طابع المأساة وابعاد النكبة على المواطن العربي والمثقف على وجهة التحديد . بعضهم هزته المحنة الى درجه اقتلعت جذوره واعقمت فيهم بذور التفاؤل ...لان النكبة استلبت كل المعاني الحية في نظرهم وبددت احلامهم . فهذه النكسات المتتالية التي شهدتها الامة كانت اشبه بضربات القدر الغاشمة لا حيلة للفكر تجاها كما تبدوا ولا اليد قادر على ازاحتها او الحيلولة دونها ولذلك عدد كبير من ابناء الامة ومثقفيها استقبلوها كما تستقبل الكوارث الطبيعية . وان دخل بعضهم في حوار طويل مع النفس قبل ان يوجد الأجوبة للأسئلة التي طرحتها النكبة. هناك ازمة مضاعفه يعيشها المثقف العربي وهي ازمة الماضي وازمة الحاضر. وما سياتي به المستقبل. فا المرحلة السابقة للنكبات ماتزال تجر تناقضاتها والمرحلة التي اعقبت يمكن اسميها بنكبه العصر .وكل النكبات السابقة والراهنة تتداخل اطرافها مثل الانظمة العربية بممارساتها القمعية وسياساتها الداخلية في اقطارها. مضاف اليها هروب المثقف العرفي او انسياقه مع توجهات الأنظمة والعمل على صب الزيت على الفتن الطائفية وتعميقها او العمل تحت مظلة القطرية المجزئة للأنظمة الرجعية الفاسدة والمحمية من دول الاستعمار الامبريالي الصهيوني.ِ في مرحله نكبه حزيران رغم اننا لازلنا نحمل بعض تناقضاتها.

الا اننا نلاحظ ان المثقف العربي او الثقافة العربية كانت في حاله افضل وفي حاله مخاض وان لم تكتمل فيها شروط البلوره. حيث نلاحظ بعد الحرب العالمية الثانية كانت الظروف الداخلية القومية والوطنية تنعكس بدورها عليهما وكان التعامل بين اطراف المعادلة يسير باتجاه بلورة طور جديد من اطوار نمو الثقافة العربية.. فبعد نكسة حزيران قطعت حلقات الوصل فبقى جزء من التناقضات من تلك المرحلة معلقا وبقيت ازمة الثقافة العربية والمثقف العربي شبه مشلولة . ان الازمة تتلخص في العلاقة بين الثقافة وبين خط سير نضال الامة فالثقافة العربية كانت في طريقها الى ان تتحول من مجرد ثقافة ( لغة عربية ) ذات طابع فكري مجرد تأملي. معزول عن الاطار السياسي والاقتصادي .. او تنتسب الى اطار خارج عن خط سير نضال الامة المشخص الواقعي الى ( ثقافة امة ) تتحرك تحركا نضاليا له جدله الخاص وكان هذا التحول في اتجاه الثقافة العربية جزء من تيار هام مميز بثقافه ما بعد الحرب العالمية الثانية بانفتاح على الثقافات الاخرى ورجحان الثقافة العلمية والتكنيكية وثقافة علم الفضاء. فكانت ثقافه ملتزمة ملتحمة بالجماهير وكان لابد ان يؤثر ذلك في الثقافة القومية والوطنية وعلى تجربتهما وكانت الثقافة العربية تسير في هذا الاتجاه وتعمل على اكتشاف جدل التجربة العربية الخاص على ضوء تحليل مسلمات الصراع العربي في الوطن العربي. وعلى ضوء الصراع العربي الصهيوني والصراعات العالمية الاخرى التي تدور اي انها كانت باتجاه امتلاك صورة فكريه كفيله باستيعاب التجربة العربية والسيطرة عليها. واستشراق المستقبل . وعندما حلت علينا النكبة الاخيرة حدث انقطاع محير ومذهل كانت دلالاته كثيره مثل عدم استيعاب الصراع السياسي ولا ادواته ولا مقاييسه رغم ان لدينا تشخيصات فكريه وتجربه غنيه خاصه تبلورت في فكر حزب البعث العربي الاشتراكي. تمتلك الكثير من الادوات والمقاييس. بكيفيه المواجهة يمكن الاعتماد عليها.

في رسم الاتجاهات ....... ان ( الازمه الحالية ِ وازمة المستقبل ) اصبحت ازمة مركبة بين الثقافة والمثقف. ومصير الامة . ان دور المثقف العربي في المرحلة الراهنة شاقا وعسيرا .نعم قد يتهيب المثقف العربي طالما ان علاقة الثقافة العربية تطرح بمصير الامة . والثقافة موقف يجب ان تتحدد على اساس المسلمات التي افرزتها النكبة . نعم الفكر العربي لايزال يمعن النظر في الابعاد لهذه النكبة وقد يحتاج الى المزيد من البحث والتحليل والكشف عن مسلمات هذه المرحل والتي تليها وعلى الثقف العربيان ينطلق من هنا من حاجة المرحلة الجديدة الى التحليل وجعل الثقافة اداة المعركة المصيرية التي تواجهها الامة العربية ومن اجل ذلك لابد من ان يقوم المثقف العربي في المساهمة في جلا الصورة التي ماتزال غامضة سوى بمرحله ما قبل او ما بعد النكبة . ما ينتظر المثقف اليوم نفس ما كان ينتظره قبل نصف قرن عندما نضجت الظروف لنشؤ الايديولوجية العربية المعاصرة والحركة الثورية التي انبثقت عنه. الغاء ثقافات التجزئة والتبعية التي تعكس مصالح البرجوازية والاقطاع.

والقوى الاستعمارية ولتضع حجر الاساس لنظرية ثورية تعكس مصالح الشعب والطبقة الكادحة والفقراء وعلى بناء المجتمع العربي الموحد الحر الاشتراكي.. وعلى هذا الاساس فان دور المثقف العربي في المرحلة الراهنة يتركز في المساهمة في تصحيح اخطاء المرحلة السابقة وخاصة فيما يتعلق بالصيغ للعمل الثوري والغاء المتعلقات القطرية المعيقة للحركة الثورية العربية والمشوهة لهذه الاتجاه. ان التيار القطري المجزأ للامة تكيف في المراحل السابقة في العديد من الانظمة ولذلك فهو يعمل على ايجاد صيغ ومبادرات. وحدويه فاشله مصطنعة ومسرحيات غير جديه من اجل قطع الطريق امام الاتجاه الوحدوي العلمي الاشتراكي بالتحالف مع قوى الإمبريالية والرجعية والبرجوازية والاقطاعية الجديدة ولذلك فالمثقف العربي مطالب بفضح هذه التيارات والمحاولات والتي تلتقي التقاء عضوي وللأسف الشديد مع المخططات الاستعمارية الإمبريالية الصهيونية المجوسية الفارسية لظرب الثورة العربية المعاصرة والمقاومة المسلحة للاحتلال . ان التركيز على الصيغ القومية للعمل الثوري على جميع المستويات للعمل الثوري واعطائها قوة وفعالية مع التأكيد على دور الجماهير وكفاحهم ونضالهم في هذه المرحلة والمرحلة القادمة هي الضمانة الوحيدة للنصر والنجاح.