شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد :

منذ ان وقع الاحتلال الباطل وغير الشرعي والمخالف لقوانين الامم المتحدة والشرعية الدولية ، دأبت إيران ان تحتل لنفسها موقعا مؤثرا في النظام السياسي الجديد الذي جاءت به امريكا ،وقد ساعدها وسهل لها الأمر هو ما يسمى بالأحزاب الدينية الطائفية التي فتحت إيران لها أبوابها واحتضنتها وقدمت لها الدعم منذ مجيء الخميني في 11 / شباط / 1979 ، واعلانه شعار تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية ، والموجه في البداية نحو العراق لاجتياحه وإسقاط نظامه الوطني ، لانه يمثل العقبة الكاداء والطريق الصعب بالمرور إلى أقطار الامة الأخرى لتحقيق ذلك المشروع الظلامي الخبيث ، ناهيك من أنه بشكل عمقا استراتيجيا لإيران من حيث الموقع الجغرافي والثروات الهائلة التي يمتلكها ، والعراق كما هو معروف له أهمية كبرى في الذاكرة الإيرانية منذ حقب تاريخية بعيدة ، ولهذا وجدنا ان الأهداف واحدة لجميع الحكام الذين تعاقبوا على حكم إيران تجاه العراق بغض النظر عن أسلوب ونظريات الحكم التي يعتمدونها ، فانظارهم متوجهة نحوه وكلما سنحت لهم الفرصة عندما يتعرض العراق إلى أزمات حادة أوعندما يضعف الحاكم فيه فهم يسارعون بالانقضاض عليه ، وهذا ما حصل قبل وبعد الاحتلال الأمريكي في التاسع من نيسان / 2003 ، فقبل الاحتلال كانت هناك صفقة أمريكية ايرانية وهو ما اعترف به نظام الملالي بعد الاحتلال ، أما بعده فالواقع والسلوك الايراني كان واضحا ومكشوفا والكل يعرف حجم ذلك السلوك والتدخل حتى وصل بهم الأمر إلى تعيين من يحكم العراق وبموافقة ورضا أمريكية اي ان الأمريكان هم الذين فسحوا المجال لإيران ان تغرس انيابها في العراق ، وان تفرض نفوذها وسيطرتها عليه ، مكافأة لدورها اولا واعتمادها كورقة وبعبع تخيف به الأقطار العربية ليسهل لهم ابتزازها وحلبها ، ومن يقول ان لا علاقة بين الامريكان وايران فهو على وهم كبير ، والكل يتذكر ان ايران باركت مجلس الحكم الذي اسسه بول بريمر وان زلماي خليل زادة سفير امريكا عندما التقى خامنئي وقبل يده نقل اليه سلام المجرم بوش ، وكانت زيارة احمد نجاد إلى بغداد والاحتلال موجود في العراق وطاءراته تحوم في السماء دلالة على المباركة الإيرانية للاحتلال ولمجلس الحكم ، وهل يعقل ان النظام الايراني الذي يدعي مناهضته للامريكان يجري الترتيبات معهم في احتلال العراق ويبارك لمجلس الحكم ويأمر احزابه الطائفية بالمشاركة فيه دون ان تكون طبيعة العلاقات الأمريكية الايرانية على احسن ما يرام ! ان لايران اهداف واطماع في العراق وقد قطعت شوطا بعيدا في تحقيق القسم الاكبر منها فالحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال وللوقت الحاضر هي حكومات ايرانية بامتياز ، وان المنهج الطائفي الذي اعتمدته ايران في الوصول الى اهدافها قد تعمق في الوسط العراقي شيعة وسنة واكراد ، وان أضعاف السنة العرب وأقصائهم وتدمير مدنهم قد تحقق ، وان عمليات تجهيل الوسط الشيعي وافقارهم وصلت ذروتها ، وان العراق أصبح سوقا نشطة للصناعات والمنتجات الإيرانية وانهاء الصناعة والزراعة العراقية قد اكتمل ، وان المناهج التربوية أصبحت نسخة من المنهج الإيراني المضلل للشعوب قد أخذ مداه ، وان البديل للجيش العراقي والشرطة هو الحشد اللاشعبي الذي تم بناؤه بإرادة وتخطيط إيراني نفذ مهامه ويواصل بقائه ، وان عمليات تفكيك وتخريب القيم والثقافة العراقية قطع شوطا طويلا ، فما الذي بقي من الأهداف الإيرانية لم يتحقق على ارض العراق ؟ ومن اجل تعزيز هذه الاهداف والأهداف اللاحقة كان لابد من زيارات للمسؤولين الإيرانيين تكون بمثابة تعزيز وتثبيت الى ما وصلوا إليه وفتح آفاق جديدة في علاقة الضم والاطباق على العراق بصيغة الاتفاقيات والمعاهدات فكانت زيارات قاسم سليماني ، وظريف ورئيس مجلس الشورى ، والرئيس روحاني الذي توج زيارات من سبقوه ليعبد الطريق إلى مشروعهم بضم العراق وجعله الباب المفتوح لدول المنطقة والجوار الأخرى وساحة ادارة الصراع بوجه من يتحدى نظام طهران وبموجب اتفاقيات تشهر بوجه الرافضين .





الثلاثاء ٦ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة