بسم الله الرحمن الرحيم
ان ينصركم الله فلا غالب لكم
صدق الله العظيم

أيها الشعب العراقي الكريم
ياحملة المباديء ورايات السلام في ارض الرافدين
يا ابناء قواتنا المسلحة البطلة

بعد ستة عشر عاما من الاحتلالين الامريكي الأطلسي الصهيوني والاحتلال الايراني اصبح كل شيء واضح ومكشوف امامكم ، وكانت نتائج هذا الاحتلال الاسود تخيم على مدنكم ومقدراتكم وتحكم سيطرتها وبطشها عليكم ، فسرقوا ثرواتكم وادخلوا الارهاب عليكم فهدموا مدنكم ورموزكم الحضارية وتعدوا على مقدساتكم ، ونشروا المجاعة والمرض والأمية والبطالة بين صفوفكم ، ومنعوا عنكم ماء الشرب والكهرباء وهما ابسط مقومات الحياة حتى في الدول المتخلفة ، فعراقكم الان بلد بلا سيادة ولا استقلال ولا قرار وطني ينبع من ارادتكم ويعبر عن مصالحكم ، فالأمن مفقود وشريعة الغاب تحكمكم ، والميليشيات تبسط نفوذها وسيطرتها عليكم وعلى مؤسسات الدولة ، والمحاصصة الطائفية والدولة العميقة تنخر في الجسد العراقي حتى غدا العراق على طاولة التقسيم لكانتونات هزيلة تلبي مصالح الأحزاب الطائفية ودول الجوار الطامعة في أرضكم وثرواتكم والعاملة على جعلكم أسواقا لتصريف منتوجاتها الصناعية والزراعية ، وحرمان العراق من أية مشاريع تلبي صناعته وزراعته الوطنية وتقدمه العلمي وبناء نهضته الحديثة ، التي يتمناها كل مخلص وشريف لهذا البلد ، لقد زرعوا الفتنة والحقد والبغضاء بين اوساطكم ، والعراقي كما هو معلوم لا يعرف هذا المنهج السيء اللئيم، كما نشروا واشاعوا تعاطي وتهريب المخدرات التي أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد الكيان المجتمعي العراقي بعد ان كان خاليا منها وبشهادة المنظمات الدولية المعنية ، واشاعوا البغاء وبيوت الدعارة لأنهم يريدون تفكيك المجتمع والقضاء على عاداته وتقاليده وتدمير نسيجه الاجتماعي الذي تحكمه تلك التقاليد الراقية المتطورة المأخوذة من الأديان السماوية لشعب العراق والتراث والتطور الاجتماعي السليم لهذا الشعب .

أيها الاخوة والأخوات : كل هذا يجري وحكومات الاحتلال المتعاقبة على حكم العراق منذ العام 2003 وللوقت الحاضر لم تحرك ساكنا بل كانت هي السبب الأول في كل ما ال اليه الوضع المأساوي وهي الضالعة في كل الممارسات الغريبة المفروضة على ابناء شعبنا ، لانها جاءت لتدمير وتخريب العراق وجعله ضيعة لأمريكا وايران ، والمهم لديهم هو مصالحهم وسرقاتهم للمال العام وتبعيتهم للاجنبي وهذا ما أكدته الأعوام الستة عشر منذ الاحتلال وللوقت الحاضر ، لقد عبرتم في مناسبات عدة عن رفضكم للعملية السياسية وقبلها قاومتم الاحتلال واثخنتموه بالجراح ، وتظاهرتم واعتصمتم لكن اذان العملاء كانت مغلقة وصماء ولم تهتم بمطاليبكم بل استخدمت العنف والقوة التي راح ضحيتها اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ناهيك من المغيبين في المعتقلات السرية والعلنية ، لقد كانت فترة الستة عشر عاما الماضية من عمر الاحتلال وحكوماته هي الفترة المظلمة بحق التي لم تمر على شعب او أمة في المعمورة قط ، فراح ضحيتها شعب وبلاد كانت من رواد المعرفة البشرية وبناة حضارتها ، وما زال الوضع يزداد سوءا وانحدارا الى عالم المجهول والضياع ، ولهذا فقد حان الوقت لوقفة وطنية موحدة تنهي مأساة العراق وتعيد له دولته المسروقة ليكون العراق كما كان شأنه في جميع مراحل التاريخ " بلد غني وشعب شجاع قادر على تحقيق اهدافه ونيل حقوقه المغيبة " ، وعلى القوى الوطنية العراقية وأبناء شعبنا ان يجعلوا مما حدث في الجزائر والسودان الشقيقتين هي الصورة والفعل اللذان لابد منهما في عراق الحرية والشجاعة والاقدام ، لازاحة العملاء والمفسدين وتحقيق مطالب الشعب المغيبة ، كما ان على قواتنا المسلحة ان تكون الظهير والحامي للشعب في تظاهراته واعتصاماته السلمية الحضارية البعيدة عن المساس بممتلكات الدولة ومرافقها الحيوية ، وان تبعد عنهم المندسين واصحاب الغرض للحفاظ على سلمية التظاهرات ونصاعتها ، وان تتمسك الجموع بالمطاولة حتى لو كلفها ذلك شهورا طويلة ، فالنتيجة يجب ان تكون في إزالة العملية السياسية الفاسدة والمرتبطة بالاجنبي برمتها وتشكيل حكومة انقاذ وطني تتولى هيكلة واعادة بناء النظام الوطني السياسي الديمقراطي على اسس حضارية في عراق حر موحد مستقل يسوده القانون والنظام والعدالة الاجتماعية .

المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد " صوت الشعب العراقي "
الأول من رمضان المبارك / ١٤٤٠
٦ / أيار / ٢٠١٩