شبكة ذي قار
عـاجـل










من عادات التوسع الإمبراطوري، الذي انقرض عملياً مع تأسيس الدولة المدنية القومية الحديثة، أن يعتبر الغازي الإمبراطوري كل ما يسيطر عليه من أرض وأموال وبشر، في حروبه التوسعية، غنائم حرب يستغلها لمصلحة إمبراطوريته .

ولأن نظام الملالي في طهران أعلن نفسه امتداداً للإمبراطوراية الفارسية بالفم الملآن، وإن إمبراطوريته ضمَّت حتى الآن أربع عواصم عربية هي : بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء، بات يتصرف تجاه تلك العواصم وكأنها ملكية خاصة به .

ولأن العراق يعتبر الكنز الأمثل بالنسبة للملالي، بما يمتلك من ثروات هائلة، اعتبر نظامهم أن تلك الثروات غنائم حرب يكدِّسها في بيت مال علي خامنئي، المرشد الأعلى لما يُسمى بـ ( الثورة الإسلامية ).ومنها يُغدق القسم الأكبر كموازنات لـ ( الحرس الثوري الإيراني ) ، اليد الضاربة لتوسيع حدود تلك الإمبراطورية.كما يُغدق منها على أزلامه في تلك العواصم لتدعيم نفوذه وبسط سيطرته على إرادة الشعب العربي أينما حلَّت أقدامه.فيأخذ نظام الملالي من تلك الثروات ما يشاء، ويترك الجزء اليسير منها أجوراً لعملائه في العراق من ساسة ورجال دين .

ولأن غنائم الحرب، في منظور دولة الولي الفقيه الإيرانية، حق ( شرعي ) ، كما يزعم، تحوَّلت سرقاته من العراق إلى ( سحت حلال ) !!.وما بال ذلك النظام إذا عاث فساداً ونهباً في أملاك العراقيين فحوَّلتها ( فتاواه الدينية ) إلى عمل شرعي يرقى إلى مثابة ( هبات إلهية ) أغدقها الله على إمبراطورية تعتبر نفسها من دون وجه حق أنها ( تنتصر لله ورسوله وآل بيته ).

ولم تقف شرعنة اللصوصية عند حدود سلب ثروات العراق ونهبها فحسب، بل اعتبرت أن شعب العراق، شيباً وشباباً ونساء وأطفالاً، رقيقاً وسبايا وذراري يحق له التصرف برقابها تصرف المالك بملكه.وهذه الصورة ليست من قبيل التعبئة ضده، بل هي واقع حي تجري احداثه كل يوم على أرض العراق .

فإذا تناسينا أن الشعب العراقي اليوم، ومنذ أن تسلَّم نظام الملالي حكم العراق، كهبة له من قبل أميركا ( الشيطان الأكبر ) !!، يعيش في أسوأ ظروف الجوع والمرض وفقدان الأمن؛ فإننا لن ننسى المشاهد الصادمة التي تصور الاستقبال الذليل الذي يمارسه بعض العراقيين مع الزوار الإيرانيين، حيث يغسلون أقدامهم ويقبِّلونها. وهذا ما لم تفعله شعوب أخرى في تاريخ البشرية.كما لم يفعله أي من أباطرة التاريخ من قبل .

وإذا كان عملاء إيران، من الساسة و ( رجال الدين ) ، وعدد من ضعاف النفوس، الذين انطلت عليهم صورة نظام الملالي وكأنه النظام ( المخلِّص ) ، فإن شعب العراق يأنف أن يتحول إلى رقيق وسبايا في خدمة إمبراطورية خامنئي .

وهذا الرفض جاء صفعاً لأحلام ذلك الإمبراطور وأكاذيبه، فهو رفض لـ ( الذلة ) التي يمارسها الولي الفقيه الإيراني بحق الشعب العراقي .

رفض يصرخ ، وبالفم الملآن : أخرج خامنئي من العراق، فليس العراق غنائم حرب لك.بل للعراق رب يحميه، وشعب يرفض امتهان الكرامة واغتصاب الثروات ونهبها باسم الدين والدين براء من ذلك .





الجمعة ٣ ربيع الاول ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة