شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن ثورة الثامن من شباط عام 1963 وليدة لحظتها أو مجرد انقلاب على سلطة قائمة، بل كانت حصيلة نضال شعبي دام ما يقارب الخمسة أعوام من أجل ابراز وجه العراق العربي وتحقيق حلم الجماهير في الوحدة.

لقد كانت ثورة الرابع عشر من رمضان رداً عملياً على حرف الديكتاتور عبد الكريم قاسم وزمرته الشعوبية الحاقدة لثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 عن أهدافها الوطنية والقومية الوحدوية التقدمية، التي اختطها الضباط الأحرار وعاهدوا جماهير الشعب والأمة على إنجازها.

قوضت ثورة البعث الجسورة الحكم القاسمي الأسود الذي أغرق العراق بالدماء، وما مجازر الموصل وبغداد والدملماجة وكركوك البشعة عام 1959 إلا شواهد على إجرام الزعيم الشعوبي الأوحد وطغيانه.

إن عروس الثورات هي أول ثورة شعبية عربية ضد الديكتاتورية المحلية، فقد تلاحم كوادر الحزب من مدنيين وعسكريين في عملية التغيير الثوري وإسقاط النظام.

لقد مهدت تنظيمات البعث المدنية ليوم الحرية المنشود عبر تصديها الشجاع للحاكمين في إضراب البنزين عام 1961، ومن ثم إضراب الطلبة أواخر عام 1962 الذي استمر حتى صبيحة يوم الثورة وشل أركان النظام القاسمي المستبد وزاد منسوب الثقة لدى الجماهير بقرب زوال الديكتاتورية الغاشمة.

لم يكن أبناء الشعب بحاجة للنداء فما إن أذاعت إذاعة بغداد البيان الأول للثورة حتى هبت الجماهير لمؤازرة الجيش الوطني والحرس القومي في مجابهة المقاومة الشعوبية البائسة دفاعاً عن حكم الفرد المستبد.

حققت ثورة الثامن من شباط منجزات عديدة رغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز تسعة أشهر؛ كالتوقيع على ميثاق القاهرة للوحدة الإتحادية بين العراق ومصر وسوريا في السابع عشر من نيسان عام 1963، وإجراء إصلاحات جذرية في نظم الدولة وقوانينها، ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية في القطر.

وفي الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963 دبر ناكر الجميل عبد السلام عارف ردته الغادرة ضد ثورة 8 شباط وهو الذي أحضرته قيادة الحزب من بيته يوم الثورة ونصبته رئيساً للجمهورية، فشن حرباً شعواء ضد صناديد البعث بلغت ذروتها في مطلع أيلول عام 1964.

لكن البعث نهض كطائر العنقاء من تحت الركام وفجر ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام 1968، لتبدأ مسيرة التنمية الظافرة والمنجزات العملاقة التي شهدها العراق قبل الاحتلال عام 2003.
وستبقى عروس الثورات صفحة ناصعة من صفحات البعث المشرفة رغم محاولات التشويه الشعوبية البائسة، ومصدر إلهام لأحرار العراق في الكفاح ضد العملية السياسية المخابراتية الفاسدة.

تحية فخر ووفاء لأرواح قادة ثورة الرابع عشر من رمضان الرفيق الأب القائد المناضل أحمد حسن البكر والرفيق المناضل صالح مهدي عماش.

تحية عز وولاء للرفيق القائد المناضل عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي أمين سر قيادة قطر العراق للحزب القائد الأعلى للجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة.

المجد والخلود لشهداء ثورة الثامن من شباط المجيدة.





الاثنين ٦ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة