شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد ما يلي :

ان اية حركة وطنية تطرح نفسها ومبادئها لغرض إجراء تغييرات جوهرية في حياة الشعب وتحقق له الاكتفاء الغذائي والدخل الفردي الذي يغطي جميع حاجاته وحاجات عائلته وتوفر له الخدمات التي تجعله يعيش بلا منغصات وتقود عملية تنمية شاملة لإنجاز البنى التحتية من مشاريع صناعية وزراعيه وصحية وتعليمية وثقافية وخدمات هي من سمات الحركات الوطنية وواجباتها ، لكن هذه لا يمكن ان تتحقق الا بتوفر شروط مهمة منها الاستقلال السياسي ويعني ان البلد الذي تنتمي له الحركة الوطنية بلدا مستقلا يمتلك السيادة الكاملة على ارضه ومياهه وسمائه وثرواته وقراره الوطني المستقل ، والشرط الآخر هو الاستقلال الاقتصادي اي ان تكون ثروات البلد ملكا للشعب وليس لأية جهة من خارج الحدود ، والحكومة الوطنية مخولة باستثمارها نيابة عن الشعب ، بما يحقق هدفين مهمين بناء تنمية متطورة وخدمات ، ورفع المستوى المعاشي وتوفير فرص العمل للقضاء على الفقر والفاقة والبطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية بين السكان ، وفي حالة البلدان التي تقع تحت طائلة الاحتلال تكون مهام الحركة الوطنية بكل صنوفها مهاما إستثنائية وفي مقدمة تلك المهام هو كيفية الخلاص من الاحتلال وذيوله وطردهم خارج الوطن لغرض التهيئة والاستعداد للصفحة الثانية التي ذكرنا مفرداتها قبل قليل في اعلاه ، فالعراق بلد محتل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 2003 وقد تعقد هذا الاحتلال بدخول الطرف الإيراني الذي أصبح احتلاله يضاهي الاحتلال الأمريكي ان لم يتقدم عليه ، فأصبح العراق برمته بين المطرقة والسندان ، ورغم الامكانيات الكبيرة لكل من امريكا وايران وثقل الهجوم والفعاليات التي يقومان بها من أجل فرض سيطرتهما وبسط نفوذهما وزرع حالة الياس والخنوع في نفوس العراقيين واستسلامهم للاحتلال المزدوج الامريكي والايراني ، الا ان المقاومة العراقية كانت هي الرد واستطاعت في سنواتها الأولى ان تلحق اضرارا بليغة في صفوف المحتلين مما اضطر الأمريكان إلى الانسحاب وإعلان ذلك وتنفيذه في 30 / 12 / 2011 ، وقد ساعد الانسحاب رغم بقاء قوات امريكية معدودة وسفارة ضخمة على استفحال الدور الايراني واستطالته وتمكنه من التغلل حتى في المحافظات التي ليس له وجود فيها ، وخاصة بعد المؤامرة التي قادتها حكومة الاحتلال بشخص نوري كامل وبدعم وتخطيط ايراني وامريكي في إدخال داعش إلى خمس محافظات عراقية هي الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى والانبار وأطراف بغداد في حزيران عام 2014 ، وعلى اثر ذلك عاد الامريكان وبحلف دولي جديد لكن شعاره هذه المرة مقاتلة الارهاب الداعشي ، وشاركت ايران في اسناد الحكومة العراقية بالمستشارين والمقاتلين تحت حجة مقاتلة الارهاب لانها تريد ان تبريء نفسها من مشاركتها في صناعة داعش في العراق ، وكان هدف المالكي في وقتها هو هدف طائفي خبيث وهو القضاء على اهل السنة وتهديم مدنهم على رؤوسهم لأنهم تظاهروا وطالبوا بحقوقهم المغيبة والمصادرة ورفع الجور والاضطهاد والقصاص عنهم ، ولم يقتصر اذى الحكومة الطائفية في بغداد على استهداف اهل السنة بل تعداه الى محافظات الجنوب والفرات الجنوبي مما اضطرهم الى التظاهر والاعتصام وهددوا بالعصيان لكن قوات الحكومة بطشت بهم فكانوا بين معتقل وجريح وقتيل ، فاصبح الطابع السائد في جميع انحاء العراق هو الرفض الشعبي العارم لحكومات الاحتلال ومرتزقته واخذوا يتطلعون الى منقذ لهم من هذا الحال المزري والتعسف والاضطهاد الذي جعل العراق في حالة بؤس وفقر وشقاء لغياب القانون وسيادة قانون القوة وسطوة ميليشيات الاحزاب والزج بالابرياء في السجون العلنية والسرية، والاحتكار العائلي للوظائف وسرقة المال العام من رجال الحكومات دون استثناء أحد منهم ، ناهيك من تهريبهم لما يسرقونه من مليارات الدولارات إلى البنوك الأجنبية والتي هي طرفا في هذه العمليات التي تخص تبييض وغسل تلك الأموال ، فالمواطن العراقي يريد الخلاص ولو على يد الشيطان لشدة ما تعرض له من ذل وقهر وفقر ومرض وإقصاء وتهميش وامتهان لكرامته ومسخ لشخصيته وانتقاص من انسانيته فيعلو صوته صارخا للسماء اين الضباط الأحرار ! أين السياسيون المخلصون ! أين اهل الشهامة ! أما من منقذ ينقذنا من الزمن الرديء ومن الحكام الجاثمين على صدورنا ، وهنا يأتي دور الحركة الوطنية العراقية وكيف تتصرف لإنقاذ شعبها وما هي إمكانياتها للتصدي ؟ هل تعلن مقاومتها المسلحة ؟ وهل ان الظروف الموضوعية والذاتية لها تتناسب وهذا الطريق ؟ ام انها تطرق ابواب الحل السياسي ومع من تفتح قنواتها وما هو سقف المطالب لها ؟ وهل اتفقت قوى الرفض للاحتلال ولعمليته السياسية على برنامج الحد الادنى في جوانب المقاومة المسلحة والعمل السياسي لتلبية مطالب شعبها ؟

ام ما زالت يعمل كل منها على انفراد غير ابهة لما يتعرض له شعبها ، أو ان تقديراتها لم ترتق لمستوى ما يتمناه الشعب لقصور في تكتيكاتها او في ايديولوجيتها ، او وجود خلافات بينية تحول دون ذلك ، وعودة لوصف الوضع الراهن في العراق وطبيعة القوى الدولية الفاعلة في الساحة العراقية ، فإنه من المؤكد ان الوضع معقد وان جبهة الأعداء من قوى الاحتلال " امريكا وبريطانيا وايران " والقوات الحكومية الموالية لها من جيش وشرطة وحشد وميليشيات مسلحة وما تمتلكه من قدرات تسليحية معروفة تعطيها الارجحية على قوى الحركة الوطنية العراقية في جانبيها المقاوم والسياسي والمتصدية لقوى الاحتلالين ومشروعهما ، لكن هذا لا يعني الاستسلام وفرض الأمر الواقع على المشروع الوطني العرافي من اجل التحرير والمنسجم مع مطالب شعب العراق الذي اصبح مهيأ للقيام بالتغيير المطلوب ، فثغرات الضعف التي تشكو منها الحركة الوطنية العراقية ومشروعها يمكن سده اذا ما أحسنت الحركة من التعامل مع حالة الرفض الشعبي الكبير والوعي بطبيعة المؤامرة الدولية من قبل الشعب العراقي ، والتي تنفذها حكومات العملية السياسية وما الت إليه الاوضاع في العراق ويتم توظيفها بالضغط المستمر والممنهج الذي لا تتحمله امريكا مما يضطرها الانصياع لمطالب الشعب الغاضب ومطالب المشروع الوطني وطليعته القوى العراقية ، كما ان وحدة القوى الوطنية وانسجامها في مشروع موحد يعطيها القوة في الموقف كي تكون قادرة عل كسب الجولة، وهنا تبرز اهمية التفاوض السياسي مع الدولة المحتلة وليس مع عملائها مع الاحتفاظ بالقدرات العسكرية لفصائل المقاومة والعمل الدؤوب على تطويرها لتكون اليد الفعالة والضاربة عند اللحظة المقررة ، والتفاوض هنا لا يعني ايضا الرضوخ لإرادة الطرف الآخر ( المحتل ) ولكنه مبدأ سليم في إطار مراحل التحرير وأهدافه ، كما ان على جميع القوى الوطنية العراقية ان تلتزم بثوابت التفاوض وآلياته واعتماد صيغ إعلامية موحدة كي تفوت الفرصة على الذين يحاولون التشويش على هذا الهدف والانتقاص والنيل منه لمصلحتهم وبقاء الاحتلال والتدخل الاجنبي قائما بما يحفظ وجودهم في السلطة ، ان هناك اطرافا وطنية قد تعتقد ان التفاوض المباشر مع المحتل هو مثلبة عليها وانتقاص من مواقفها ، لكن هذا لا يتطابق مع مبدا مرحلية تحقيق الهدف وتعبئة الامكانيات المتاحة له واختصار الزمن وخاصة بعد ان دفع العراق والعراقيين تضحيات جسيمة وما زال يدفع في كل يوم تضحيات أخرى . وللحديث صلة .





الخميس ٢ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة