شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد حبا الله أرض الرافدين منذ القدم بالخير الوفير، ومع ظهور الثروة النفطية بدأت معركة الشعب لتحرير نفطه من الإحتكارات الأجنبية.

فكان تأميم النفط العراقي في الأول من حزيران عام 1972 تتويجاً لنضال الشعب الطويل وقواه الوطنية والقومية التقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حقق حلم الملايين من أبناء الشعب والأمة واسترد نفط العراق وسلمه للشعب، فكانت الطفرة الاقتصادية في السبعينيات وازدهار التعليم والعمران وتحديث الجيش وتطويره وإسهام العراق في دعم المقاومة الفلسطينية وحركات التحرر نتيجة طبيعية لقرار التأميم الخالد.

أفزع تحرر العراق من الهيمنة الأجنبية الدوائر الامبريالية الغربية الاستعمارية فحاكت المؤامرات تلو المؤامرات ضد نظامه الوطني، التي تصدى لها الشعب وجيشه الباسل في قادسية صدام وأم المعارك وغيرها من المواجهات، فأقدمت الإدارة الأمريكية على غزو العراق واحتلاله في التاسع من نيسان عام 2003.

وكان من أوائل قرارات سلطة الاحتلال إلغاء التأميم وإعادة شركات النفط الإحتكارية لتهيمن على نفط العراق، وبعد أن ضمنت الإدارة الأمريكية مصالحها في القطر سلمت العراق لقمة سائغة لإيران التي حولته إلى جزء لا يتجزأ من أراضيها بمعونة حفنة من اللصوص والقتلة أوصلهم الاحتلال إلى سدة الحكم.

لقد شهد العراق بعد الاحتلال انهياراً تاماً في مجالات الحياة كافة من زراعة وصيد وسياحة وغيرها بسبب انهماك القابعين في المنطقة الخضراء بسلب الثروات وتفريطهم بالسيادة الوطنية.

إن تفشي الفقر والأمية وتردي مؤسسات التعليم والصحة والصناعة وتوقف عملية البناء والتخطيط يرجع بشكل أساسي إلى الفساد، الذي تغلغل في جميع مفاصل الدولة بعد العام 2003.

لقد حل العراق في المركز 169 من بين 180 دولة على مؤشر الفساد لعام 2017 الذي تنشره منظمة الشفافية الدولية، ولهذا من الطبيعي أن تعجز سلطات المنطقة الخضراء بسبب الفساد عن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، رغم أن العراق هو ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك ويتلقى عشرات مليارات الدولارات سنوياً من بيع النفط الخام.

وتواجه الحكومة العميلة غضب الشعب من تخليها عن واجباتها الرئيسية تجاه المواطنين باستخفاف كبير، وتجلى ذلك بإعلانها عن تلف مليارات الدنانير نتيجة تسلل مياه الأمطار إلى خزائن مصرف الرافدين!

وقد قابل مجلس نواب المنطقة الغبراء هذا الإعلان بصمت مريب، وبدا لأعضاء المجلس أن عملية غسيل الأموال البدائية التي تفوح رائحتها من هذا الإعلان السخيف تعد ستاراً مؤقتاً لسرقاتهم.

ورغم ترديد أفراد الطبقة الحاكمة لمقولة: ( المجرب لا يجرب ) ولكن ثبت من التشكيل الوزاري الأخير أن العملية السياسية غير قادرة على إنتاج وجوه جديدة نزيهة، بل إنها تعيد اجترار نفس اللصوص والقتلة وخونة الوطن.

ولكن انتفاضة البصرة أثبتت أن قمع السلطة الفاسدة للشعب وإجرامها بحقه لا يحميها من التفسخ والانهيار.
ويواصل شعب العراق الثائر نضاله ضد العصابة الحاكمة مستنيراً بتضحيات شهدائه.
وما ضاع حق وراءه مطالب.





الاثنين ٩ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة