شبكة ذي قار
عـاجـل










نجحت مقاومتنا الباسلة بالإطاحة بجبروت الاحتلال الأمريكي وحلفائه، بفعلٍ جسور نادر المثيل في كل تاريخ العالم المقاوم للاحتلال والاستعمار، وقد تركت الخسائر الكارثية التي حلت بالغزاة آثاراً ومعالم ليس في الجسد الأمريكي المترنح فحسب بل وفي مجمل خارطة العالم السياسية، ونفذت بقوة إلى الجسد الاقتصادي الأمريكي ومنه انتقالاً عبر خوارزميات رياضية متكاملة إلى مجمل الاقتصاد العالمي، وكان من بين مظاهر الترنح الأمريكي ونتيجة له انطلاقة غير تقليدية للمارد الصيني، ولروسيا والهند وأوروبا، في جزئيات اتخاذ القرار المستقل تعبيراً عن رفض عميق في ضمير الشعوب للعدوان غير المبرر على عراق التاريخ والحضارات من جهة، وفي النهوض الاقتصادي على وقائع التدهور في اقتصاد أميركا من جهة أخرى.

ركزت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق لتنتج ما يعظم قدراتها، لكنها خسرت الكثير مما كانت تمتلكه قبل الغزو، وخسرت العراق بعد الغزو، حين لجأت إلى الاتكاء والتعكز على إيران، لتقوم محلها بمهام مركبة تتعلق بتدمير العراق وتعميق منهج الفوضى، لكي توحي للعالم بنجاحها في إنتاج نواتج احتلالية تجعل العراق مختلفاً، بغض النظر عن كون هذه المنتجات هي وصمة عار في جبين أميركا وجرائم لا تليق ببلد يدعي الحرية وحقوق الإنسان.

أنتج الاحتلال الأمريكي للعراق الذي هو احتلال لا يمكن أن يوصف إلا بكونه احتلالاً له زمن محدد، حتى لو طال وامتد لأي زمن قادم، أنتج احتلالاً إيرانياً لا يمكن التكهن بنهاياته إذا اعتمد الافتراض القائل باستقرار نظام الكهنوت الفارسي، وبثبات العلاقة التخادمية الفارسية الصهيونية الامبريالية، وأيضاً الثبات الافتراضي للعلاقة التخادمية للمنهج الفارسي مع مكملاته الصهيونية الامبريالية، مع التأكيد هنا إن الافتراضات ليست مجردة بل تعضدها وتدعمها أدلة لا حد ولا حصر لها.

يحتاج العراق إلى قوة وطنية وقومية وإسلامية تقوض النفوذ الطائفي، كحاجة وضرورة لإلغاء التأثير البغيض للطائفية، التي تبنتها أميركا بصيغة سياسات ومحاصصات، وسمحت لأحزاب وميليشيات إيران ولنظام الولي الفقيه الصفوي الفارسي ومشروعه في النفاذ إلى الجسد العراقي.

انقاذ العراق يتطلب الانتصار على الطائفية لأنها هي سلاح الاحتلال الإيراني المجرم، الانتصار على الطائفية الصفوية الفارسية هو المدخل لتحرير العراق، لأنه سيكون مدخلاً لتحرير الإنسان العراقي من الفعل وارتداداته التي خلقت وحصلت عبر سنوات الاحتلال.

العمل على تطويق واجتثاث الطائفية يقتضي تحشيد الشعب وقواه الطلائعية، ضد كل ما حل في العراق بعد الغزو سنة ٢٠٠٣ م، ولا زال يحل من تدمير الدولة ومؤسساتها وسقوط الأمن الاجتماعي، وتوقف التنمية واتلاف الصناعة العملاقة التي أقامها العراق قبل الاحتلال، وتقويض مقومات الزراعة والانتاج الحيواني، على سبيل المثال لا الحصر، ويتطلب فتح عيون الشعب على التركيب المريض المصاب بعاهات عوق مزمنة، لجيش ما بعد الاحتلال ولكافة القوات الأمنية التي غلب عليها المنهج والبناء المناطقي الطائفي وصبغات الارتزاق.

تحرير العراق يتطلب التغلب وتقويض قوانين الحل غير الشرعية للجيش والقوى الأمنية، والعديد من دوائر ومؤسسات الدولة الحديثة، التي بناها النظام الوطني قبل الغزو، وإعادة الجيش العراقي الوطني بكل تشكيلاته المعروفة، وعقيدته الوطنية والقومية، ويتطلب إنهاء حظر واجتثاث البعث وتداعياته الخطيرة الاجتماعية والاقتصادية، التي انعكست على مشروع العراق العظيم في بناء الإنسان، عبر منهج تربوي تعليمي عظيم وخدمات صحية لم يشهد تاريخ المنطقة كلها له مثيل.

إن تحرير العراق وانقاذه يتطلب اسقاط النظام الكسروي، أو تقليم مخالبه التوسعية، لأنه هو المسبب الأول لتقويض أمن المنطقة والعالم، ولأنه هو من يعود بإنسان المنطقة إلى عصور الظلام والاستلاب والتغييب، فضلاً عن كونه نظاماً إرهابياً طائفياً مجرماً، هذا الهدف يتطلب تخطيطاً سليماً استراتيجياً وعملاً دؤوباً لتوظيف العوامل التي تقنع العالم كله بأن التخلص من نظام الكهنوت الفارسي هو خطوة عظيمة وأساسية لإنهاء الممارسات العدوانية، وانتاج الإرهاب وتقويض الأمن القومي للعرب، وما يرتبط بالعرب من مصالح مشتركة.





الاحد ٢٧ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة