شبكة ذي قار
عـاجـل










ارتفعت في الاونة الاخيرة السجالات السياسية حول الهوية الوطنية لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، مابين قائل انها ارض لبنانية ، وقائل انها سورية . من يعتبرها سورية يعتبر انها خاضعة في مركزها القانوني للقرار ٢٤٢ وهو الذي تناول الاراضي التي احتلت عام١٩٦٧ ،ومن يعتبرها لبنانية ، يعتبر انها خاضعة لاحكام القرار ٤٢٥ الذي تناول الاراضي اللبنانية التي احتلت عامي١٩٧٨ و١٩٨٢ . ففي حال اعتبرت لبنانية ، فهذا يعني ان الانسحاب الصهيوني من لبنان لم يكن كاملاً وبالتالي فإن القرار ٤٢٥ مايزال يشمل بمفاعيله هذه الاراضي اللبنانية المحتلة والتي لاتخضع للقرار ين٢٤٢و٣٣٨ واللذين ينظر اليهما على اعتبارهما الاساس للترتيبات السياسية والامنية للصراع العربي الصهيوني تحت عنوان التسوية لما يسمى بازمة الشرق الاوسط . بالرجوع الى الوقائع ذات الصلة بالوضع القانوني لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، فإن ملكيةهذه الاراضي وبحسب الوثائق والافادات العقارية والمحاضر هي للبنانيين ،هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فإن هذه الاراضي احتلت عام ١٩٦٧ ، وهي امتداد لاراضي الجولان التي وقعت تحت الاحتلال . ولمزيد من الايضاح فإن اراضي شبعا هي ضمن مثلث الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة وهذه الارض لم تكن لها هوية وطنية محددة قبل بروز التقسيمات الكيانية التي رسمت خطوط الطول والعرض فيها اتفاقية سايكس -بيكو، اي انها لم تكن سورية ولم تكن لبنانية ، بل كانت ارض عربية بهويتها القومية ، وجزء من بلاد الشام المعروفة تاريخياً والتي تشمل مسميات سوريا ولبنان وفلسطين والاردن .واذا كان يوجد تداخل بين الاراضي اللبنانية والسورية فهذا لايقتصر على شبعا بل يطال مناطق اخرى من مثل دير العشائر وغيرها من المناطق المتداخلة على طول السلسلة الشرقية ، وهذا حصل لانه يوم رسمت دولة الانتداب الحدود لم تكن كل الاراضي ممسوحة . وكما ادى ترسيم الحدود الى تشطير العائلات بحسب سكنها فإن الامر طال الارض ايضاً، وهذا ماجعل بعض الاراضي التي تعود ملكيتها لمالكين من مواطني احدى الدول تقع تحت سيادة دولة اخرى من الناحية القانونية او من الناحية الواقعية كما هي حال بلدة طفيل التي هي قرية لبنانية لكن لايمكن الوصول اليها الاعبر المعابر السورية . الملفت للنظر ان سخونة السجال تتمحور حول الهوية الوطنية لهذه الارض دون ان يركز عليها بإنها محتلة.فسواء كانت هذه الارض سورية او لبنانية فإنها في واقعها الحالي هي ارض محتلة وهذا بيت القصيد. ان المركز القانوني لهذه الارض انها ارض محتله من قبل عدو للبنان ولسوريا ولا هم ان كانت خاضعة لمفاعيل القرار ٤٢٥ او القرار٢٤٢ ، فالمهم عدم الدخول في صراع حول هوية الارض ونسيان انها ترزح تحت احتلال عدو لايهمه ان كانت لبنانية اوسورية بل كل همه احكام سيطرته عليها وفرض الصهينة عليها وتطبيق (القانون الاسرائيلي ) باعتبار ان دولة الاحتلال هي دولة سيادة على هذه الارض وليست دولة قائمة بالاحتلال . بالنسبة الينا ان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي كما الجولان وكما كل فلسطين هي ارض عربية محتلة ، ولايهم اي من القرارات الدولية يحكم اوضاعها بل المهم التأكيد على عروبة الارض والتأكيد على تحريرها .وسيان ان اعتبرت سورية بعد تحريرها او لبنانية لانها وبغض النظر امن السيادة القانونية او الواقعية عليها انما هي جز ء من بلاد العرب ( وبلاد العرب اوطاني من الشام الى تطوان ). هكذا ننظر الى الامر وهكذا سنبقى نقارب كل قضية تتعلق بهوية الارض العربية سواء كانت محتلة اوهي موضوع تجاذب بين دول عربية تتنازع السيادة على ارض متنازع عليها.




الخميس ٢٧ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة