شبكة ذي قار
عـاجـل










يراقب العالم بصمت مريب عمليات إبادة تنفذ بمنهجية واستمرارية وثبات بما يزيد على نصف شعب العراق تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتي يقصد بها: العراقيون المقاومون للغزو والاحتلال وعمليته السياسية.

ويقصد بها هذا الجزء من شعبنا المنتمي إلى مذهب غير المذهب الصفوي الفارسي.

والهدف الحقيقي لعمليات الإبادة هو تكرار بغيض للتجربة الصفوية الإيرانية، التي أرغم بها الإيرانيين على اعتناق المذهب الصفوي بحد السيف وعلى بحر من الدماء وبأبشع تجربة قسرية سجلها التاريخ البشري، تتماهى مع التجربة النازية والتجربة الصهيونية.

لقد تأسست العملية السياسية الاحتلالية بعد غزو العراق واحتلاله، وتم تسليم السلطة إلى إيران وأعوانها، ليس ليحكموا العراق فقط، بل ليحولوه إلى ضيعة تابعة لإيران، وهذا يتطلب أول ما يتطلب قتل الروح العروبية والوطنية لشعب العراق وإبادة المذاهب التي لا تدين بالصفوية، ويتم تنفيذ برنامج إبادة الأديان والمذاهب غير الصفوية عبر صراع مذهبي، يتوجب أول ما يتوجب من السلطة العميلة والمخابرات الدولية التي تديرها خلق نماذج عداء للعملية السياسية الأمريكية ذات صبغات طائفية مغالية إرهابية، تكون بمثابة بؤر للصراع و لتسويغ رد الفعل المتوحش الذي يستهدف كل السكان بحجة تحقيق الانتصار على الإرهاب، وهذه بعض ممارسات إيران وأدواتها الإجرامية لقتل سنة العراق، وإرغام من يبقى على قيد الحياة على اعتناق الصفوية تحت ستار تصفية بؤر الإرهاب، وبحجة حماية وحدة العراق التي تم عملياً تمزيقها بعد الغزو عام ٢٠٠٣:

١-كان تفجير مراقد سامراء بمثابة وسيلة لتصعيد عمليات الإبادة الجماعية لأهل السنة ولكل العراقيين المقاومين والرافضين للاحتلال، والتي بدأت فعلياً مع أسابيع الغزو الأولى، لقد أدت الهجمات الطائفية إلى إبادة عوائل وقتل عشرات الآلاف في ظرف أيام فقط عام ٢٠٠٦، واستمرت إلى يومنا هذا بترتيبات وتوقيتات وأماكن ينتقيها اللاعب الإيراني وتعضده أميركا والصهيونية، القتل الوحشي الجماعي المستخدم هنا، هو للوصول إلى نتيجة يضمحل فيها المعنيون بالإبادة الطائفية تدريجياً ويتضاءل فعلهم ورد فعلهم، ويوضعون بين مطرقة الموت وسندان الإرهاب أو يتشيعون على الطريقة الخمينية التي يمكن وصفها بأي وصف إلا الإسلام، أو التشيع العربي.

٢-كانت داعش بمثابة تطوير لأسلوب حرب الإبادة أعلاه (٢٠٠٦ م)، حيث شملت عدة محافظات من جهة، واعتمدت أسلوب مقاتلة (احتلال قامت به الدولة الإسلامية في العراق والشام الإرهابية)، فالحرب على داعش وفرت أغطية للإبادة الجماعية لسكان المحافظات المستهدفة، ونزوح أهلها من ديارهم وتسليط الضغوط المدمرة الناتجة عن دمار البيوت وقتل الرجال والأطفال والنساء والشيوخ لبث الرعب بقلوب الناجين وإرغامهم على ترك أديانهم ومذاهبهم، وخاصة أهل السنة، ونشر الصفوية بذات الطريقة التي تبناها اسماعيل الصفوي في إيران.

٣-أسلوب اعتقال الرجال، وتفريغ قرى وقصبات ونواحي وأقضية من رجالها، بحيث تبقى النساء والأطفال بلا مصدر رزق ولا معيل ولا حامي، أما الشباب والرجال المعتقلون فتتم تصفيتهم جسدياً والإعلان عن موتهم بصفة (جثث مجهولة الهوية)، هنا أيضاً تستثمر نتائج الإجرام في فرض التشيع الصفوي.

٤-إهانة أهل السنة بوسائل مختلفة، من بينها اعتبارهم ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الرابعة فما فوق، وفي هذه الأثناء يوضع البديل الوحيد أمام الناس ألا وهو البدء بممارسة ما يسمى بشعائر كربلاء، كالمشي سيراً على الأقدام لمئات الكيلومترات لزيارة المراقد والطبخ في عاشوراء وصفر وإقامة مواكب اللطم والعزاء وغيرها من مظاهر تعتبرها إيران من شروط التشيع الفارسي والذي يحقق لها الهيمنة الكهنوتية.

هذه بعض مظاهر العدوان الإيراني على شعب العراق، تنفذها ميليشيات إيران المنضوية تحت مسمى الحشد أو غير المنضوية، والعالم كله يسمعها ويراها بصيغة دفن للأحياء وذبح تندى له جبين داعش الإرهابية وإذلال للمعتقلين وذويهم، وشتائم لرموز تعتبرها إيران عدوة للتشيع الصفوي، كالخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم وأمهات المؤمنين كالسيدة عائشة عروس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إن ما يجري في العراق على يد الاحتلال الإيراني وأزلامه منذ عام ٢٠٠٣ وإلى الآن هو بطش وإرهاب وقهر عقائدي لإرغام العراقيين على اعتناق المذهب الإيراني ودين خميني، إن ما تقوم به إيران عملياً هو تصدير لثورة خميني تماماً كما خطط لها وأعلن عنها خميني عام ١٩٧٩ م بعد أن قامت أميركا باغتيال الدولة الوطنية العراقية وقيادتها وتدمير مؤسساتها وتشتيت شمل شعبها.





الثلاثاء ١٧ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة