شبكة ذي قار
عـاجـل










لسنا في وارد الرد على البعض ممن غرقوا في مستنقعات العبودية المدفوعة الثمن، لكن بعض ما نقرأه يستدعي الرد، ليس لمن كتبه بل لمن قد يقعون في شِرَاكِه وفي نجاسة مضامينه وانحرافها التام عن الحق والحقيقة.

فالبعض من ( العرب ) صار فارسياً أكثر من الفرس، وإيرانياً أعظم من الإيرانيين المتورطين في الولاء لدولة الولي الفقيه الكهنوتية، ولولا أن هؤلاء يمارسون الخديعة والتضليل، التي يمكن أن تجرف معها آخرين مما لا نتمنى ولا نرضى لهم الانجراف، لما كان ما يكتبونه يستحق حتى مجرد الإشارة العابرة، وأول هم هنا هو ما يقع به هؤلاء من لبس، أو مغالطة، أو خلط متعمد، أو ناتج جهل بين: الفارسية والصفوية من جهة وبين الوهابية وأنظمة الحكم الخليجية والعربية من جهة أخرى.

الوهابية ليست مذهب إسلامي كباقي مذاهب الإسلام الكريمة، بل هي إحدى تشكيلات الإسلام السياسي، وما يصدر عنها من فتاوي مدانة لا يمثل أي منهج إسلامي، هذه حقيقة، وقيام كُتَّاب التومان من غلمان إيران بالتطرق إلى فتاوي الوهابية في محاولة لتلميع وجه نظام الولي الفقيه القبيح، هو من بين أخس و أسوء ما تنتجه أقلامهم وأفكارهم الموبوءة، وإذا وضعنا الصفوية التي يمثلها حكام إيران، وما يتبعهم من عمائم في العراق وغيره، في ميزان المفاضلة والمقارنة بالفتاوي فإن فتاوي الصفوية لا تقل خسة وانحطاطاً، وممارساتهم باسم الدين تفوق انحطاط الوهابية وغيرها، ومن بين ذلك مثلاً :

تفخيذ الرضيعة، ممارسة الجنس في رمضان، شتم الخلفاء الراشدين وتكفيرهم هم وصحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، شتم أمهات المسلمين، وأولهم عرس الرسول المصطفى عائشة رضوان الله عليها، تقديس القبور وعبادتها، المغالاة في موضوع العصمة للأئمة الأطهار من آل بيت الرسول الكريم رضوان الله وسلامه عليهم، واعتبار بعضهم مخلوقين قبل آدم عليه السلام، وأن بيدهم قرارات الحساب يوم القيامة كله جنة أو نار، وغير ذلك الكثير الكثير من بدع اللطميات والتطبير وجلد الأجساد بالسلاسل الحديدية والزحف على البطون.

غير هذا فالصفوية الفارسية عقيدة مركبة بمعنى: أنها فارسية قومية صرفة طبقاً للدستور الإيراني في داخل إيران، وما يورده البعض من وجود ملايين السنة في إيران هو كلمة حق يراد بها باطل لأن السنة في إيران مثلهم مثل الشيعة، لا يعاملون وفق مذهبهم بل وفق ولائهم للدولة الفارسية، ولمشروعها الاحتلالي التوسعي على حساب الأمة العربية، وتحت ستار مهلهل زائف هو الدين، وحين تغادر الفارسية حدودها احتلالاً ونفوذاً وفتناً وعداوات كسروية وشعوبية غارقة في عدائها للعرب، من يوم الخلافة الراشدة بل وقبلها إلى يومنا هذا، فإنها تصير صفوية ذات صبغات دينية ومذهبية لتخدع من تستطيع خداعه بالتشييع الصفوي، لتنفذ مآربها القومية الفارسية.

أما الوهابية فرغم وجودها الفعلي في السعودية مثلاً لكنها ليست حاكماً فعلياً للملكة، حتى مع وجود بعض التشابه في التطبيقات والممارسات من جهة، ومن جهة أخرى فحتى الوهابية كحركة سياسية لم تتجه يوماً صوب حدود إيران لتغزوها، أو تحتل منها أرضاً وتغتصب وتنهب منها ثروات كما فعل الولي الفقيه.

ومن الأمور التي تثير الدهشة والتعجب والاشمئزاز في آن معاً، لجوء كتاب التومان من العربان بتهويل القدرات الإيرانية، وتفوقها على العرب بل إنهم يتصاعد بهم الهوس ليصلوا إلى ذروات الخيلاء، حين يجعلون من إيران ووليها الفقيه قدرات خارقة تتعدى قدرات أميركا ودول الغرب العظمى والكبرى !!!!.

وإذا كان هؤلاء الأغبياء يبحثون عن نموذج مقتدر للتبجح والاقتداء، فإننا سنذكرهم هنا بالعراق الذي كان قبل عدوان دولة الولي الفقيه وحربها العدوانية على العراق وما تبعها من حروب وحصار ظالم، العراق الذي تكالبت عليه كل ذئاب العالم واستخدمت نظام الولي الفقيه رأس نفيضة في عدواناتها.

العراق في ثمانينات القرن الماضي، قبل حرب إيران وأثنائها، كان قد دخل عالم الفضاء بأول صاروخ فضاء عربي، والعراق كان يمتلك برنامجاً نووياً عراقياً خالصاً، نقياً بخبرائه وبحوثه وتطويره وأهدافه، وقام الكيان الصهيوني بعدوان غاشم شاركت به إيران، ودول أخرى تم فيه قصف مفاعلات العراق ومختبراته النووية عام ١٩٨٢. كان علماء العراق يخصبون اليورانيوم بطرق تخصيب عراقية مبتكرة، وكانت الذرة تستخدم في بحوث الزراعة والصناعة والطب وغيرها في مراكز بحوث متخصصة ومتقدمة، وتمتلك علاقات علمية مع مدارس عالمية في فرنسا وغيرها من الدول الأوربية، وكانت الصناعة العسكرية العراقية تصنع الدبابات والمدافع والصواريخ البعيدة المدى، ومنها الصواريخ التي ضرب بها العراق الكيان الصهيوني المجرم.

إن تقديم إيران على أنها دولة عملاقة، بأقلام بعض العبيد العرب، لا يعدو أن يكون استرزاقاً حقيراً نذلاً جباناً، ويهدف ضمناً للإساءة للعرب كلهم، وليس العراق لوحده.
هناك العديد من الأقطار العربية تمتلك صناعة جيدة، وبحوثاً متقدمة، في شتى فروع العلم والمعرفة، وهناك خطوط تطور عربي واعدة علمياً وتقنياً وتكنولوجياً.





الاربعاء ١٨ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة