شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن مواقف الأنظمة العربية عندما كان حزب البعث العربي الاشتراكي يقود السلطة والدولة العراقية مثالية ولا ملائكية، بل كان بعضها في غاية السوء، كانت دولتنا الوطنية قبل الاحتلال تتقاطع في كثير من مواقفها وعلى مختلف الصعد والمستويات مع العديد من الأنظمة العربية في مشرق الأمة ومغربها، لكن العراق دولة وقيادة وشعب لم يقف يوماً مع فكرة أو مع عدوان فعلي على أي قطر عربي، بل على العكس كان مستعد دائما للرد والدفاع والردع، وعندنا أمثلة كثيرة وبراهين قاطعة ومشرقة كإشراق شمس العرب، لم نسمع من الأب القائد أحمد حسن البكر ولا من الشهيد السعيد القائد صدام حسين ولا من قائدنا الأمين المجاهد البطل عزة إبراهيم ولا من أي قائد بعثي كلمة واحدة لا في ظروف الرضى ولا في ظروف الزعل ما ينوه ولو تنويها إلى احتمالات أن نبارك أو نرضى بعدوان أجنبي على نظام الأسد الذي وصفناه بالإجرام والخيانة وكان فعلاً مجرماً وخائناً، ولا غير نظام الأسد.

كانت فكرة مواجهة العربي للعربي بمشاكلهم وتقاطعاتهم هي التي تحكم مشهد علاقة العراقي بشقيقه العربي، لكن الاستقواء أو الاستنجاد أو الوقوف مع أجنبي أمر محرم، من المحرمات وخط أحمر لكل العراقيين أياً كان وصفهم السياسي أو العرقي أو الديني أو المذهبي.

وهذا ما يحكم موقفنا الآن كحزب مقاوم للاحتلال ولمنتجاته الإجرامية بعد سنة الغزو ٢٠٠٣.

لسنا فاقدي ذاكرة، لكننا أصحاب مبادئ.
لا تنقصنا المعلومات المعلنة وغير المعلنة، لكننا تحكمنا المبادئ القومية المؤمنة.
لا تعوزنا أدوات التحليل والاستنتاج والرؤى، لكننا أهل عقيدة قومية.

نعرف عز المعرفة من شارك بتهيئة الأرض والأجواء والأموال والإعلام والقواعد لغزو العراق وذبح نظامه وأحراره، لكننا لن نحيد عن ثوابتنا ولن نعبر خطوط العروبة والإيمان تماماً، مثلما لن نكفر بالله سبحانه مهما كانت الأقدار التي نتعرض لها والمآسي التي نواجهها بل نموت وننزف ونجوع ونتشرد ولكننا لن نكفر.

الإيمان بالله ثم العروبة ثوابت لن نتزحزح عنها.

نحن نعرف أكثر من أي عربي آخر أن نظام خميني ودولة الولي الفقيه التي أسسها خميني ومنذ توليها السلطة في إيران عام ١٩٧٩نعرف أنها سلطة ودولة وعقيدة مؤمنة وتم تنصيبها لتغزو الأرض العربية وتحتلها وتلتقي ضمناً وعلناً مع المشروع الصهيوني، وقد قاتلناها دفاعاً عن العراق والأمة، وقلنا وحذرنا ووعينا وثقفنا بصدق ونقاء وإخلاص بمخاطر المشروع الإيراني وتحالفاته مع الماسونية والصهيونية والامبريالية وغيرها.

لم يصدقنا بعض أشقائنا لا قبل غزو العراق ولا بعده....
وحذرنا من التشكيلات الحزبية والميليشياوية التي دخلت مع الغزو الأمريكي لبلدنا.

وحذرنا ولا زلنا نحذر من مغبة تصديق الخداع الفارسي وأعوانه وأدواته من المحسوبين على العرب، ولم يسمعنا أحد من الأنظمة العربية.
غير أننا نعمل بأصلنا القومي العروبي الوحدوي المؤمن بالله ثم الأمة، ولن نقف إلا مع نفسنا حتى لو كانت نفسنا تعاني ما تعاني.

لن نقف إلا مع العرب في المملكة العربية السعودية، وفي سوريا ولبنان واليمن والأردن ومصر والسودان، حتى لو استمرت السكين والخنجر تحز رقابنا وتقطع حبلنا الشوكي.

لا وألف لا للعدوان الإيراني على المملكة العربية السعودية.

ويتوهم ويخطئ من يظن أننا طاقة صوت وكلام شفاهي، فحين تقرر المملكة العربية السعودية الخروج من أقفاص وتعبر أسوار المواقف التي وضعت نفسها فيها وخلفها وتمد يدها لنا كأخوة وأشقاء، فإنها ستجد شعب العراق وقوى وجيوش وطنية عراقية تزلزل الأرض من تحت أقدام الفرس وأعوانهم، كلامنا واضح ولا يحتاج إلى قراءة ما وراء السطور ولا ما خلف التعبيرات، نحن مع المملكة العربية السعودية، ومع أمتنا العربية ضد العدوان الإيراني كما كنا ولا زلنا ضد العدوان الصهيوني.





الثلاثاء ١٧ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة