شبكة ذي قار
عـاجـل










التقديم : هذه المقابلة التاريخية اجرتها احدى الصحف العربية المعروفة مع الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير ، ولكنها ولاسباب نجهلها لم تنشرها ففقدت فرصة ان تكون اول من يقدم اجابات واضحة وكافية من صناع الاحداث الميدانيين على اسئلة جوهرية وحساسة تتمنى الملايين سماع الرد عليها، وليس افضل من يوضحها ويقدمها من الرفيق القائد عزة ابراهيم لانه القائد الفعلي للحركة الوطنية العراقية بعد الغزو ومهندس المقاومة العراقية ،اضافة الى انه الرجل الثاني في النظام الوطني ،فعندما يجيب على تلك الاسئلة التي يتكرر طرحها منذ سنوات يغلق ابواب التشويه والشيطنة وهما عماد الاعلام المعادي الصهيوني والغربي والايراني .

وعندما نؤكد بان المقابلة تاريخية فلانها حقا كذلك فهي تتضمن تسليط الاضواء من قبل القائد المجاهد عزة ابراهيم على مختلف القضايا التي حرمت الملايين عمدا من معرفة الرد عليها وبقيت اسيرة التخمينات والتضليل المتعمد ،خصوصا ما حدث بين العراق والكويت وطبيعة النظام الوطني وقواعد العمل التي حكمت مسيرته والتناسب بين الانجازات التاريخية لنظام البعث والاخطاء التي وقعت وهي اخطاء بشرية ولاصله لها بعقيدة الحزب وتأكيده على ان النظام الوطني قد حقق انجازات عظيمة تمثلت في بناء الانسان والمجتمع والدولة على اسس متقدمة وقوية، كما اكد القائد وقدم الشواهد على ان العراق هو ساحة المعركة الحاسمة في الامة العربية والمنطقة كلها وانه لايمكن للامة تحقيق الخلاص والنصر الا بتحرير العراق وعودته قلعة للصمود والردع لكافة اعداء الامة خصوصا ايران المجوسية.

ومن ابرز ما نبه اليه الرفيق القائد هو انه يحمل الكويت والقيادة العراقية مسؤولية معا ما حدث في عام ١٩٩٠ وما تبعه ،وانه يريد تجنيب الكويت والعراق وكافة المنطقة عواقب الاستمرار في التحريض ضد العراق ، كما انه نصح بضرورة معالجة موقف المملكة العربية السعودية غير الصحيح تجاه العملية السياسية في العراق بتجنب التعويل على رموزها فهي بكاملها تابعة لايران وتنفذ اوامرها بلا تردد، ولذلك فان الخطوة الشرطية لانقاذ الامة كلها هي عودة العراق القوي الذي يمكنه انهاء الخطر الايراني على الاقطار العربية، فكما ان القادسية الثانية انقذت الامة العربية كلها من خطر تصدير الارهاب الايراني تحت غطاء زائف هو ( نشر الثورة الاسلامية ) فان تغيير مجرى الصراع وبدأ الهجوم الدفاعي العربي العام رهن بتحرير العراق اولا .

وبناء عليه فان القائد المجاهد عزة ابراهيم يدعو دول الخليج العربي وكافة الاقطار العربية الى اتخاذ الخطوة الصحيحة في انقاذ الامة وهي دعم نضال القوى الوطنية العراقية،خصوصا حزب البعث العربي الاشتراكي والمقاومة العراقية، كي تحرر العراق وتعيده مصدا ورادعا للمطامع الايرانية المتطرفة وركنا اساسيا لاستقرار وامن الامة العربية .

وبناء على ما تقدم ننشر هذه المقابلة لنتيح لشعبنا العربي في كل مكان الاطلاع عليها والحصول على اجابات مهمة جدا على اسئلة كثيرة ونزيح التفسيرات المغرضة التي روجت من خلال استغلال التعتيم الاعلامي على نضال الشعب العراقي وطليعته المجاهدة حزب البعث العربي الاشتراكي .

الرفيق المشرف على الاعلام في قيادة قطر العراق


بسم الله الرحمن الرحيم

ابتداءً شكري الجزيل للأخ المدير الأقليمي للصحيفة على طلبه الحوار معنا في هذه المرحلة العصيبة التي تعيشها الامة العربية ، وشكري أجزل وأبلغ على أسئلته التي جمع فيها كل ما يقوله اعداء البعث والامة عن البعث بهدف شيطنته واجتثاثه فأهلاً وسهلاً بك وبصحيفتك :

س١ : يتسائل الناس أين أنتم ومن يتستر عليكم ، رغم إن الأحتلال الأمريكي والإيراني يبحثون عنكم ؟
ج ١ : نحن عند حزبنا المجيد وعند شعبنا العراقي العظيم يحتضننا ويلتف حولنا أوفينا له بعهودنا فأوفى لنا بعهده نتصدى به وبطليعته حزب البعث العربي الاشتراكي لقوى الغزو والاحتلال وعملائهم وأذنابهم ، ارجوا ان تتذكر ويعلم شعبنا العربي في وطننا الكبير ان شعب العراق بين عمر الستين عام والست سنوات عند غزو العراق هم شعب البعث وهم شعب الثورة وهم الشعب الذي صاغه وأعده البعث وهم الشعب الذي بنى أغلى وأعظم تجربة تنموية حضارية انسانية في العراق بقيادة البعث ، وهم الذين حطموا العدوان الخميني الفارسي على العراق والامة ، فهؤلاء يؤمنون بعقيدة البعث ونشؤوا عليها وهي عقيدة الامة العربية عقيدة الرسالة الاسلامية الخالدة ولذلك استهدفهم الاحتلال جميعاً ولم يفرق بينهم وبين البعثي المنظم في الحزب ، فقتلوا منهم مليونين ونصف المليون ووضعوا في السجون الرسمية والسرية اكثر من مليون عراقي وشردوا الملايين ودمروا حياتهم، فأنا عند هؤلاء جميعاً فهم حصني الحصين بعد الله القوي العزيز بهم اصول وأجول وبهم أقاتل وبأذن الله وقوته وبهم سأنتصر، أما الذي تراه ظاهراً في العراق على واجهات الاعلام المزيف المعادي للبعث والامة فهؤلاء حفنة من العملاء والخونة لا يمثلون ١% من شعب العراق ، ٩٠% منهم جاءوا من الخارج تربوا على موائد اعداء الامة ورسالتها وأنا لست مختبئاً وانما أدير وأقود معركة التحرير وفي كل ميادينها العسكرية والسياسية والشعبية والاعلامية والامنية وأعبئ ليل نهار وأتنقل حيث أشاء ويتطلب العمل.

س٢ : إن خطابكم الأخير ، فسر بإنه يمثل آخر خطاب وداعي، وكأنك تطلب التوبة وتتبرأ من كل ماحصل من هفوات أثناء حكمكم للعراق، فمن المسؤول عن إحتلال العراق وتحطيمة وتقزيمة بهذا الشكل المأساوي ؟
ج ٢ : أشكرك على هذا السؤال المهم للغاية الذي أشاع ونشر معانيه ومقاصده قوى الاحتلال وقوى الاجتثاث للنيل من البعث وثورته وتجربته العظيمة وللنيل من قيادته الباسلة وقائده الذي دوخهم وقزمهم ويتحداهم ليل نهار وعلى مدى ستة عشر عاماً أقول :

أولاً ان الخطاب الاخير عندي يمثل قمة الاستقرار النفسي والروحي والاطمئنان على مسيرة الحزب والجهاد لما حققنا من انتصارات وتقدم خلال الستة عشر عام من النضال والكفاح المسلح وهو يمثل الصاعقة العنيفة التي ضربت رؤوس وقلوب الاعداء وخاصة ايران وعملائها واذنابها وعندي مئات الشواهد أذكر بعضها فقط لكي لا أثقل عليكم :

الشاهد الاول هروب الجيوش الغازية تحت وطأة ضربات المقاومة الوطنية والبعثية بعد تكبدها خسائر فادحة لم يعد اليوم بالامكان تغطيتها أذ اعترفت احدى مؤسسات الجيش الامريكي الرسمية ان قتلاهم بلغوا ( ٧٣ ) الف قتيل واحصائياتنا تقول ( ٧٥ ) الف قتيل أما في الجانب الاقتصادي فقد اعترف الرئيس الامريكي ترامب رسمياً بخسائر اقتصادية بلغت ثلاث ترليونات دولار كادت هذه الخسارة ان تطيح باقتصاد امريكا والاقتصاد العالمي.

الشاهد الثاني فأن ايران الصفوية التي استلمت العراق بعد هروب الامريكان هي وأذرعها في أمتنا ومشروعها الاستعماري الاستيطاني في العراق وعملائها واذنابها وعمليتها السياسية في أسوء احوالها منذ الاحتلال الى اليوم ولا احد يعرف متى سينتفض شعب العراق ويكتسح ايران وعملائها واذنابها وعمليتها السياسية.

وأنت تعلم ان الاحزاب الثورية التاريخية الرسالية لا تزيدها المحن والمصاعب والمشاق وطول المسير الا صقلاً وطهارةً ونقاءً وايماناً بحتمية نصرها وتحقيق اهدافها ويكفيني استقراراً واطمئناناً وعزاً وزهواً أني على مدى ستة عشر عاماً اقاتلهم وجهاً لوجه واتحداهم كل يوم هذا كله يمثل انتصاراً تاريخياً كبيراً ومجيداً للبعث ولشعب العراق العظيم يجعلني اطمئن على البعث وعلى العراق وأنام ملئ عيني مهما تكالب الاعداء وتكاثر المطاردون.

فاقول اليوم وبمناسبة أسئلتكم التي تنقل الينا ما يقوله الغزاة وعملائهم حتى التزوير والتضليل كما قال سيدنا الحمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه في معركة بدر للمشركين عند المنازلة ( ها أنا ذا وهذا علي وهذا عبيدة ) فأقول ( ها انا ذا امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي امين سر قيادة قطر العراق القائد الاعلى للجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة الوطنية وهذا البعث معي في ميدان المنازلة ) أتحدى ايران وعملائها واذنابها وعمليتها السياسية بأذن الله وقوته وبهمة المجاهدين وبالتفاف الشعب حول البعث واحتضانه على مدى ستة عشر عام من فضل الله وأنت تعلم لقد عبئوا الملايين من المقاتلين الرسميين والسريين امريكا وايران واسرائيل وبعض الدول العربية للأسف لمطاردة الامين العام فباءوا بالفشل والخسران وهم يرتجفون اليوم من البعث وأمينه العام ويحسبون كل صيحة عليهم هم العدو قاتلهم الله أنى يؤفكون.

أما ما حصل في العراق خلال حكم الحزب وثورته فهو تاريخ مجيد وعزيز وعز وشرف للعراق والامة العربية نفتخر به ونعتز به ونقدسه ولا يمكن ان اجيب على ما حصل في العراق من نهضة وتطور وحضارة وقوة ومنعة للعراق والامة في هذا الجواب على سؤالك لأن ما حصل لا تستوعبه ولا تحويه مجلدات وسيظهر للامة بأذن الله لأنه أصبح ملكها وجزءً من تراثها العزيز وتاريخها المجيد ، أما الاخطاء فقد حصلت اخطاء كثيرة كبيرة وصغيرة وسبحان من لا يخطئ بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كل أبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) كيف لا يحصل الخطأ في مثل هذه المسيرة العملاقة ونحن في البعث مطلوب منا ومفروض علينا في دستورنا وفي نظامنا وفي عقيدتنا ومبادئنا ان ننتقد مسيرتنا ونشخص ايجابياتها وسلبياتها ونشخص اخطائها وهفواتها لكي تكون لنا دروساً وعبراً للمستقبل وهكذا شأن كل الحركات الثورية التاريخية الرسالية وأن نقد التجربة وتشخيص اخطائها وهفواتها يمثل أعلى درجات الشجاعة والجرأة والمسؤولية ويمثل قمة الصدق مع الله ومع الشعب ويمثل قمة الاخلاص للبعث ولمسيرته الصاعدة، فأنا والحمد لله المسؤول الثاني عن المسيرة وأتحمل المسؤولية بكل تفاصيلها من موقعي الحزبي والرسمي بايجابياتها وسلبياتها ولا أخاف في ذلك لومة لائم لأن المسؤولية في البعث حسب عقيدته ودستوره ونظامه جماعية وليس فردية ، أي قرار يصدر فهو يمثل الجميع حتى لو أختلف البعض مع الذين قرروا ذلك القرار فأنا أؤكد للدنيا كلها كنت ولا زلت عندما أعترض على أي قرار للقيادة ومهما كان نوع اعتراضي من القوة والأهمية عندما يصدر هذا القرار من القيادة ويصبح قرار رسمي كنت ولا زلت من أكثر المسؤولين حماساً لتنفيذه هكذا يفرض علينا دستور الحزب ونظامه وليعلم شعبنا وأمتنا ان الاخطاء والهفوات في مسيرة حزب البعث يرتكبها المناضلون وقيادات الحزب والحزب كعقيدة ومبادئ واهداف بريء منها.

اما المسؤول عن احتلال العراق فهو :
١ – الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني والاستعمار الغربي
٢ – ايران الصفوية المجوسية وعملائها واذنابها
٣ – كل النظام العربي وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها الكويت عدا المملكة لأنني أعلم ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز رحمة الله عليه رفض احتلال العراق.

٤ – قيادة العراق لأنها لم تُحسن إحباط المؤامرة الدولية الكبرى على العراق لأنها أعطت بعض الثغرات لقوى الغزو والاحتلال وخاصة دخول الكويت ، والهدف الاساسي والرئيسي من احتلال العراق هو لتدمير تجربته الرائدة واقصاء قيادته الفذة وايقاف نهوضه الحضاري بعد ان تجاوز الخطوط الحمر التي تضعها القوى الاستعمارية للانظمة العربية وأصبح يمثل مركز اشعاع للامة ولمسيرتها التحررية، وان الحقيقة التي لا جدال فيها هي ان الغزاة قرروا غزو العراق قبل هذا الوقت بسنين ، قرروا غزو العراق منذ نجاح ثورة ١٧ - ٣٠ تموز المجيدة عام ١٩٦٨ ومنذ أمم البعث نفط العراق ومنذ اليوم الاول الذي اطلق فيه تنميته الانفجارية ومنذ ان بنى السدود والمشاريع الصناعية والزراعية العملاقة ومنذ أن أنتصر على الغزو الفارسي في ٨/٨/١٩٨٨ ومنذ ان استكمل بناء جيشه الوطني العقائدي ومنذ ان بنى جيش العلماء والخبراء ولقد أرعبهم اكثر لما صار مثلاً لاحرار الامة ودخول العراق الى الكويت سهل لقوى الغزو التحشيد لغزوه بعد ان تجرد من عمقه القومي.

س ٣ : يقال بأن الأمريكان لايريدون القبض عليكم ، ويستخدمونكم كورقة ضغط متى ما ارادوا ماهو تعليق سيادتكم ؟؟
ج ٣ : امريكا هي المسؤول الاول عن غزو العراق وتدميره وهي المسؤول الاول عن اجتثاث البعث وحظره ومحاصرته ومطاردة قيادته وكادره وفي مقدمتهم امين سر القطر القائد الاعلى للجهاد والتحرير وهي المسؤولة عن قتل مئة وسبعون الف بعثي يتقدمهم الشهيد القائد صدام حسين ولا زالت الى اليوم ولولاها ولولا حصارها علينا لما حاصرنا الاشقاء في النظام العربي ولو ان عمقنا العربي ساندنا ويساندنا اليوم لطردت ايران وعملائها قبل هذا الوقت ولعاد العراق ردءاً للامة العربية ونصيراً ، وأنا شخصياً وفق تربيتي البيئية والبعثية الوطنية القومية لا نرتهن الا لله ولن نكون اداة الا لله يسلطنا على اعدائه كما سلط رسوله وانبيائه على الطغاة والظلمة والجبابرة.

س ٤ : لماذا أحتل العراق بهذا الشكل الدراماتيكي السريع، وغير المتوقع ؟ فهل الخيانة لعبت دور سلبي وكبير ، أم سوء إدارة من القيادة العراقية التي كنتم تتبوؤنها ؟؟
ج ٤ : الاحتلال ليس سريعاً قياساً في معادلة القوى وحاشى جيش القادسيتين المجيدتين ان تحصل في صفوفه الخيانة ، ثلاثة عشر عام من الحصار المطبق على العراق وجيشه البطل وقبل ذلك سبعة عشر عاما من الحروب وعلى رأسها حرب القادسية ثمان سنوات قدم فيها جيش العراق اغلى التضحيات وأوسعها دفاعاً عن الامة وعن منطقة الخليج العربي بشكل خاص وجنابك تعلم ما معنى حصار ثلاثة عشر عام في زمن التقدم والتطور فيه بالايام والساعات ولدولة ناهضة في بداية الطريق الصحيح لنهوضها قاتل جيش العراق البطل قوى الغزو والمتفوقة عليه في كل شيء براً وبحراً وجواً قتالاً شرساً وباسلاً ومجيداً حتى أجبر الغزاة في بعض المعارك الى استخدام الاسلحة المحرمة دولياً كما حصل في معركة المطار ، لقد أدى هذا الدور جيشنا المجيد بسلاح الايمان بالله والوطن وبروحية وهمة الصدق والاخلاص والتفاني وبشرف الجندية التي تميز بها جيش العراق العظيم لقد استسلمت فرنسا لألمانيا في الحرب العالمية الثانية بسبعة ايام بتفوق بسيط لالمانيا وكانت فرنسا دولة عظمى يكفي جيش العراق العظيم وقيادته الباسلة فخراً أنهم قاتلوا اكثر من اربعين جيشاً وعلى رأس تلك الجيوش جيش القطب الأوحد وجيش بريطانيا العظمى لقد سجل تاريخنا وقفة الجيش العراقي ضد قوى الغزو والعدوان وضد الاحتلال في حرب التحرير بأحرف من نور وستظهر قيمة ادائه وبسالته وتضحياته على حقيقتها بعد حين وستنهل جيوش الامة الدروس البليغة من وقفته وعبقريته وابداعه في كل معاركه ويكفي جيش العراق وقيادته أنه لم يستسلم كما في كل الحروب الكونية والاقليمية ويكفي قيادة البعث والثورة عزاً وشرفاً انها لم تستسلم للغزاة المحتلين بل قادت جيشها وشعبها وحزبها فوراً الى حرب تحرير مجيدة حققت اكبر واعظم انتصار في تاريخ الامة المعاصر كذلك سيظهر تأثير معركة حرب التحرير وحقيقتها بعد ان تتوقف او تخف حملة التضليل والتزوير والتشويش والحصار ، فأنا سعيد أني كنت جزء من تلك القيادة واني كنت نائباً للقائد العام لقواتنا المسلحة الباسلة وأنا اليوم أسعد من أي يوم مضى بأني القائد العام لها وسعيد بأدائها الرسمي ضد قوى الغزو والعدوان وبأدائها في حرب التحرير وتضحياتها ، وليعلم أبناء أمتنا العربية ان جيش العراق هو الذي خطط وقاد المقاومة بكل اشكالها والوانها من اقصى يسارها الى اقصى يمينها.

س ٥ : لماذا انقسم المجتمع العراقي هكذا ، وفجأة تخلى عن وطنيته وعروبته بهذا الشكل ؟
ج ٥ : حاشى شعب العراق المجيد صاحب التاريخ والحضارة لم ينقسم الشعب العراقي ولا يمكن لشعب العراق صاحب الحضارة العظيمة والتاريخ المجيد ان ينقسم وانما الغزاة أرادوا تقسيمه فأدخلوا الطائفية وأججوها وأشعلوا نيرانها وسلموا العراق الى ايران الصفوية لتأجج الطائفية والعرقية والدينية وتسعيرها فباءوا بالفشل والخسران المبين لقد أصطدموا بوحدة الشعب التاريخية وانحصر الانقسام في صفوف الطائفيين والعنصريين من العملاء والخونة الذين جاء بهم الاحتلال وعلى رأس مشروع الانقسام والتخريب والتدمير هم الصفويون الفرس التكفيريون والسنة السلفية المتطرفون التكفيريون وأي طائفي او عنصري شوفيني بغيض او ديني متعصب فهو لا يُعد ولا يُحسب على الشعب العراقي ، سيبقى الشعب العراقي جمجمة العرب ورمح الله في الارض بأذن الله ، ان من اهم اهداف الاحتلال هو تجزئة الشعب والوطن ففشلوا امام وحدة الشعب العراقي وانت حضرتك اعلامي ومثقف فأنظر الى موقف الشعب الموحد ضد الاحتلال وضد عمليته السياسية المقيتة فسترى صوت ابن البصرة في حراكه ومظاهراته هو نفس صوت ابن نينوى وصوت ابن الانبار ورأيه وموقفه هو نفس رأي وموقف أبن النجف وكربلاء ولا يوجد في الدنيا شعب اكثر تمسكاً بوطنيته وقوميته من شعب قدم مليونين ونصف المليون شهيد دفاعاً عن وطنه وعروبته ووحدته ووحدة ارضه.

س ٦ : لماذا غزيتم الكويت أثناء ماكنتم بالسلطة ، ولماذا الآن تطلبون الصفح وطي صفحة الماضي وانتم خارج السلطة ؟
ج ٦ : ان موضوع العراق والكويت كان يمثل جزء من المؤامرة الكبرى على العراق أولاً ونظامه الحضاري ثم على الامة العربية ، دفعوا القيادة العراقية اليه بقوة لدخول الكويت وأشترك في دفع العراق واجباره على دخول الكويت القوى التي غزت العراق ، ولو يتسع المجال وأشرح لك موقف الكويت وتصرف قيادته بعد انتهاء حرب القادسية خرج العراق من تلك الحرب تنزف جراحه فحوصر فوراً ودفعوا الكويت لتكون أحد الادوات الاساسية في حصار العراق ثم موقف امريكا وانكلترا وحلفاء امريكا وانت تعرف ذلك حتماً ولكن بالرغم من ذلك كله كان المطلوب من القيادة العراقية ان تتحمل اكثر ولا تلجأ الى دخول الكويت.

وأعلم ايها الاخ العزيز أننا لا نطلب الصفح الا من خالقنا لأننا على الحق المبين ولو أننا في البعث من الذين يطلبون الصفح والعفو ويدلسون على دينهم واوطانهم وحقوقهم لطلبنا العفو من الذين هم اكبر من الكويت الاف المرات وهم أساس مشكلتنا وقضيتنا ، ان الذي دفعنا لدعوة الكويت لطي صفحة الماضي هو حرصنا على الكويت أولاً ثم على العراق والامة ، لأن البعث وشعب العراق يعتبر الكويت شريك أساس في كل ما حصل للعراق والبعث من غزو واحتلال وقتل وتشريد وتدمير ، لهذا السبب طلبنا من الكويت ان توقف عدوانها على البعث وشعبه الذي أمتد منذ دخول الكويت الى اليوم وتمد للبعث يد الاخوة والمصالحة كي نستطيع تخفيف التعبئة النفسية لدى البعث والشعب ضد الكويت ، لأن البعث سيعود في العراق وفي اقطار عربية اخرى عاجلاً أم آجلاً وان بقيت الكويت تنكأ جراح البعثيين وشعبهم سيتكرر ما حصل بين الكويت والعراق فتخسر الكويت ويخسر العراق ويخسر البعث وتخسر الامة ، هذا هو هدف رسالتي الى الكويت.

س ٧ : اين قادة المقاومة وقادة حزبكم ، ولماذا تلاشت المقاومة تحت أكثر من مسمى ؟
ج ٧ : المقاومة وقادتها على أرض العراق مع شعبها ومع حزبنا وقادته يعدون العدة ليوم التحرير ، وهي اليوم أفضل مما كانت عليه من قبل أذ اعادت تنظيم نفسها مستفيدة من أعظم وأوسع وأعمق تجربة خاضتها مع الغزاة ، والمقاومة ليس لها مسميات وعناوين غير أسم وعنوان المقاومة الوطنية مقاومة الغزاة لتحرير الوطن يحتضنها شعب العراق ويمدها بماله وابنائه يحلم اعداء الله واعداء البعث ان تتلاشى المقاومة ويتمنون على الله الاماني وهي تقف لهم بالمرصاد كالطود الشامخ.

س ٨ : بعد إجتثاث حزبكم هل تعتقدون أنه اصبح من الماضي ، أم يعاود نشاطة تحت مسميات أخرى ؟
ج ٨ : اشكرك جداً على هذا السؤال وأقول يخسئ اعداء البعث والامة إن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الامة ورسالتها الخالدة عصيٌ على الاجتثاث لأن اجتثاثه يعني اجتثاث العروبة ، واجتثاثه يعني اجتثاث الشعب العراقي برمته وهذا الامر مستحيل، وانظر الى نتائج الصراع على امتداد ستة عشر عاماً من الاجتثاث كيف أنتصر الحزب بشعبه فأجتث الغزاة وعملائهم وقزمهم ، انظر الى قوى الاجتثاث امريكا العملاق المتمرد على العالم ، امريكا القطب الاوحد ترتجف من ميليشيات ايران في العراق ولبنان وسوريا واليمن ، واصبحت بعد طردها من العراق تتوسل وتترجى ان تعطيها ايران وميليشياتها بعض الوجود الاستعماري في العراق.

الميليشيات الايرانية تهدد وتضرب ، ضربت قنصليتهم في البصرة وضربت سفارتهم في بغداد ولم ترد امريكا ولم تحرك ساكناً اتجاه هذه المهانة ، امريكا لا زالت جراحها تنزف من ضربات المقاومة الباسلة وانظر الى العملية السياسية الخرقاء كيف يتهاوى بنيانها وترتعد وترتجف عناوينها من حزب البعث ومقاومته رغم كل ما فعلوا مجتمعين ومتحدين ضد الحزب والمقاومة ، حزبنا لا يختفي تحت أي عنوان غير عنوان ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ، حزب البعث اليوم هو اللاعب الاساسي بل الوحيد في الداخل وفي الخارج معه المعارضة الوطنية والقومية والاسلامية الواسعة ضد الغزو والاحتلال الفارسي الصفوي.

س ٩ : لماذا انشق الحزب على نفسه الى شطرين ؟ هل كان ذلك بسبب الخلاف العقائدي أم بسبب الخلافات المادية ؟
ج ٩ : الحزب لم ينشق منذ تأسيسه الى اليوم وسوف لن ينشق الى قيام الساعة وانما يتساقط من صفوفه الخونة والعملاء والعاجزين والمستيئسين والجبناء والمنهزمين ، فالحزب بتساقطهم يزداد تألقاً وسمواً ويزداد صفاءً ونقاءً ويزداد قوة وصلابة وهذه الحقيقة معروفة لدى الدنيا كلها ولكن من يروج ويبث مثل هذه الطروحات هي قوى الاجتثاث ايران وعملائها وان اشاعة وترويج مثل هذه الطروحات يخدم المشروع الايراني في العراق والامة.

س ١٠ : في خطابكم الأخير تقولون أن العراق جزء من الكويت ، ماذا تقصدون بذلك ؟
ج١٠ : نقصد نحن في البعث أن وطننا العربي وطنٌ واحد من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي ونقصد ان شعبنا العربي شعبٌ واحد من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي فأنت مني وأنا منك وما حصل للشعب العربي ووطنه من تجزئه وتقسيم وتفتيت قامت به قوى البغي والعدوان والاستعمار فهو مرفوض عندنا رفض مطلق وزائل بأذن الله وسيأتي اليوم الذي يتوحد فيه الوطن الكبير ويتوحد الشعب العظيم وتعود الامة العربية الى دورها الحضاري والانساني بين الامم كما كانت على مر العصور.

س ١١ : يقال لما كنتم على رأس السلطة ، كان لكم دور المحرض ضد الكويت ، كيف تبررون ذلك ؟؟؟
س ١٢ : ويقال أيضا لما كنتم تقودون المفاوضات تحت رعاية المملكة العربية السعودية ، كان دوركم غير واضح وغير مقنع للطرف الآخر ؟؟

ج ١١ و ١٢ : السؤال ١١ والسؤال ١٢ في معنى واحد.

أرجوا ان تعلم ويعلم العالم كله ان المسائل الاساسية في حزبنا وفق دستوره ونظامه غير مسموح التعامل معها شخصياً من أي شخص في الحزب مهما كان موقعه حتى الامين العام للحزب ، ولذلك فأني جئتُ الى المملكة للقاء الاشقاء الكويتيين احمل رأي القيادة وموقفها من المشكلة التي أثارتها قوى البغي والعدوان المتآمرة على العراق وحركت الكويت لتنفيذ الجزء المهم منها في تخفيض سعر النفط وقطع المساعدات لإيذاء العراق الذي خرج تواً من ملحمة الدفاع عن الامة وخاصة دول الخليج العربي منهك ومثقل بالديون ، جئت الى المملكة أحمل مشروع مكتوب عنوانه ( قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ) والجانب الكويتي كان هو الذي لا يستمع الينا مدفوعاً من قبل قوى الغزو وبقوة ضد الاستماع الى مطالب العراق المشروعة والملحة .

س ١٣ : سؤال افتراضي ، لو دارت عقارب الساعة ، هل إنكم ستقودون العراق كما كان في الماضي ، ام انكم استفدتم من دروس الماضي ؟؟
ج ١٣ : السؤال ليس افتراضي وانما هو واقعي ، سيعود البعث بأذن الله ويعود وفق عقيدته واستراتيجيته بعيدة المدى مستفيداً من تجارب الماضي وعلى راسها تجربة الحكم بايجابياتها الهائلة وبسلبياتها وقد انجزنا مهمة تقييم التجربة وشخصنا اخطائها.

س ١٤ : ماذا عن علاقاتكم العربية ، وهل تتواصلون مع اي دولة عربية ؟؟
ج ١٤ : نعم علاقتنا طيبة وطبيعية مع كل الدول العربية عدا الكويت والنظام السوري ونتواصل مع بعضها ولنا علاقات تعاون مع بعضها والبعث مفتوح على جميع الدول العربية بغض النظر عن موقفها منه.

س ١٥ : في خطاب لكم سابق أمتدحتم تنظيم القاعدة، وايدتم ( داعش ) صراحة ، وبعد فترة أستنكرتم اعمالهم ، كيف ولماذا هذا التحول ؟؟
ج ١٥ : لم أمتدح تنظيم القاعدة ولم نؤيد داعش ولم يذكر اسم داعش في الخطاب.

وانما امتدحت المقاتلين الذين حرروا الموصل وصلاح الدين وذكرتهم بالاسماء وعلى رأسهم جيش رجال الطريقة النقشبندية والفصائل الاسلامية ومقاتلي القاعدة ، وحذرت في نفس الخطاب القاعدة وداعش من التعرض لما يسمى بالجيش العراقي ولقوى الامن ولموظفي الدولة وخاصةً لابناء الجنوب والفرات الاوسط وذكرتهم ان هؤلاء هم الذين ركعوا الفرس وجرعوا الخميني السم الزعاف.

ان العداء بين البعث والفكر الاسلامي المتطرف التكفيري عداء عميق ودائم هم يكفرون البعث والبعث يعتبرهم من اخطر اعداء الامة على الاطلاق وارجع الى الخطاب واقرأه جيداً ، لكن الاعلام المعادي للبعث ولشعب العراق وللامة العربية وأخص منه اعلام ايران وعملائها هو الذي حرّف وزور وشوش على الخطاب ، واليوم أؤكد لك وللعالم كله لو ان أي قوة في الكون تأتي لطرد الفرس وعملائهم من العراق عدا اسرائيل وداعش لوقفنا معهم وقاتلنا الى جانبهم لتحرير بلدنا من الفرس الصفويون.

س ١٦ : كيف ترون مستقبل العراق الآن ؟
ج ١٦ : العراق اليوم على كف عفريت في ان تبتلعه ايران الى الأبد ان لم ينهض شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والاسلامية وفي مقدمتهم البعث وبمساندة قوية من الامة ودولها ومن احرار العالم وارى ان هذه النهضة والثورة قادمة بأذن الله وذلك بعد ان يتأكد ويقتنع النظام العربي ان الفرس قادمون اليهم ان لم يتحرر العراق.

س ١٧ : هل حصل بينكم وبين الحكومة العراقية الحالية أي مفاوضات مثلا ؟
ج ١٧ : نحن لا نعترف بالعملية السياسية اساساً فكيف نتصل او نتفاوض مع حكومتها الذين هم زمرة من السراق والخونة والعملاء ومهمتهم الاساسية تنفيذ المشروع الفارسي الصفوي الاحتلالي الاستيطاني في العراق، وهم الاداة الاساسية لتنفيذ مشروع حظر البعث واجتثاثه .

س ١٨ : ماذا تتوقعون لجارتكم ( ايران ) هل سيستمر نفوذها بالعراق ؟
ج ١٨ : نعم سيستمر نفوذها بل ستستمر سيطرتها على العراق الى ان يتصدى لها شعب العراق أولاً ثم قوى الخير في الامة وفي العالم وأرى هذا التصدي قادم بأذن الله وخاصة حين يصحو النظام العربي ويفهم خطورة الوجود الايراني في العراق على دولهم وعلى الامة ووطنها الكبير بشكل عام وخاصة دول الخليج العربي وعلى راسهم المملكة العربية السعودية فيقدموا الدعم الشامل لشعب العراق ومقاومته وفي طليعتها حزب البعث.

س ١٩ : كيف تنظرون الى دور المملكة العربية السعودية ، خصوصا بعد تقاربها ودعمها للعراق الآن ؟
ج ١٩ : ننظر الى دور المملكة من حيث المبدأ دوراً رائداً وحاسماً في الدفاع عن الامة ومصالحها العليا وخاصة على يد قيادتها الحالية التي تمثل اكثر ما اتمناه شخصياً لأمتنا ودولها وقياداتها في ان تتمازج في قياداتها الحكمة والتجربة والخبرة بما يمثله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وروح الشباب والنهوض والانفتاح والتجديد الذي يمثله سمو الامير محمد ولي العهد ، واعتقد ان المملكة خلال العقدين القادمين أذا سلمها الله سبحانه من المؤامرة الكبرى القائمة على الامة والتي تستهدف المملكة اولاً ثم مصر لثقلهما المعروف في الامة ستصبح المملكة خلال العقدين القادمين في مصاف الدول العظمى أقتصادياً وعسكرياً وحضارياً ونحن مع المملكة مهما اختلفنا ، اقصد مع استقرارها ونهوضها وتطورها.

اما موضوع تقاربها ودعمها للعراق فقد أضر ضرراً بليغاً وخطيراً بشعب العراق ومقاومته ومعارضته ، ونحن متأكدون وليس مجرد وجهة نظر ان دعم المملكة للعراق أي لحكومة العملاء والخونة سيصب في مصلحة ايران مباشرةً ، لأن حكومة العملية السياسية حكومة ايرانية صرف وليس موالية لايران فقط ، ايران التي تقودها في كل تفاصليها السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية وما يظهر على السطح من سجالات ونقاشات فهو يقع تحت رعاية ايران وترتيبها ، ان معلوماتنا المؤكدة حتى العناوين التي تسمى جزافاً ( سنة ) وقعوا لايران بالولاء المطلق بعد تهديدهم بالقتل من الميليشيات.

أملي ان تنتبه المملكة الى هذه الحقيقة والمملكة حرة في تصرفها وهي أعلم منا بمصالحها العليا ولكن أؤكد ان الضرر الناتج عن موقف المملكة من حكومة العملاء الصفوية واضح وصارخ وتستغرب الملايين العراقية المشردة والمهجرة والتي قتل ابنائها وانتهكت اعراضها من هذا الموقف الذي يصب مباشرة في خدمة مشروع الاحتلال الايراني الصفوي للعراق.

س ٢٠ : هل ما زالت فصائل المقاومة موجودة في العراق وفاعلة ؟
ج ٢٠ : لقد اجبنا على هذا السؤال ، نعم موجودة وقائمة على افضل مما كانت عليه تنظيماً وتدريباً واستعداداً لتنفيذ مهامها مستفيدة من تجربة الماضي .

س ٢١ : انتم اوقفتم مقاومة الامريكان بعد انسحابهم في ٢٠١١ م ، وتسمون التواجد الايراني احتلالا اخرا فلماذا لم تقاوموه ؟
ج ٢١ : نحن في الحزب وفي القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي جيش رجال الطريقة النقشبندية حرمنا سفك الدم العراقي منذ اليوم الاول لانطلاق المقاومة عام ٢٠٠٣ الا في اطار الدفاع عن النفس ، وحرمنا قتل المدنيين او خطفهم من الامريكان وكل رعايا الدول الغازية.

والاحتلال الفارسي ليس من قبل جيش الفرس حتى نقاتله بل جيش الاحتلال هو عراقي ، الجيش عراقي واجهزة الامن عراقية ومسؤولي الادارة والاقتصاد عراقيين ولكن ولائهم لايران مطلق ، والقسم الاكبر من هذه الاجهزة هدفه العيش وليس هدفه العمالة والخيانة ، مجموعة العملاء والخونة معروفين قلة قليلة والمقاومة لديها مهام وفق هذه الصورة وتنفذها يومياً.

س ٢٢ : الا ترى ان العراق تجاوز مرحلة الحزب الواحد . وان حزب البعث لم يعد مؤثرا في الساحة العراقية ؟
ج٢٢ : لم يكن البعث في يوم من الايام يؤمن بحكم الحزب الواحد وانما يؤمن وفق عقيدته ومبادئه بحكم الشعب من خلال قواه الوطنية والقومية وعبر الصيغ والوسائل الديمقراطية الشعبية وليست ديمقراطية الغرب الاستعماري ، والعمود الاساس للديمقراطية الشعبية هي صناديق الاقتراع الحر الشفاف ، فيختار الشعب من خلالها من يقوده وللبعث انجازات كبيرة ومشهودة في هذا الميدان ، فقد حقق أول تحالف جبهوي واسع مع مجموعة الاحزاب العراقية الوطنية والقومية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي قبل ثورة تموز ١٩٥٨ وتولت هذه الجبهة الحكم حتى انحرف الحزب الشيوعي فانفرطت الجبهة، وبعد ثورة ١٧ - ٣٠ تموز عام ١٩٦٨ التي نفذها البعث وحده عملَ بسرعة على إقامة جبهة وطنية وقومية واسعة اشتركت فيها كل الاحزاب الوطنية والقومية التقدمية بدون استثناء وكان على رأس الجبهة مع حزب البعث العربي الاشتراكي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني والقوميون العرب وحققت الجبهة اهم الانجازات في زمنها تم تأميم النفط واصدار قانون الحكم الذاتي لشعبنا الكردي حتى تخلى الحزبان الرئيسان الشيوعي والديمقراطي عن الجبهة وتمردا وبدأ القتال مع الاكراد في الشمال ومع الحزب الشيوعي في جنوب العراق أذ أعلنا حرب عصابات ضد الثورة.

وقبل الاحتلال قد أعلن البعث عن اعداد قانون جديد للاحزاب والصحافة ودعا جميع الاحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية والقومية المعارضة للعودة الى العراق لاقامة الجبهة أو لتوسيع الجبهة التي كانت قائمة ، وفعلاً عادت بعض الاحزاب ولكن المؤامرة الدولية لم تسمح للعراق ان ينهض ويتقدم ويحشد خلفه قوى الشعب التحررية قوى الثورة فاستعجلوا على غزوه.

اما بعد الاحتلال فقد بادر الحزب فوراً الى الاتصال بكل القوى الوطنية والقومية والاسلامية ودعاها الى اقامة جبهة كفاح ضد الغزو والاحتلال ، وفعلاً قامت الجبهة ولا زالت قائمة وقد لعبت دوراً مهماً في حشد الشعب وطاقاته خلف المقاومة التي حطمت جيوش الغزو فولت هاربةً .

هذا هو البعث وفق عقيدته وفكره واستراتيجيته بعيدة المدى ودستوره ونظامه ، لقد أكد البعث في استراتيجيته وفي برنامج التحرير والاستقلال وفي المشروع الوطني المعلن على الملأ ان الحل الشامل لمشكلة العراق هو تحريره من الاحتلالين الامريكي والصفوي واقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي تتاح فيه الفرصة لشعب العراق لاختيار نظامه وقيادته وحكومته من خلال صناديق الاقتراع ، اما وصمة الحكم الشمولي والتفرد بالسلطة فهي مما يزوره الاعداء ويضلله لشيطنة البعث.

اما ما جاء في الشطر الثاني من السؤال في قولك ان هناك من يقول عن البعث لم يعد مؤثراً في الساحة العراقية فاني أطمئنك وأطمئن كل الخيرين الاحرار في أمتنا ان من يقول هذا الافتراء عن البعث فهي قوى الاجتثاث ، لأن البعث في العراق نار على علم يصرخ عملاء ايران من وجوده ليل نهار وخاصة بعد الجرائم التي اقترفتها امريكا وايران بحق شعب العراق من قتل الملايين وتشريد الملايين ووضع الملايين في السجون العلنية والسرية هل تظن ايها الاخ ان هذه الملايين ستسكت على مصيبتها وأمامها البعث الجسور، لقد بايعت هذه الملايين البعث منذ السنوات الاولى للاحتلال فهو الذي يقودها وهو الذي يحركها في الشمال والجنوب والوسط ، انت حضرتك اعلامي كبير ومتمرس وراسخ في مهنتك كيف فاتك ان ترى هذه الحقيقة وفعلها في الميدان؟! لقد اصبح العراقيون يتمنون يوماً من ايام البعث ايام الامن والسلام والامان والعزة والكرامة ، كل ما يحصل اليوم وخاصة في الداخل من مواجهة سياسية وشعبية للعملية السياسية الفاسدة يقف خلفها البعث ورجاله الابطال ، ان اسألتك هذه ايها الاخ العزيز مأخوذه مما تضلل وتزور وتدجل به قوى الاحتلال ، اليوم اصبح شعب العراق يهتف باسم البعث ويتحدث عن ايامه علناً دون خوف او وجل في تظاهراته وتجمعاته وفي دواوينه وحتى في دوائر الدولة وان شعب العراق واحرار الامة العربية يعقدون امالهم على البعث ان يحرر العراق ثم الامة بأذن الله وسيعلم الغزاة وعملائهم واذنابهم وادواتهم داخل العراق والوطن العربي الكبير أي منقلب ينقلبون.

س ٢٣ : هناك من يقول ان حزب البعث بعد التاسع من نيسان ٢٠٠٣ ، قد تحول الى حزب شعارات وخطابات واستدعاءات لتاريخه الطويل ليس الا ، واصبح هذا هو وجوده الحقيقي على ارض الواقع الذي لا تأثير له ، فما رأيكم ؟
ج٢٣ : مندرج الجواب في السؤال الذي سبقه

س٢٤ : قلت في خطابك قبل ايام كما في خطاباتك السابقة ان هناك اخطاء كثيرة حدثت زمن حكم الرئيس الراحل صدام حسين ، ومنها خطأ غزو الكويت الا تعتقد ان قبول الكويت لاعتذارك لا يمكن ان يكون سريعا بل يحتاج الى زمن طويل كي تتجاوز الكويت ما خلفه الغزو من تداعيات محلية واقليمية ودولية ؟
ج٢٤ : قبل ان أجيبك على هذا السؤال أصحح لك أني لم أقل زمن حكم الرئيس صدام حسين وانما قلت زمن حكم البعث.
حكم البعث لم يكن ولن يكون حكم شخص وانما حكم الشعب بقيادة البعث وأستغرب جداً ان يصدر هذا السؤال منك وانت المعروف لدينا العربي الاصيل الذي له باع طويل في الدفاع عن الامة ومصالحها الاساسية في ميدان الاعلام ، فأقول عفى الله عنك وحاشاك ان تكون جنابك مقتنع بقولك ( ان قبول الكويت لاعتذارك لا يمكن ان يكون سريعاً بل يحتاج الى زمن طويل لكي تتجاوز الكويت ما خلفه الغزو من تداعيات محلية واقليمية ودولية ) لأن هذه المقولة تقدم يومياً لقيادة الكويت كنصيحة من الكيان الصهيوني ومن امريكا ومن ايران الصفوية والهدف معروف وواضح من هذه النصيحة وهي لكي يبقى حزب البعث وشعب العراق معبئ ومستنفر ضد الكويت لما أصابه من احتلال بلده وتحطيمه وتدميره وقتل شعبه وتشريده وتدنيس حرماته ومقدساته ، ولكي يبقى حزب البعث وشعب العراق يعتبر الكويت أي قيادة الكويت الفاعل الاساسي في كل ما حصل للعراق والامة والمنطقة ، ومن المؤكد ان جنابك تعرف ان ما حصل للكويت لا يمثل واحد بالألف مما حصل للعراق بل لا شيء يذكر حتى نذكر النسب ، الكويت استرجعت ما حصل لها وما خسرته مضاعفا ولم تحصل أي تداعيات محلية واقليمية ودولية على احتلال الكويت ، اما التداعيات المحلية والاقليمية والدولية الخطيرة والكارثية حصلت باحتلال العراق السد المنيع لزحف الفرس المجوس نحو الامة والذي اجتاح هذا الزحف مشرق الامة حتى بدون قتال ، انظر ما حصل لسوريا واليمن وليبيا ولبنان من تداعيات احتلال العراق ثم وضع منطقة الخليج العربي برمتها على كف عفريت وصلت صواريخ ايران الى مكة المكرمة بيت الله الحرام وقبلة المسلمين والمملكة ومن معها في حرب طاحنة منذ سنوات مع ذراع صغير من أذرع ايران في اليمن ولا أحد يعرف كيف ستنتهي هذه الحرب.

وأعلم ايها الاخ العزيز إن الخطر الحقيقي على دول الخليج والمملكة بشكل خاص هو في العراق وليس في اليمن ولا في سوريا ولا في ليبيا والصومال ، الآن لدى ايران أو ما حققته ايران في العراق خلال الستة عشر عاماً من تفريس وخمئنة ومرجعيات فارسية طائفية مقيتة وبغيضة تستطيع ان تعبئ ملايين الايرانيين والعراقيين لغزو المملكة او لإشغال المملكة واستنزافها واضعافها وايقاف أي تطور وتقدم فيها ، فأنا لم أعتذر من قيادة الكويت وأنا لم أنتقد خطئنا في دخول الكويت لكي استرضي قيادة الكويت لأنها كانت شريكنا الاساسي في حصول الخطأ وانما وجهت تلك الرسالة بحكم واجبي ومسؤوليتي اتجاه شعب العراق وشعب الكويت واتجاه الامة فأنا مناضل قومي عربي وأقود حزب قومي عربي تاريخي رسالي يملئ الامة بفكره ووجوده لا يفرق بين العراق والكويت ، وطن البعث هو الوطن العربي الكبير وشعب البعث هو شعب الامة ووطنها الكبير ولا زال أملي كبير ان يصحو النظام العربي وخاصة في الخليج وفي مقدمته الكويت على ما يحيق بالامة من مخاطر سوف تبدأ هذه المخاطر بهم ولا تستثني احد منهم.

يجب ان تتحسب دول الخليج العربي للخمسين سنة القادمة سينضب النفط وتتغير المعادلات الدولية فلا احد ينفع العرب او يدافع عنهم الا وحدتهم واستقلالهم وشعبهم.

س٢٥ : هل من الممكن برأيك ان تصحح الولايات المتحدة الامريكية خطأ احتلالها للعراق وحكمه من قبل اتباع ايران بقلب الطاولة ومساعدة القوى المناهضة بتشكيل حكومة انقاذ وطني ؟
ج٢٥ : نعم انها دولة عظمى وقادرة وبدون تكلفة وانما بمجرد رفع دعمها وحمايتها لحكومة ايران وعمليتها السياسية في العراق ودعم المقاومة والمعارضة العراقية ولكن سوف لن تفعلها الا اذا تضررت مصالحها الاساسية في العراق والمنطقة بسبب ايران وعملائها في العراق.

س٢٦ : هل تعتقد ان حزب البعث قادر على كسب اصوات العراقيين لو قدر له دخول الانتخابات باشراف دولي ؟
ج٢٦ : نعم قادر لأن شعب العراق مع البعث ويتمنى ان يعود البعث بل ويحن الى عودة البعث ويعود زمن الامن والامان والسلام والعزة والكرامة والعيش الرغيد وأني أؤكد لابناء امتنا العربية ان كل الملايين الذين تضرروا في العراق بسبب الاحتلال وايران وحكومتها العميلة وعملائها وميليشياتها هم مع البعث في علاقة عقدية ومبدئية ومصيرية والمتضررون من شعب العراق اكثر من ثلاثين مليون عراقي.

س٢٧ : هل لديكم أية رسائل تودون توجهيها من خلال جريدتنا الى جهات عربية او دولية ؟
ج٢٧ : رسالتي الى قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة الراشدة الناهضة في كل ميادين البناء والتقدم والتطور والتي حطمت اغلال التخلف والتأخر في نهضتها الحضارية ان تعيد النظر في موقفها من حكومة عملاء ايران وعمليتهم السياسية في العراق لأنها تمثل دعماً للمشروع الايراني لكي يمضي في احتلاله الاستيطاني لا سمح الله ان ابتلعت ايران العراق ستفتح ابواب الغزو الفارسي للامة على مصاريعها ، وأؤكد من منطلق حرصي على المملكة لأنها تمثل اليوم مع مصر آخر معاقل الامة بعد العراق وسوريا ومن منطلق احترامي وتقديري لرجال العائلة السعودية الذي لم يتأثر بل ازداد حبي وتقديري لهم رغم كل ما جرى بين المملكة والعراق رغم اني أؤكد ان قيادة المملكة اعرف مني بما يحقق مصالحها وأمنها ولكن لابد أن أقول ما اراه صحيحاً وأضعه امام قادة دول الامة وخاصة المملكة العربية السعودية والبعث سوف لن يتخلى عن المملكة ودول الخليج بل سيكون في طليعة المقاتلين دفاعاً عن المملكة بشكل خاص لخصوصيتها وعلى الدول الاخرى بشكل عام وقد فعلها في حكمه وقبل حكمه قاتل مع العرب منذ عام ١٩٤٨ الى يوم احتلال العراق ، قاتل في سوريا وفي لبنان وفي الاردن وفي فلسطين وفي الجزائر وفي مصر وفي السودان وفي موريتانيا وفي ارتيريا وفي الصومال دفاعاً عن الامة ووطنها وشعبها ولا نريد من المملكة أي شيء يحرجها ان عزنا وسندنا وفخرنا شعب العراق العظيم به نصول ونجول ونقاتل بعماله وفلاحيه ومثقفيه وجنوده وضباط جيشه بعشائره ووجهائه وعلمائه.
 





الجمعة ٢٠ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة