شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن عدوان تحالف قوى العدوان الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية تخطيط لحظته الآنية ولم يكن الاستعداد له وليد عامه أو لحظته ولم يكن من اجل إنقاذ العراق من حكم لم يكن وطني ولم يكن بوش الصغير رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حينها يحمل من المبادئ الإنسانية ما يجعله يفكر برد اعتبار كرامة له انتهكها العراق أو قيادته السياسية كما لم يكن العراق يمتلك من أسلحة الدمار الشامل الذي يهدد به الأمن والسلم العالمي بحيث كان هذا سبب لإنقاذ العالم من شر قد يلحق به ويهدد بإشعال حرب كونية أو كارثة إنسانية إنما كان أمر قد دبرته الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون والتحالف مع قوى الشر العالمية التي تحالفت معها أصلا بريطانيا والكيان الصهيوني وإيران منذ أن بدأ العراق بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي يخطو بثبات من اجل بناء دولة قومية قوية متقدمة قادرة على المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية منفلتة عن الدوران في عجلة قوى الهيمنة والاحتلال العالمية بشكل خاص.

لم نجد في تاريخ الإنسانية أكثر خباثة ولؤم من بريطانيا التي أرضعته إلى وليدتها الولايات المتحدة الأمريكية فشعارات الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان وما شاكل إنما هي عندها مجرد كلمات جوفاء وأقنعة تخفي خلفها وجها غاية في القبح حينما تنظر إليه تلفظ أمعاءك فما إن تترك تحت أي وسيلة ضغط أي بلد تخلف بعدها أسباب الفتنة والخلاف بين أبناء ذلك البلد بدل أن تكون سببا في اكتسابه لحريته ومن ثم إسعاده وتقدمه كحلقة في تطور الحضارة الإنسانية العالمية لتكون سببا في الحاجة إليها وفرصة لعودتها فتخرج ملعونة من الباب وتعود برغبة أهل البد من الشباب فتركت مشكلة كشمير بعد أن انسحب من باكستان والهند وتركة مشكلة تايوان بعد أن انسحبت من الصين كما تركت منطقة الحياد بين العراق والسعودية بعد أن اقتطعت منه الكويت وسلمت الاحواز الى ايران وسلمت الاسكندرونة إلى تركيا وكذلك ساهمت في صناعة الكوريتين وأم المشاكل وأكبرها وأكثرها تعقيدا صنعت الكيان الصهيوني وزرعته في قلب الوطن العرب وكلها أسباب للخلاف بين الدول أخذت منها سنوات للصراع القاسي في كثير من الأحيان وصل إلى الاقتتال وسفك الدماء البريئة.

يعتبر العراق البوابة الشرقية للوطن العربي وحين امتلك النفط بكميات مؤثر في حركة الاقتصاد العالمي كما هو حال غالبية أقطار المنطقة كان لابد من استنزافه والهيمنة على هذه الثروة المهمة ومنعه من استثمارها لصالح بناء الوطن وخدمة أبنائه خصوصا إذا استلمت القيادة فيه مجموعة فكرية متحررة ونيرة مؤمنة بشعبه وبقدراته على النهوض فكانت بريطانيا سبب في إثارة المشاكل فيه لتضمن من ذلك سببين في هيمنتها عليه الأول في حاجته المستمرة لفض ما يحدث من المشاكل والثاني من خلال استنزاف هذه الثروة فتبيعه الأسلحة من جهة وتغذي أي اقتتال ممكن أن يحصل بين أبنائه فبعد أن أعلنت ما كان يسمونها الدولة العراقية استقلالها بدأت أولى الفتن في شمال العراق مع أخوتنا الكرد فشمل الاستنزاف الموارد البشرية واستمر ذلك لسنوات طوال ولم يتوقف نزيف الدم إلا بحكمة القيادة السياسية بعد إعلان بيان الحادي عشر من آذار أردفه القرار الخالد في تأميم النفط العراقي والتعامل مع الدول الغربية على أساس مواقفها من القضايا العربية مما وفر للعراق أموال طائلة ساهمت في تحسين مستوى دخل الفرد العراقي ولك أن تلاحظ الخطط الانفجارية التي انتقلت بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة خصوصا بعد أن أعلنت الأمم المتحدة القضاء على الأمية في العراق بشكل نهائي ويعلم الجميع ما مدى تأثير ذلك على دفع حركة التنمية الوطنية.

كل موقف ومنجز من تلك الانجازات الخالدة تحتاج إلى شرح مفصل لتأثيرها على ما جرى في الغرب وان حالة السلام التي كان ينعم بها القطر العراقي جعلته نموذج وقدوة لدول العالم النامية وما تلاها من حركة تطور رهيبة ومفزعه للغرب الذي ينظر إليه باستعلاء لم تترك لهم قدرة على التأني فسارعوا إلى إشعال فتيل العدوان الإيراني على قطرنا العزيز بعد أن تم سحب فتيله مع الشاه محمد رضا بهلوي في اتفاقية الجزائر عام 1976 فسارع عملاءهم الجدد ملالي الحقد وأصحاب نظرية تصدير الثورة إلى إشعال فتيل الحرب ويمكن أن ندرك جميعا إن نتخيل حجم الخسائر التي لحقت بالطرفين وتأكيدا لحقدهم ولسياسة إضعاف قطر العراق التي يقودها تحالف الشر الأمريكي البريطاني الصهيوني استمر ملالي السم الأصفر في رفض أي جهود إسلامية أو دولية أو من أي طرف خير لوقف إطلاق النار وحين عجزوا مجتمعين عن تركيع العراق وقيادته السياسية لجؤا إلى الالتفاف عليه اقتصاديا حتى وصل سعر برميل النفط إلى اقل من سعر كلفة الإنتاج رغم معرفتهم بحاجة العراق إلى الأموال لما لحق به جراء صد العدوان الذي كان دفاعا ليس عن العراق فحسب بل عن كل الأمة العربية فكان ما جرى من أحداث الكويت التي كشر الجميع من خلالها عن أنياب الحقد لا على القيادة السياسية العراقية الحكيمة بل على كل الشعب العراقي رغم مواقفه القومية المعروفة ولا حاجة لتعداد قسم منها على مستوى الأمة العربية قاطبة.

إن إخضاع العراق إلى حصار شامل تحت خطاء الشرعية الأممية في سابقة خطيرة في تاريخ الإنسانية استمر لأكثر من ثلاثة عشر عام لم يكن إلا تمهيدا لمرحلة العدوان فلم يكتفوا في ما تزعم به جورج بوش الأب لا رحمه الله من تدمير كل لبنى التحتية العراقية فعاد الابن إلى أبشع ما كان من أبيه فقاد أبشع عدوان في تاريخ الحضارة الإنسانية الحديث وبدعم من الأخ وابن العم وتخلي الصديق بعدوانه المعروف فدمر كل البناء الذي أنجزه الشعب العراقي بقيادة طليعته الواعية حزب البعث العربي الاشتراكي ولسنا بحاجة إلى شرح الأحداث منذ عام 2003 إلى يومنا هذا ولكن نضع نصب أعين القارئ الكريم إن احتلال العراق وانتهاك حرمته كان بوابة لكل ما جرى ليس في المنطقة فقط بل في جميع أنحاء العالم وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد سلمت العراق على طبق من ذهب إلى ملالي إيران ألذ أعداء الشعب العراقي وأكثرهم حقا عليه على مدى تاريخ المنطقة فإنها ستندم على ذلك لان هؤلاء الملالي بدئوا يتغولون عليها وعلى حليفتها الكيان الصهيوني لانهم يسعون إلى إعادة إقامة إمبراطوريتهم الفارسية وخطواتهم الأولى كانت في العراق وسوريا ولبنان وهي إن آجلا أم عاجلا ستصل إلى الاصطدام مع الأتراك الذين يسعون إلى إعادة أمجاد الدولة العثمانية أيضا من نفس المنطلق وهكذا سيستمرون في استنزاف كل طاقة إبداع تنمو في العراق والمنطقة ولهذا دلائل كثيرة تجري أحداثها في المنطقة اليوم لا يتسع إلى شرحها مقال سريع ولكن الجميع سيخسئون خائبين لسبب بسيط هو إن العربي لن يستسلم لعدوه أبدا طالما فيه نفس حزب البعث العربي الاشتراكي الأبي وان كان في استراحة مقاتل فانه لن ينام ويترك الأعداء على هواهم فكما اغرق الأمريكان في وحل الهزيمة فان غيرها سيجد نفس المصير بإذن الله.





السبت ١٧ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة