شبكة ذي قار
عـاجـل










جمعتني قبل بضعة سنين ليست بعيدة بأحد قياديي بعثنا العظيم وكان يتحلقه كوكبة من المناظلين البعثيين ، وكان الحديث بيننا ممتعًا ورائعًا وهو يأخذ آراء البعض حول ما يدور وما يقال ، وكانت آنذاك ، موجة من الرياء والكذب تنتشر كالهشيم تستهدف البعث ومجراه الخالد ، والموجة تلك يقودها عدد ضئيل من الذين تأكلهم الأنانية وعُقد الذات المتضخمة ، الذين يدعون بأنهم بعثيين ولكنهم في حقيقة واقعهم حزبيين منتسبون وإن كان بعضهم قد تسلق ناصية بعض المواقع القيادية ، فهم بإسلوب تحركاتهم وما يدعون ويتحدثون يخرقون العرف الحزبي ويخرجون على النصوص التي تضمنها الدستور والنظام الداخلي للحزب ، الذي يمنع التكتل بأي صيغة كانت ، كما يمنع الشللية في كافة مستويات التنظيمات الهرمية للحزب ، ويرفض أي شكل من أشكال التكتل العشائري والواجهي والمناطقي ، لماذا ؟ ، لأن البعث ومنذ أن تشكل في أربعينيات القرن الماضي وتأسس في السابع من نيسان عام 1947 قد أعلن أنه حزب الجماهير ، وليس حزب الفئات والنخب والصالونات ، لماذا أيضًا ؟ ، لأن فكره هو ما يترشح عن الواقع المعاش الذي يريد البعث تغييره على امتداد وطننا العربي الكبير من تجزئة وتخلف وانعدام العدالة الاجتماعية .

نصوص الدستور وبنود النظام الداخلي يعرفه هذا النفر الضال الذي يعيش التضخم والأنانية ، وعلى وضعهم يدعون العقائدية وهم نصف عقائديين ، ويدعون المعرفة السياسية وهم نصف متعلمين ، ويدعون القدرة القيادية وهم لا يستطيعون قيادة أنفسهم ، ومع ذلك يظهرون وهم يغالون ويزايدون ويعبثون ويعملون على التشرذم والتكتل والانشقاق ، فيما ينظر إليهم الحزب على أنهم خارجين على البعث ويسعون إلى وضع عصييهم الخاوية في عجلة الحزب ، التي لن تتوقف أبدًا على طريق النظال والثورة ، وعقابهم هو الفصل والعزل وتذكيرهم بأنهم مجرد عناصر كانت منتسبة وأمست في لا قيمة لها في خارج الحزب .

سألني رفيقي العزيز ، كما سأل من كان معه متحلقًا في لقائنا غير الرسمي عن رأيي بهذا النفر الذي ضل طريقه المبدئي وبات يعيش عالمه الكاذب المتضخم ، وكان جوابي : بأن الحزب ومنذ نشوئه وتأسيسه ، وطيلة مسيرته الظافرة يشبه النهر الأزلي العظيم الذي يجري عبر العصور ولن يستطع أن يوقف أو يسد مجراه المتدفق أحد ، مهما كان ومهما عظمت إمكاناته وتمادت قوته ، ومن خلال جريانه العظيم المتدفق يلفض شوائبه ومخلفاته على الضفاف ، تلك المخلفات والشوائب من الذين يخرجون على القانون الطبيعي للنهر ويخرقون قواعد العمل المؤطر بالدستور والنظام الداخلي والمعمد بالعرق والدماء ، إنهم مجرد شوائب تلفضها موجات النهر الهادرة في كل مرحلة من مراحل نظال البعث مع الاستعمار ومع أعدائه التاريخيين ويقع في مقدمتهم في هذه المرحلة الخطرة الصفويون الذين يريدون محو هويتنا القومية العربية والعودة بالأمة إلى ما قبل ظهور التاريخ ، إنهم يمثلون الخطر الأول في المرمى الاستراتيجي لهذه المرحلة ، الأمر الذي يقتضي كسر شوكتهم والعمل على تقهقرهم وإرجاعهم إلى ما وراء حدودهم والقضاء على وبائهم .

هذا التوصيف هو الأساس في فهم معنى البعث ومعنى البعثي العقائدي ومعنى المنتسب للبعث وإن كان متقدمًا .. نعم ، إنه نهر البعث الخالد بقيادة الشرعية المقتدرة المتمثلة بقيادة المجاهد الرفيق عزة إبراهيم الذي يقود مسيرتنا عميقًا حتى النصر المؤزر ، لا تؤثر فيه إشاعات الفاشلين ولا توقف مسيرته المتعاظمة تشويشات العملاء والمتخاذلين والمتحذلقين والمتضخمين .. إنهم شوائب هذه المرحلة وشوائب هذا الزمان !! .





الاحد ١٨ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة