عام يطوي،وآخر يطل،وفي وقت يتوجه كثيرون إلى احياء المناسبة بأجواء احتفالية في المنازل وخارجها، يقضي المناضلون في السودان ليلة رأس السنة في المعتقلات وأقبية السجون.فبدل أن تستجيب السلطة للمطالب الشعبية المحقة والتي لأجلها انطلق حراك شعبي،استجابت لإملاءات صناديق الاستثمار الدولي،ورفعت الدعم عن السلع الأساسية،كما استجابت لرشى مالية رسمية عربية لوأد الحراك والحؤول دون تمكينه من فرض أجندته في الأصلاح السياسي والاقتصادي .
لقد أقدمت أجهزة السلطة في السودان على التصدي للمظاهرات الشعبية السلمية بالرصاص الحي مما ادى إلى استشهاد العشرات،كما أقدمت على اعتقال مئات المناضلين من حزب البعث العربي الاشتراكي وقوى الاجماع الوطني وقادة نقابيين وناشطين وناشطات في الحقل الاجتماعي .
وبهذا تكون السلطة في السودان قد قدمت للجماهير المنتفضة وجبة من القمع كعيدية كالتي تقدمها النظم الاستبدادية لشعوبها المطالبة برغيف الخبز والحياة الحرة الكريمة .
وإذا كانت السلطة السودانية تحي المناسية على طريقتها الخاصة بإشباع غرائزها القعمية على حساب حق المواطن بالحرية والأمن السياسي الاجتماعي والمعيشي ،فإن المناضلين يحييون المناسبة أيضاً على طريقتهم الخاصة،وهم يواجهون قمع النظام بالإصرار على التمسك بحقوقهم واستقبال العام الجديد بمزيد من الاصرار على مواصلة الحراك الشعبي حتى تحقيق أهداف الحركة الشعبية .
وإذا كان النظام يضع المناضلين في أقبية المعتقلات والسجون،ويمنع عليهم الاتصال والتواصل مع الخارج،فإن الشرفاء في هذه الأمة ،إنما يتواصلون معهم بعواطفهم وشعورهم ويعيشون معاناتهم .
بإسم كل الشرفاء في هذه الأمة بإسم كل الوطنيين وبإسم كل من يدعو إلى ديمقراطية الحياة السياسية وإلى استقلال وطني فعلي،وبإسم كل من يدعو إلى تحرير الأمة من استلابها الاجتماعي والقومي،نرسل بطاقة معايدة بمناسبة العام الجديد للرفيق الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي ولرفاقه في قيادة الحزب في السودان وكل كوادره ومناضليه .كما لكل المناضلين الوطنيين المعتقلين ونقول لهم جميعاً، نحن معكم وكل عام أنتم بخير ...
