شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ ان كنا اطفالا تعلمنا ان الاخلاق هي جوهر الانسان وعماد الامم والمجتمعات ، بها يسمو الانسان الى الدرجات العلا من الفضيله والصفات النبيله التي تكسبه محبه الناس واحترامهم، وقد حثت كافه الاديان على التحلي بالاخلاق، وجاءت القوانين الوضعيه التي تجسد علاقات الافراد ببعضهم في اطار المجتمع منسجمه مع الاخلاق، وقد اجمعت هذه المجتمعات على صفات اذا توفرت بالانسان عد صاحبها خلوقا ومن هذه الصفات الاساسيه الصدق والامانه والوفاء والكرم وقضاء حاجه الملهوف ونصره المظلوم والايثار والاحترام والتواضع من غير ضعف والوقوف الى جانب الحق، والشجاعه والاقدام من غير تهور او غرور وصله الرحم وروح التعاون والتحلي بحب الغير والعطف على الفقير والضعيف والرفق واللين في القول والعمل واحترام العهود وتحمل المسؤوليه والتحلي بالحلم والصبر والالتزام بالقانون والنظام وصفات اخرى وما سقناه على سبيل المثال لا الحصر.

والمتطلع الى الواقع الذي نعيش يجد ان هناك هفوات وتناقضات وتقاطعات لا حصر لها تشكل خروجا عن القواعد الاساسيه للاخلاق بشكل صارخ وبكل هفوه وفجوه فاصله ما بين القول والعمل والنظريه والتطبيق وجهل وعدم ثقافه ووعي في الممارسات والسلوكيات، وقل وما ندر من تجد من يرى العيب في نفسه فكلٌ يضع اللوم والنقد على الاخر ولا يلوم نفسه ولا ينتقد حاله واخطائه، يرى القشه الصغيره في عين غيره ولا يرى الخشبه التي في عينيه وقد قال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتاتي مثله                 عار عليك اذا فعلت عظيم

واما عن علاقه السياسه بالاخلاق نجد ان الذين يفصلون السياسه عن الالتزام بقواعد الدين والمبادئ والمثل الانسانيه والقوانين الوضعيه وقواعد العداله والحق والنظام والاتفاقيات والمواثيق الناظمه للعلاقات بين الدول ببعضها البعض ويرون ان المصلحه الذاتيه والنفعيه هي المحرك لهم وشعارهم “الغايه تبرر الوسيله”، ويصبح اللعب على الحبال والانانيات والكذب والنفاق واتباع اي وسيله ولو تعارضت مع الاخلاق “شطاره”.

لقد انقلبت كثير من المفاهيم والمعاني واصبحنا نعيش فعليا ازمه اخلاق على الصعيد الفردي وعلى صعيد الدول والشاهد من يرى الواقع الذي نعيش رؤيه العين المبصره لهذه الصوره المأساويه، انظر ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من ممارسات قتل وارهاب وعنصريه وهدم واعتقالات همجيه واعمال بربريه لا انسانيه بحق الشعب الفلسطيني ولا من مغيث ولا من نصير بل على العكس يلقى المعتدي الدعم التسليحي والمادي والمعنوي من حليفه الاستراتيجي “امريكا” ومن لف لفها. حتى البعض من العرب يقفون ضالعين والبعض خانعين موقف عار وشنار منهم وعليهم.

اما العراق الذي كان القلعه الصامده في وجه العدوان والتهديدات والاطماع الصفويه الايرانيه، انظروا ماذا حل به وبشعبه من كوارث! قتل ودمار ، جوعٌ وإفقار ،نتيجه الاحتلال الامريكي والذي اعقبه احتلال فارسي منذ عام ٢٠٠٣م وما اصاب حال الامه من لعنه وخراب ودمار وسفك للدماء هنا وهناك في سوريا ولبنان واليمن وليبيا والحبلُ على الجرار اذا ما بقينا على هذا الحال، لن ينفع من يقول “حايد عن راسي بسيطه” والكل ارجلهم بالنار كل الامم استفاقت ونهضت الا امه العرب غارقه في نومها لم تستفيق من سباتها العميق في هذا الزمن الرديء.
الا هبوا واستفيقوا ايها العرب           فقد طمى السيل حتى غاصت الركب

 كفى خنوعٌ وخذلان كالنعامه تضع رأسها في الرمال، فالشعب والاجيال القادمه والتاريخ لن يرحم ولا بد يوما من الحساب قادم لا محاله، ورحم الله امير الشعراء احمد شوقي حين قال :
انما الامم الاخلاق ما بقيت              فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا





الجمعة ٢٢ ذو الحجــة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد خزاعله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة