شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ هددت طهران بإغلاق هرمز وإعاقة التجارة في الخليج وباب المندب .

۞ نقلت طهران بقوارب سريعة صواريخ بالستية إلى الحوثيين .

۞ أعلنت طهران أنها لن تنسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 .

۞ ذكرت طهران أنها خففت من التزاماتها ، وستباشر تخصيب اليورانيوم .

الحركة العسكرية الأمريكية المرصودة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر والخليج العربي ، جاءت في صيغة تحمل سمة نوعية رادعة تمثلت بالقاذفات الاستراتيجية (B-52) ، التي وضعت إيران أمام حالة عدم القدرة على التنصل من أي فعل استفزازي يصدر منها أو من وكلائها ، حتى في حالة تغيير اتجاهات الفعل بتحريك قواعد ( حزب الله ) الصاروخية في الجنوب اللبناني أو الدفع بالحوثيين إلى زعزعة الأمن في باب المندب أو بتوكيل ( حماس ) لتصعيد الموقف .. فإن حالة الردع لا تبتعد عن تحديد المسؤولية تجاه طهران .

ثم ، ماذا بعد ذلك الردع ؟ ، وأمريكا تدرك بأن نظام طهران غير قادر على فعل المجابهة أولاً وغير قادر على أن يكون ندًا في مسائل الردع ثانيًا وعاجزًا عن تخطي حاجز الضعف البنيوي ثالثًا وغير قادر على فك عزلته الإقليمية والدولية رابعًا ومتهاوٍ أمام مطالب الشعوب الإيرانية المشروعة خامسًا .. إلخ .

أمريكا تدرك أن نظام طهران سوف لن يتعرض للمصالح الأمريكية في المنطقة ، وأن أمريكا تدرك أنها لا تقدم على حرب خشنة إلا إذا كانت مضطرة أمام تهديد جدي ووشيك .. ومثل هذا التهديد لن يصدر من النظام الإيراني . إذن ، ما هو جدوى الردع إذا توقفت الحالة عند هذا النوع من ( التوازن ) المريب في إبقاء الوضع متوترًا تحت تسمية ( السلم وحافة الحرب ) أو ترك الحالة في إطار ( التوازن ) المريب بين ( اللاسلم واللاحرب ) بمعنى سياسة ( لا غالب ولا مغلوب ) لتبق المنطقة تحت تأثير التهديد وانفجار الوضع والابتزاز السياسي والمالي .

النظام الأإراني الفاشستي يدرك مخاطر الوضع ومن الصعوبة التوقع بارتكابه ما يعكر مزاج رئيس البيت الأبيض ، لأن الأمر لا يعدو أن يكون في إطار سياسة الضغط والضغط المقابل وعض الأصابع أو لي الأذرع .. وكلها سيناريوهات مرسومة ، لأن لا أمريكا تقدم على الحرب ولا إيران تقدم عليها ، فإذا أقدمت ستمحق باعتبارها بادئة بالفعل العسكري ، وكذا أمريكا ستتمسك بسياسة الردع الجدي والمؤثر للحفاظ على المصالح الحيوية التي حددها مبدأ كارتر  (Carter Doctrine)، الذي يؤكد على حماية المصالح الحيوية الأمريكية من أي تعرض وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة بما فيها القوة العسكرية ، وأضيف إليه مبدأ ريغان (Regan Doctrine) ، الذي دمج بين ( المصالح الحيوية الأمريكية وبين الأمن القومي الأمريكي لينتج ما يسمى بالحرب الوقائية أو الاستباقية التي تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية على حدٍ سواء ) !! .

تهديدات النظام الفاشيستي في طهران ستتخذ مجرى آخر ، غير القوارب الاستفزازية السريعة التي تهدد القطع البحرية الأمريكية في الخليج العربي ، وغير تحريك عميل ولي الفقيه في الجنوب اللبناني نحو حدود فلسطين المحتلة تمويهًا ، وغير لعبة الحوثيين وصواريخ الإيرانيين المكشوفة ، وغير تهديدات زعيق الميليشيات المرتزقة في العراق ، وغير نباح رجالات النظام الإيراني .. يأخذ التهديد الإيراني شكل عدم التزامه ببنود الاتفاق النووي ، وتخصيب اليورانيوم ، والهدف من ذلك هو الإيهام بتهديد السلاح النووي وابتزاز الأوربيين وتخويف غيرهم .. ولكن في هذا التهديد الغبي يكمن الآتي :

-   ستثبت إيران للعالم بأنها تسعى إلى الحصول على السلاح النووي بطريقة تخالف فيها القانون الدولي والاتفاقات المتعلقة بنزع السلاح وتحريم تداوله بين أعضاء الأمم المتحدة ، وفضح إدعاءاتها المراوغة السابقة .

-   ستثبت إيران ( للحلفاء ) الأوربيين بأن نياتها ليست مضمونة بشأن رغبتها في استخدام الذرة للأغراض السلمية ، إنما على العكس ، تأكيد دوافعها لحيازة السلاح النووي .. الأمر الذي سيجعل لـ( لحلفاء ) الأوربيين موقفًا صارمًا من النظام الإيراني ، والذي بدأت بوادره تلوح في الأفق الأوربي .

-   بلوغ هذه الحدود سيجعل ( موسكو ) و( بكين ) في منأى من التورط في إشكاليات النظام الإيراني الفاشستي ، وتسجيلهما مواقف مرحب بها من لدن الغرب وأمريكا على وجه الخصوص ، طالما أنهما بحاجة إلى تخفيف الضغوط الأمريكية والغربية عليهما اقتصاديًا على أقل تقدير .

-   رتابة الحالة الرادعة سيجعل الوضع الداخلي الإيراني من سيئ إلى أسوأ ، الأمر الذي سيفاقم تردي الأوضاع الداخلية الإيرانية المزرية التي تدفع إلى الانفجار بوجه النظام الفاشستي في طهران .

وعلى وفق حالة الردع وما يقابلها من إجراءات فاضحة وعقيمة يبقى الوضع كالبركة الراكدة تشم روائحها من بعيد مقززة ولا تبعث على الأمن والأمان والاستقرار !! .





السبت ٧ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة