شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ إيران ضعيفة وإن كدست السلاح وحشدت وتمظهرت وتبخترت .

۞ إيران بجنود غيرها تحارب بعد تجنيدهم طائفياً وعرقياً في بلدانهم .

۞ إيران تخترق الجيوش النظامية وتحولها على غرار الحرس الثوري .

۞ وإذا ما تمكنت ، فإنها ستشن حروباً ميليشياوية تحت غطاء الحروب النظامية ضد دول الجوار تحت أي ذريعة كي تشتعل الحروب الطائفية الأهلية في إطار الفوضى .. كأن يدخل جيش العراق الطائفي إلى الكويت والسعودية ليلتحم مع الخلايا الفارسية النائمة !! .

1.  المبادرة الأولى ظهرت ، والتي أخذت مراحلها في الظهور والاكتمال منذ ما بعد عام 2003 حين حل المستعمر الغازي الأمريكي الجيش العراقي الوطني وشكل بدلاً منه عناصر من ( منظمة بدر وعملاء أمريكا وإيران في الشتات وعناصر من أحزاب إسلاموية إيرانية التبعية ) ، حيث أُطلق على هذا التشكيل الجيش ( الوطني ) أي النظامي ، فضلاً عن تسمية أخرى هي جيش ( الدمج ) .

2.  إيران لا تريد أن تسمع بوجود ( جيش عراقي نظامي ) وتكره هذه التسمية ، لأن الجيش العراقي الوطني قد دحرها وكسر إرادتها العدوانية وجرعها السم الزعاف ، فهي تريد استبداله بقوى طائفية وعرقية مطواعة للإرادة السياسية الإيرانية .. ولكنها لا تستطيع ذلك دفعة واحدة كما يقال ، إنما على مراحل من جهة ، وإظهار الحجج والمبررات الممكنة لتحوبل الجيش النظامي إلى جيش بديل هو ( الحرس الثوري ) في ساحة العراق على غرار ( الحرس الثوري الإيراني ) حيث :

أ‌-  يكون ( موازياً ) في مرحلته الأولى .

ب‌-  ثم يكون الجيش النظامي ( ثانوياً ) في مرحلته الثانية .

ت‌-  ثم ( مُفَرَغَاً ) من قياداته النظامية و( مُفَككاً ) تحت إمرة قيادة الحشد الشعبي ، التي أُدْخِلتْ ( رسمياً ) كجزء من كيان الجيش النظامي ، من أجل تهميشه ومن ثم تشتيت قيادته .. عندئذٍ ، يظهر كجيشٍ نظامي رسمي في دولة العراق ، ولكن حقيقته هي ( حرس ثوري عراقي ) له عقيدته الفارسية الموالية لولاية الفقيه الفارسية تدريباً وتسليحاً وأوامر للتنفيذ ، وبالتالي يمسي أداة عسكرية ظاهرها نظامي وباطنها حرس ميليشياوي طائفي إيراني ، وخاصة إذا ما رسمت له طهران خطط التعرض للكويت ولشرق السعودية إنطلاقاً من العراق ، تحت أية مسوغات أو مبررات أو حجج وذلك حسب التفكير الفارسي المرحلي للتوسع الاقليمي.

3. تمهيد الطريق لتأسيس جيش الحرس الموازي على غرار حرس خميني وخامنئي في العراق ، إذ يتطلب الأمر عدداً من المبررات والمسوغات لفعل التأسيس الاستراتيجي ، والتي يمكن إجمالها في الآتي :

-  التخطيط لفتح ثغرة مدينة الموصل بعناصر تأتي من سوريا وعددها لا يزيد عن (150) مسلح ، لتجتاح الموصل وتستولي على (4) فرق مسلحة و(1) فرقة للشرطة وتستولي على أسلحتها الثقيلة والخفيفة ودروعها وآلياتها ومدافعها وراجماتها الصاروخية وثكناتها ، وكل ذلك قد تم بأمر أصدره القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، يقضي بالانسحاب الفوري لهذه القوات وترك المقرات والمعسكرات والأسلحة ، الأمر الذي وضع كل هذا العتاد والسلاح الأمريكي تحت تصرف تلك العناصر الإسلاموية القادمة من سوريا وعددها ، كما أسلفنا ، لا يتجاوز (150) عنصراً ، وقرار الانسحاب الفوري أصدره رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي رئيس حزب الدعوة المرتبط بإيران ارتباطاً طائفياً مصيرياً ، هذا الفعل التبريري الأول ، يأتي بعده الفعل التبريري الثاني الذي سبق أمر الانسحاب الفوري ، تدبير مسرحية هروب سجناء أكثر من (1500) عنصر إجرامي وإرهابي من السجن والتحاقهم بالتنظيم الداعشي، فضلاً عن تزويد المالكي لهذه القوات الداعشية بأعداد كبيرة من سيارات ( تويوتا – نقل ) لتسريع الحركة الإسلاموية المسلحة .

-  حين تمدد تنظيم الدولة الإسلاموية ( صنيعة نظام بشار الأسد ونظام خامنئي ونظام نوري المالكي ، تحت إشراف قيادة قوات التحالف الأمريكية ) ، بعد ابتلاع الموصل وتهديد الأنبار والوصول إلى مشارف مطار صدام الدولي .. أصدر ( علي السيستاني ) فتواه بتشكيل ( الحشد الشعبي ) من عناصر الحقد الفارسية لمقاتلة الدواعش وإيقافهم عند حزام بغداد ، والهدف من هذا التشكيل ظاهرياً إيقاف تمدد ( داعش ) وباطنياً التمهيد لوضع المخطط الذي وضعه قاسم سليماني في موضع التنفيذ الميداني ، الذي يمكن إيجازه بالآتي :

أولاً- يكون الرد على التمدد ( الداعشي ) بتدمير المدن والقرى والقصبات وحرق البساتين والمساكن والملكيات الخاصة والعامة .

ثانياً- دفع سكان محافظات صلاح الدين والموصل والرمادي والفلوجة وحزام بغداد إلى الرحيل في شكل موجات بشرية بالملايين .

ثالثاً-  إفراغ هذه المناطق ( السنية ) من أهلها وسكانها ونهب ممتلكاتها وحرق وتدمير كل شيء في هذه المدن بمختلف الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً كالفسفور الأبيض تحت تسمية ( التحرير ) .

رابعاً- يكتسب ( الحشد الشعبي ) مهارات قتالية تدريبية خلال قيامه بالعمليات الحربية الإجرامية ضد سكان ومواطني المدن والقرى كحجة تمكنه من أن يظهر بصورة ( المنقذ ) ، فيما يتم ظهور الجيش النظامي متخاذلاً ومهزوماً ، وذلك في إطار الحرص على عدم تلقي أوامر القتال من وزارة الدفاع وحتى وزير الدفاع ، إنما من قادة الحشد الشعبي المرتبطين بقيادة الحرس الإيراني ( هادي العامري وأبو مهدي المهندس والخزعلي والخفاجي والحكيم ومقتدى الصدر ونوري المالكي وغيرهم ) الذين يقودهم قاسم سليماني تحت استشارة وكيل خامنئي والسفير الإيراني " مسجدي " في بغداد .. ولم تظهر لحد الوقت الحاضر نتائج تحقيق سقوط الموصل ، وظلت مجرد ملف في مكتب نوري المالكي .. وكل ذلك يجري تحت سمع وبصر المحتل الغازي الأمريكي !! .

خامساً- ومن مهام الحشد الشعبي ، حسب تخطيط إيران ، تمشيط الأراضي العراقية بالدماء من الحدود الإيرانية المطلة على نفط خانة وخانقين فصلاح الدين مروراً بالغربية وجنوب الموصل فألبو كمال ومحاذات الحدود السورية اللبنانية حتى سواحل البحر المتوسط ، من أجل هدف استراتيجي إيراني ينفذه الحشد الشعبي ويفتح طريقاً نحو الجنوب اللبناني لإمداد ( حزب نصر الله ) بالأسلحة والصواريخ البالستية المزروعة بالقرب من مطار بيروت وفي أنفاق ومخازن معروفة في الجنوب اللبناني .

سادساً- وبعد أن تم تدمير الموصل تدميراً كاملاً وكافة مدن العراق آنفة الذكر ، وتفريغ أهلها بالملايين ، أعلنت حكومة العملاء في المنطقة الخضراء أنها قد حققت الانتصار على داعش واحتفلت بالنصر واعتبرته يوماً ( وطنياً ) .. فظهرت مشكلة ما بعد ( الانتصار ) على داعش ، أين سيكون مصير الحشد الشعبي ؟  ، كان ينبغي أن يحل بفتوى لكونه قد تأسس بفتوى مذهبية طائفية وليس بقرار حكومي ، لكنه ظل محافظاً على تشكيلاته وأخذ يوسع هيكليته بتأسيس أكاديميات صورية مؤدلجة خارج سياقات الأنظمة العسكرية المعمول بها ، وباتت الأحزاب الإسلاموية تعين وتعطي رتباً عسكرية لعناصر أمية جاهلة لا تعرف شيئاً عن السياقات العسكرية والاستخباراتية النظامية .. فيما باتت الرتب العسكرية تباع وتشترى من السوق – رائد وعقيد ولواء ركن .. إلخ - والتعيين لا يعدو أن يكون مجرد قصاصة ورق بكتبها مثلاً : عمار الحكيم ونوري المالكي والعامري وغيره .. كتب عليها يعين فلان الفلاني رائداً أو عقيداً أو لواءاً .. عندها يطلب من هذا الشخص أن يشتري له رتبة عسكرية تتطابق مع ما مكتوب في الوريقة وإذا لم يجد الرتبة المطلوبة فلا بأس في شراء رتبة أعلى ، عندئذٍ يعين وينسب إلى إحدى الوحدات في الجيش أو الاستخبارات العسكرية - .

سابعاً- إن تحويل الحشد الشعبي إلى حرس موازي للجيش النظامي كخطوة نحو دمجه في كيان الجيش ومن ثم قيادته من الداخل وتنفيذه وبمساعدة قيادات الحرس الإيرانية والتعليمات والأوامر الإيرانية ، هو تخطيط  فارسي لابتلاع العراق أولاً والعدوان على الكويت وشرق السعودية حيث الخلايا الإيرانية الطائفية النائمة ثانياً وهي مزودة بالسلاح والعتاد ، طالما شكل الإيرانيون تنظيمات في الكويت والسعودية تحت اسم ( حزب الله السعودي ) و( حزب الله الكويتي ) و( حزب الله البحريني ) ، كما حصل وأسسوا حزب الله في العراق على غرار حزب الله في الجنوب اللبناني .

ثامناً- يتوجب أن يجابه قرار الدمج الذي صنعه " عادل عبد المهدي " بأمر من طهران كونه إرضاءً لأمريكا ولكنه  تنفيذاً لما خطط له قاسم سليماني وهو دمج الحشد الشعبي بهيكلية الجيش النظامي وإبقاء أسلحته بأيدي فصائله الإرهابية ومخازن أسلحته ومراكز تجمعاته ومعسكراته الخاصة تحت غطاء الجيش النظامي لهدفين : أولهما الاحتفاظ باستقلالية القرار داخل المؤسسة العسكرية النظامية ، وثانيهما: الاحتماء من أي تعرض أو قصف أمريكي لحشوده وتجمعاته ومعسكراته وحتى مخازن أسلحته ، إضافة إلى هدف قيادة الجيش النظامي نحو أعمال العدوان على دول الجوار كلما تطلب الأمر ذلك وبقرار من طهران .

كما بتوجب على جماهير شعبنا في العراق التعبير عن إرادتها برفضه بصورة مطلقة والمطالبة بحل الحشد وتسليم أسلحته ومحاسبة قياداته المجرمة على جرائمها وسرقات عناصرها ونهبهم للممتلكات الخاصة والعامة التي تحدث عنها " حيدر العبادي " بشكل علني وموثق .. وحساب الشعب العراقي سيكون عسير وعسير جداً .. فلننتظر !! .





الاثنين ٢٧ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة