شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الشعب العراقي الكريم

لم يمر عام من الاعوام الستة عشر الماضية من عمر الاحتلال وعمليته السياسية الفاسدة الا والازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتفاقم وتعصف في العراق وشعبه ، فاستشرى الفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة وأجهزتها وأصبحت المحاصصة الطائفية في تقسيم المناصب وادارات شؤون الدولة هي المحرك الأساس وهي القانون الأسمى الذي تبنته واقرته الاحزاب الطائفية ، فالمتفحص للنظام السياسي الذي أرسى اسسه الاحتلال الامريكي وطوره ورسخه الاحتلال الايراني يجده فاقد الأهلية والمقومات والشرعية الوطنية ، فهو نظام وليد الاحتلال وصناعته ابتداء من كتابة الدستور بايادي اجنبية والتصويت المزيف والباطل عليه ، وإجراء الانتخابات التي شابها الكثير من التزوير والرفض والمقاطعة ، وطبيعة النظام الانتخابي الذي يضمن فوز الكتل التي جاء بها المحتل ، وتبوء حملة الجنسية الأجنبية للمواقع المتقدمة في الدولة كرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والوزارات والمديريات العامة ورؤساء الاجهزة الامنية ، وهذا يعني ان لا سيادة لهذا العراق الذي كان سابقا يحسب له الف حساب ، فالقرار الوطني المستقل مسلوب ومغيب والارادة الشعبية تقابل بالبطش والتنكيل ، فأما ان يكون ذلك ايرانيا او أمريكيا والرءاسات الثلاث ما هي الا ادوات يحركها الاجنبي كيفما أشاء وعلى وفق مصالحه الذاتية لأنه هو الذي يأتي بها إلى هذه المواقع ، اما الجانب الاقتصادي فهو انعكاس للسياسات المتبعة للاحزاب الطائفية ومن يحركها في الخارج ، ولهذا لا تجد صناعة ولا زراعة ولا ري ولا بزل ولا صحة ولا تعليم ولا خدمات ولا تخطيط يرتكز ويستند الى خطط مدروسة وذات أهمية استراتيجية تساهم في بناء نهضة اقتصادية وحضارية تعود على الشعب بالتقدم والرفاه وتحقيق السعادة ، مما أدى إلى استفحال ظاهرة الفقر الذي بلغت نسبته اكثر من 45 % من مجموع السكان ، وشيوع ظاهرة البطالة وخاصة بين الشباب ، وتفاقم ظاهرة تهريب المخدرات وتعاطيها ، وهذا ادى الى انهيار في القيم الاجتماعية وتخلخل النسيج الاجتماعي والقيمي وهو احد اهداف العولمة العالمية في تمزيق الشعب العراقي وأبناء الامة العربية والغاء هويتهم العربية وقيمهم الإسلامية ، لقد كان من نتيجة التبعية المطلقة للاجنبي من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة وتقديم مصلحة الاجنبي وبالأخص الجانب الإيراني على مصلحة العراق وشعبه ، ان العراق أصبح سوقا لتصريف البضائع الإيرانية وتحويل العملات الصعبة من الدولار إلى الخزينة الإيرانية التي تساهم في تطوير وبناء المشاريع الكبرى في إيران ودعم وإسناد مشروع تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية من خلال منح شركات الحرس الثوري الإيراني لمقاولات المشاريع في مجال النفط وإعادة الأعمار ، والعمل على إبقاء العراق خاليا من أية نهضة صناعية او زراعية اوطبية ، ولم يتوقفوا عند هذا الحال بل راحو يدمرون مصادر الصناعة والزراعة الوطنية ومشاريعها التي سبقت الاحتلال ، فمرة يحرقون المحاصيل الزراعية وبشبون النار في مخازن الطحين والأسواق التجارية الكبرى للبضائع العراقية ، ومرة بتسميم الثروة السمكية والحيوانية ونفوقها ومرة اخرى بتفكيك والغاء البنى التحتية في البلاد ، من أجل ان يمسكوا بمصادر قوت الناس وعدم التخطيط لاقامة المشاريع الكبرى والمهمة كي تبقى التجارة الإيرانية هي الرائجة والمسيطرة على حاجات السوق العراقي من حيث التموين والتسويق ، وسبق ذلك الى استيراد الكهرباء والغاز الإيراني بملايين الدولارات شهريا وهو هدر للمال العام في الوقت الذي من الممكن قطعا معالجة مشكلة الكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي لولا عاملين كانتا السبب وهما الفساد المالي والسرقات الكبيرة والمفضوحة للمال العام الذي مارسته الحكومات المتعاقبة ورغبة الأحزاب الطائفية بغدق الأموال بسخاء الى اولياء نعمتهم في إيران ارضاء لهم وللمحافظة على وجودهم في السلطة ، ان هذا الواقع المزري والمؤلم الذي لم يشهده العراق منذ قيام نظامه الوطني في العام 1921 إلى يوم الاحتلال الاسود عام 2003 يتطلب وقفة شعبية كبرى وانتفاضة للتغيير وعلى غرار ما قام به شعبا الجزائر والسودان الشقيقين وسوق الفاسدين إلى محاكم العدالة كي ينالوا جزاءهم العادل من أجل بناء النظام الوطني العراقي الأمين على مصالح الشعب والمحافظ على ثرواته وأمنه واستقلاله وسيادته والقضاء على التدخل الاجنبي في شؤونه تحت ظل عدالة اجتماعية أساسها الديمقراطية الحقة والتعددية السياسية وبدستور وطني يكفل الحقوق والمساواة لجميع ابناء الشعب ، وان على القوى الوطنية العراقية التي نذرت نفسها لاسعاد وتحقيق اماني الشعب ان تتوحد على قاعدة الوحدة الوطنية والولاء لعراق مستقل حر موحد قوي عزيز ، خالي من الميليشيات المسلحة المرتبطة بالاجنبي ،والنعرات الطائفية الممزقة للكيان الاجتماعي ، وان على تلك القوى تتصدر الجماهير الشعبية المطالبة بحقوقها في التظاهر والاعتصام والعصيان المدني السلمي ،

مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وحمايتها من اي تخريب واضرار على يد أعداء الشعب من عملاء السلطة والمندسين من خارج الوطن ، عاشت الثورة العراقية الشعبية من اجل التغيير والبناء والى امام .

المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد " صوت الشعب العراقي "
 ٢٢ / حـزيران / ٢٠١٩





السبت ١٩ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة