شبكة ذي قار
عـاجـل










في إطار التصعيد والمواجهة الاخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران وتاثير ذلك على العراق ودول المنطقة كتب المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد ما يلي :

شهدت الفترة السابقة وللوقت الحاضر تصعيدا بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران ، واخذ هذا التصعيد نمطين واضحين تتراوح بين التهديد والوعيد وبين بقاء الباب مفتوحا للتفاوض والوصول إلى حل ، فأمريكا يهمها مصالحها وتعمل على كيفية الحفاظ على تلك المصالح وادامتها كدولة عظمى وذات مشروع كوني كبير ، وقد أكد ذلك الرئيس بوش الاب في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي عندما قال " ان القرن القادم سيكون أمريكيا " وان قدر امريكا هو ان تقود العالم ، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط المنطقة الثرية والمهمة وذات الموقع الاستراتيجي الكبير ، وقد جاء احتلال العراق تعبيرا عن تلك الإستراتيجية كون العراق ونظامه الوطني يمثل العقبة الكاداء في طريق امريكا لتحقيق أهدافها وغاياتها ، أما إيران فلها مشروعها القومي المبني على إعادة امبراطوريتها التي قوضتها الفتوحات الإسلامية الأولى في صدر الرسالة الإسلامية ، وان هذا المشروع القومي الإيراني الفارسي ارتكز في تحقيقه الان ومنذ العام 1979 على منهج ديني محرف بعباءة دينية طائفية لا تمت الى الإسلام بصلة ، وهذه هي وسيلتهم التي اوجدها الحكام الجدد في ايران ملائمة لتحقيق هدفهم القومي وإعادة امجادهم من خلال التوسع وضم أقطار عربية اولا مع السعي الدؤوب لضم أقطار ودول اخرى استنادا لمشروع تصدير الثورة ، فهنا على ما يبدو وكما هو واضح صراع ارادتين كلا منهما تسعى لتحقيق أهدافها ونجاحها في الوصول الى تلك الأهداف الشريرة على حساب حقوق ومصلحة دول المنطقة وانتقاصا لسيادتها واستقلالها والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها ، فامريكا عندما قررت مهاجمة العراق واحتلاله واسقاط نظامه الوطني كانت ايران طرفا في هذا الاحتلال والعدوان وسهلت للأمريكان أمورا بعينها وهذا ما كشفته تصريحات المسؤولين في كلا البلدين اثناء الحرب وما بعدها والتسريبات الكثيرة التي ظهرت للعلن في هذا الصدد ، وعندما وجدت امريكا انها طمست في الوحل العراقي وازدادت خسائرها الباهضة في الافراد والمعدات قررت الانسحاب وترك الساحة لايران التي وجدت ذلك الانسحاب فرصتها التاريخية من ان تحقق اهدافها التي سعت اليها منذ استلام ملالي إيران السلطة في شباط / 1979 ، وقد غض الرئيس الأمريكي السابق أوباما النظر عن هذا الدور الإيراني فتوسعت إيران وتمكنت من بسط نفوذها في كل مدن العراق ومناطقه ولعبت وما زالت تلعب دورا في مخرجات العملية السياسية وطبيعة النظام السياسي العراقي ، وما تصريحاتهم بعد انتخابات البرلمان العراقي في مايس / 2018 وانتخاب رئيس الجمهو ية وتشكيل الحكومة والتي قالوا فيها " فزنا على امريكا ب 3 مقابل 0 " ما هو الا دليل على حجم ذلك التدخل وانتقاص لسيادة العراق واستقلاله ، وفي زمن ترامب الذي اختلفت سياساته بعض الشيء عن سلفه اوباما ورؤية صقوره المقربين منه تخل عن الاتفاق النووي مع ايران والذي عرف ب 5 + 1 واعاد فرض العقوبات التي تضررت منها ايران وستتضرر حتما مما يضطرها الى القبول بالتفاوض والانصياع للشروط الامريكية ، لماذا ؟ لان ايران تعرف وتعي انها اذا ما دخلت الحرب فإنها ستخسرها ومن نتائجها هو وأد النظام الحالى واستبداله بنظام آخر ، لكن امريكا في الوقت نفسه وعلى لسان ترامب يقول " لا نسعى إلى تغيير النظام في إيران ، ونريد ضمانات بعدم حصول إيران على أسلحة نووية ، وان ادارة اوباما تتحمل اخطاء الاتفاق النووي ، وكان رد الايرانيين " لا نريد الحرب ولا نسعى للحصول على أسلحة نووية وان الخامنئي حرم ذلك قبل هذا الوقت ، لكن نريد من امريكا ان ترفع العقوبات أولا والباب مفتوحة للتفاوض ، وبغض النظر عما يقوله الأمريكان وما يرد عليه الجانب الإيراني حول طبيعة التصعيد الأخير فإن الحرب لن تقع بينهما بسبب ان العلاقات التي تربطهما والتي أفضت إلى ترتيبات بين الجانبين بشأن احتلال أفغانستان والعراق ما زالت حاضرة في الوصول إلى تسوية بينهما ، كما ان وجود إيران بهذا النظام وبهذه الأيديولوجية سيقدم خدمة كبيرة لأمريكا لتحقيق ابتزازها لدول المنطقة وبالاخص منها دول الخليج العربي ، فايران بحكم منهجها الطائفي فهي تخدم امريكا وإسرائيل والغرب الاستعماري في ضرب الإسلام وإحداث الانشقاقات العميقة بين معتنقيه والباسه ثوب الارهاب بصفة القاعدة والدواعش واللتان هما صنيعة امريكية اسرائيلية ايرانية لا تقبل الشك او الطعن ، وهو أسلوب خبيث لضرب الامة العربية والعمل على إضعافها وتقسيمها والحاقها بعجلة امريكا ومن ثم تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تتسيد فيه إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط ، وهذا ما يعمل عليه الأمريكان واسرائيل الان والعمل الدؤوب لاعلان صفقة القرن بخصوص اسرائيل والفلسطينيين كمقدمة للوصول إلى الأهداف الشريرة والظلامية لأعداء الامة العربية والاسلامية ، أما اذا قلنا بفرضية ان الحرب قد تقع بعد ان يصل الأمريكان إلى طريق مسدود وقناعة أكيدة من ان إيران سوف لن تتخلى عن طموحاتها في التوسع والعدوان على دول المنطقة وبالأخص حلفاء امريكا ، وانها لا تمتنع عن استمرارها في تطوير برنامجها النووي وصواريخها البعيدة المدى ودعمها للإرهاب وللميليشيات المسلحة كاذرع لها في التوسع والتدخل بشؤون دول المنطقة والضغط على صانع القرار الامريكي ، فمن المؤكد ان الحكومة العراقية ستقف مع إيران وان ما تعلنه من حيادية الان ولعب دور التهدئة هو كلام كاذب وسوف لن يتحقق ، وان الأمريكان يعرفون هذه الحقيقة ولهذا فإنهم لا يثقون في حكومة بغداد وما يصدر عنها من مواقف ، وبهذا فان حكومة بغداد هي التي تجر العراق الى مواجهة ليس هو طرفا فيها وهي التي تتحمل كل الخسائر المادية والبشرية التي يمنى بها العراق نتيجة اصطفافه مع ايران ، وتحمله اوزار حرب لاغنى له فيها سوى رغبة قادة الاحزاب والميليشيات الطائفية المرتبطة بولاية الفقيه للدفاع عن إيران وليذهب العراقيون إلى الجحيم ، لكن من الطبيعي والمؤكد ان وقعت الحرب فستخسرها إيران وبحساب حجم الآلة الحربية لكلا البلدين والإمكانات المتاحة لكل منهما وتحالفاته فإن الأمريكان سينهونها لصالحهم وليس كما يتصور البعض من انها ستطول لشهور او اكثر من ذلك ، لان العوامل الداخلية الإيرانية وظهور تأثيرات الحصار المفروض عليها بشكل واضح وقوي وارتفاع معدلات البطالة والفساد ، ووجود معارضة قوية في الداخل والخارج ناهيك من ان الشعب الإيراني يتكون من اثنيات وطوائف وأديان متعددة تعرضت للاضطهاد والتغييب وسلب وانتقاص الحقوق كل هذه العوامل ستكون حاضرة في التغيير الذي يترافق مع الحرب ، وعندها ستكون آثار الحرب على العراق هو ولادة جديدة لنظام وطني عراقي بعيدا عن الهيمنة والتدخل الاجنبي والإيراني الذي فرض نفسه على العراق وشعبه على مدى ستة عشر عاما ، لان مشكلة العراق الأساسية التي تؤكدها التقارير الدولية والمحلية الرسمية والشعبية منها هو التدخل الاجنبي والذي يمثل فيه التدخل الايراني الحلقة الاكبر والاخطر على العراق ودول المنطقة ، والذي سلب والغى بدوره القرار الوطني العراقي المستقل واصبح العراق تابعا ذليلا للسياسة الإيرانية ، ومن هذا يتوجب على الشعب العراقي ان لا يقاتل بالنيابة عن ايران ولا يجعل نفسه اداة بيدها لمقاتلة الامريكان وتكون ارضه وبناه التحتية ومصادر ثروته ساحة وعرضة للتدمير والخراب ، فالامريكان لا يهمهم الا مصلحتهم وكلنا يتذكر كيف دمروا العراق في حربين طاحنتين الاولى في العام 1991 والثانية عام 2003 والتي افضت للاحتلال ، وكانت ايران هي من تعاونت معهم وفتحت إجواءها إليهم ودفعت بمليشياتها عبر الحدود وصادرت اكثر من 142 طائرة عسكرية ومدنية عراقية ، واوعزت الى عملائها بالمشاركة في مجلس الحكم بقيادة الشيطان الأكبر امريكا ، وزار رئيسها احمد نجاد العراق وقوات الاحتلال تتجول في بغداد وبقية المدن العراقية ، وعلى الشعب العراقي ان لا يصدق او يذهب مع ما تطرحه حكومة بغداد التي تحاول خلط الأوراق وعدم قول الحقيقة من خلال موقف واضح ، موقف يقول لايران انتم وامريكا في نزاع فما بال العراق ! وان عليكم ان تسحبوا ميليشياتكم التي خرقت سيادة العراق وأمنه الوطني واشاعت الفوضى فيه الى اراضيكم كي تقاتل معكم وان الشعب لا يريد ان يزج بنفسه فيما لا يعنيه بعد ان اكتوى بالاحتلال الامريكي الظالم وتدمير الارهاب الداعشي المجرم لاغلب محافظاته .





الاربعاء ٢ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة