الفتن والتفرقة الطائفية والعرقية بين أبناء الوطن الواحد لصالح إيران وتشيعها الفارسي اللعين .

-  النواب والوزراء والسفراء الخائبون الفاسدون .. عوائلهم في العواصم الأوربية .. جوازات سفرهم أجنبية وجنسياتهم أجنبية فهم مواطنون أجانب جاءوا لينهبوا الشعب العراقي ، رغم الادعاءات بازدواجية الجنسية ، لأن قانون الجنسية العراقي الوطني يشير ويؤكد على إسقاط الجنسية العراقية حال تجنس العراقي أو اكتسابه الجنسية الأجنبية .. ولكن في العراق أكثر من 98 % من السياسيين والبرلمانيين والوزراء والسفراء والمدراء وغيرهم يحملون جنسيات وجوازات سفر أجنبية .. وهم يتصورون أن هذه الوثائق سوف تحميهم من المتابعة والمطاردة ، ولكونهم لصوص وقتلة ومزوري شهادات فإنهم يظلون تحت مطرقة العدالة حتى وإن هربوا حيث تلاحقهم قوانين الانتربول الدولية في كل بقاع العالم الذي لن يخلو من العدالة !! .

-   متطوعوا الحشد الطائفي المخدوعون أمام مأزق كبير .. خلفهم شعب ثائر لا يسكت على ضيم أو ذل ، ثائر في كل المحافظات ثورة بيضاء نقية عادلة وضميرها الوطني حي .. وأمامهم جحيم الموت الحتمي ، وقادتهم ينعمون بأموال السحت الحرام باسم الدين وباسم محاربة الإرهاب .. فما هم فاعلون لكي يكونوا مع الوطن ضد الطائفية والمصلحية والعمالة ؟! .

-   عليهم التفكير جيداً والعودة إلى عوائلهم وإلى إخوانهم المنتفضون في شوارع محافظات العراق كلها .. العودة إلى الأصول ورفض أن يكونوا ( ماشة ) لتأجيج النار بيد الفاسدين والفاسقين والعملاء قبل فوات الأوان .

-   لقد أحكم عملاء ولصوص المنطقة الخضراء - كلما شعروا بالخطر- حقائبهم للهروب بما خف حمله بعد أن أسسوا في الخارج لهم مكاناً من السحت الحرام .. بيوت وعمارات وعقارات وفنادق وشركات .. أما أبناء شعبنا الذين تطوعوا تحت ضغط العمائم الزائفة وقادة الميليشيات العملاء المأمورون بأوامر ولي الفقيه وممثليه اللصوص في العراق .. فإنهم يريدونهم حطباً لنار الطائفية التي أوقدوها لمصالح إيران ولمصالحهم وعوائلهم وحاشياتهم وعصاباتهم على حدٍ سواء .

-   العملية السياسية برمتها وبرلمانها الفاسد الفاشل باتا محاصران من قبل الشعب .. والميليشيات الإيرانية التي تحمي الفاسدين والعملاء لن تستطع أن تستمر في دجلها إلى الأبد بفعل الاستنزاف والمطاولة التي تتبناها الانتفاضة ، انتفاضة الشعب العراقي كله من جنوبه العظيم إلى شماله العظيم عبر وسطه العظيم ، لانتزاع الحقوق وكنس العملاء الفاسدين إلى خارج الحدود .. من أجل تأسيس حكم الشعب ، كل الشعب ، إنها مسألة وقت .. والعالم كله ينتظر الهروب الكبير من المنطقة الخضراء .. هذا الهروب هو الذي سيوقف نزيف الدماء ونزيف الأموال وعودة الأمن والاستقرار إلى بلد السلام !! .





الاحد ٢٤ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة