شبكة ذي قار
عـاجـل











 

بسم الله الرحمن الرحيم


 

حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر العراق


 

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة      ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة    حرية    اشتراكية

 

بيان في الذكرى الحادية والخمسين لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز الخالدة


تحل علينا اليوم الذكرى الحادية والخمسون لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز - الخالدة ، التي أعادت للعراق مكانته المهيبة التي تليق به ليمارس دوره الريادي في الوطن العربي ، ويحقق سيادته واستقلاله بارادة حرة واعية تخرج به من حدود دول العالم المتخلف التي رسمتها الإمبريالية والاستعمار الغربي والقوى العالمية .

فقدمت نموذجا وطنيا فريداً مشيدة بمنجزاتها العملاقة القلعة الراسخة للنهضة العربية والقوة الدافعة لحركة الثورة العربية المعاصرة فشكلت تجربة البعث في العراق النموذج الثوري الذي استجاب لتطلعات الشعب العراقي في توقه نحو التقدم والتحرر وإنهاء كل أشكال الاستلاب الوطني والاجتماعي.

لقد حققت ثورة السابع عشر من تموز العظيمة خلال سنواتها الخمس والثلاثين منجزات رائدة لا على صعيد الوطن العربي وحسب بل على صعيد العالم الثالث برمته . واضعة الاسس المتينة لاستقلال العراق السياسي وضمان امنه وسلامته ووحدته الوطنية ، ومحدثة تغييرات عميقة على كافة الاصعدة ، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والصناعية والزراعية والعسكرية.

فقد احدثت تحولات إيجابية عميقة في بنية المجتمع والانسان العراقي فقضت على البطالة ومحت الأمية ، وارتقت بالتعليم والرعاية الصحية للمواطن الى مستويات عالمية واطلقت طاقاته لينهض بدوره الحضاري الذي يليق به.

كما عززت الوحدة الوطنية وقدمت ولأول مرة حلاً ديموقراطيا سلميا للأقليات القومية عبر بيان 11 آذار فأنجزت الحكم الذاتي لأبناء شعبنا الكردي ، وأطلقت أكبر عملية تنموية على امتداد خارطة الوطن الجغرفية من شماله الى جنوبه فحققت الاصلاح الزراعي الجذري في الريف ونهضت بالصناعة الوطنية ، كما أممت موارد العراق الرئيسية فأصدرت قرار تأميم النفط الخالد واضعة شعار بترول العرب للعرب موضع التنفيذ وموظفة عائداته المالية الوفيرة في خدمة مسيرة البناء والتنمية بكل نزاهة وكفاءة واقتدار.

كما بنت ثورة تموز المجيدة المؤسسة العسكرية العراقية وجعلت منها قوة ضاربة لصيانة حدود الوطن والدفاع عن بوابة الأمة العربية الشرقية، كما عززت الامن الوطني والمجتمعي و حققت التصفية الكاملة لشبكات التجسس والعمالة الصهيونية والاستعمارية.

وتعدت انعكاسات منجزات ثورة "البعث" اطارها الوطني فاصبح العراق في ظلها محوراً اساسيا لنهضة الامة العربية في كل اقطارها من المحيط الى الخليج ، و مصدرا فعالاً لانتعاش حركة التحرر العالمية من خلال تقديم شتى اشكال الدعم والاسناد لكل قوى التحرر في العالم. فالتف شعب العراق الابي حول ثورته وتلاحم معها بكل حيوية وعنفوان لانه وجد فيها إفصاحا بيّنا عن ذاته وتعبيرا وضاءاً عن طموحاته وتطلعاته.

ولقد أغاظت هذه المنجزات الوطنية والقومية والإنسانية وتلاحم شعب العراق العظيم معها معسكر أعداء العراق والامة العربية فلم تهدأ مؤامراتهم الغادرة المتكررة ، التي كان من اكبرها العدوان الايراني الغاشم في الرابع من أيلول عام 1980 الذي جوبه بالرد العراقي الحازم في الثاني والعشرين من الشهر ذاته، وتواصل حتى تكلل بالنصر المبين في الثامن من آب عام 1988 ، مما دفع معسكر الأعداء لافتعال الازمات الخطيرة التي افضت الى العدوان الثلاثيني الغاشم مطلع عام 1991 ، ومن ثم الحصار الاقتصادي الجائر الذي امتد 13 عاما.ً

الا ان صمود العراق وصبر العراقيين وابداعهم في شتى المجالات ادى الى نجاحهم في كسر الحصار الاقتصادي والعلمي والتقني مما دفع بالحلف الأميركي الصهيوني الفارسي الى شن عدوانه واحتلال العراق في التاسع من نيسان عام 2003 .

لكن شعب العراق الذي نهض في ظل قيادة البعث وثورة تموز الخالدة وتمرّ س من خلال بنائها الروحي والقيمي، واجه الاحتلال الأميركي المجرم بمقاومة مجيدة باسلة، ألهبت الأرض تحت أقدام الغزاة، وكبدّتهم خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات، وألحقت باقتصادهم أفدح الخسائر، واضطرتهم إلى الانسحاب المخزي في نهاية عام 2011 ، موكلين استكمال تدمير العراق للاحتلال الفارسي البغيض وعملائه الذين حولوا العراق من دولة متطورة في المنطقة، إلى واحدة من أكثر دول العالم فشلاً وفساداً.

فسيطرت العصابات الإجرامية الممتدة الأذرع إلى خارج الحدود، فنهبت المال العام وأفقرت شعب العراق وحوّلت كل معالم الحياة فيه إلى خراب وجعلت منه ميدانا لنشر سمومها الطائفية وتخريب نسيج شعبه الرائع ، وقاعدة لنشرالارهاب والفوضى في الوطن العربي.

كما و كشف النظام الفاشي الموالي لايران بجميع أحزابه ومؤسساته المشبوهة عن دور مريع في استباحة الدم العراقي من خلال جرائم غير مسبوقة ضد الانسانية، وعن خرق فاضح لابسط حقوق الانسان، وتواطؤ خياني مروع لسرقة ونهب اموال الشعب وموارده لصالح النظام الايراني. كما وكشف عن عجز كلي عن اداء أول وأهم واجباته وهي حماية حدود الوطن وضمان وحدة أراضيه ، وعن ممارسته للتمزيق المتعمَّد والممنهج لوحدة مجتمعه ، كل ذلك لأجل خلق أوضاع تمكنه من إعادة صياغة واقع العراق السياسي وتركيبته المجتمعية للامعان في تقسيمه وإبراز هويات دينية ومذهبية وعرقية وجبهوية على حساب الهوية الوطنية الموحدة للعراق .

وبعد مرور كل هذه السنوات العجاف، التي برهنت على الفشل الذريع لمشروع الاحتلال وعمليته السياسية فان شعبنا الابي البطل الذي وعى كل هذه المؤامرات يواصل كل يوم جهاده من اجل اسقاطها بشتى الوسائل وينتفض في كل محافظات العراق من البصرة الباسلة ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط ومروراً بكل ارجاء الوطن الجريح ضد هذا النظام الفاسد العميل وضد وجود ايران الاحتلالي وهيمنتها على الشؤون الداخلية العراقية.

واليوم ومع حلول الذكرى الحادية والخمسين لثورة الشعب العراقي المجيدة وبرغم كل ما يعانيه أبناء شعبنا الصامد المجاهد في هذه المرحلة الحاسمة يستلهم المناضلون البعثيون وفصائل المقاومة الوطنية وشعب العراق الصابر الوفي الدروس الغنية لثورة السابع عشر من تموز الخالدة في تصديهم لكل هذه الاهوال. فها هم يتغنون بمنجزاتها ويستذكرون معالم النهضة التي حققتها ثورتهم المعطاءة ، مواصلين نضالهم صوب التحرير الشامل من الهيمنة الفارسية واستعادة عافية الوطن وحفظ وحدته وسيادته واستقلاله التام ، مدركين تماما أن ذلك الاستقلال لن يتحقق إلا من خلال استنهاض الجماهير وإعادة الاعتبار للارادة الوطنية وقيام حكومة وحدة وطنية تنتصرلشعبها وتاخذ بيده الى شاطئ الكرامة والامن والامان ، عبر تحقيق مبادئ ثورة "البعث" في العراق ، والسير قدم ا في طريق التطور والانفتاح على العصر وترسيخ التحولات الديمقراطية الجادة وضمان حقوق الانسان ونزاهة القانون والحفاظ على موارد العراق وتسخيرها لتحقيق التقدم والرقي وتعزيز النهوض الوطني والقومي لتحقيق الاهداف السامية في الوحدة والحرية والاشتراكية.

تحية إجلال واعتزاز لثوار تموز الذين فجّروا ثورة العراق المجيدة وفي مقدمتهم الأب القائد المرحوم أحمد حسن البكر، والشهيد البطل صدام حسين رحمه الله .
وتحية حب ووفاء لفارس من فرسان الثورة ورجالها القائد المجاهد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه وسدد على النصر خطاه .
وتحية لشعب العراق الذي بنى الوطن بعقول ابنائه النيّرة وسواعدهم القوية ودافع عن مكتسبات ثورته لثلاثة عقود ونصف.
وتحية لمقاوميه الاباة الذين يتصدون للهيمنة الصفوية الفارسية وعملائها في سلطة المنطقة الخضراء ليعيدوا للعراق استقلاله و دوره الحضاري كجزء لا يتجزأ من امته العربية المجيدة.

قيادة قطر العراق
في السابع عشر من تموز ٢٠١٩





الثلاثاء ١٤ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة