شبكة ذي قار
عـاجـل










الأسئلة التي لابد منها ونحن بصدد مناقشة ثورة تشرين الشبابية في العراق هي :

١ - لماذا لم يستطيع ذيول ايران قمع الثورة على منوال النموذج الإيراني بالقمع ؟
٢ - لماذا لم يستطيع ذيول ايران بما يحتكمون عليه من اجهزة أمنية وميلشياوية من القضاء على الثورة بمحاكاة الطريقة المصرية في التخلص من بؤرة الاخوان المسلمين في القاهرة ؟
٣ - هل هناك أوجه تشابه بين ثورة تشرين الشبابية في العراق وثورة الشعب السوداني الشقيق ؟
٤ - ماهي العلاقة التي تربط ثورة تشرين في العراق والانتفاضة في الشقيقة لبنان؟
٥ - هل تستطيع ثورة تشرين الشبابية من المطاولة وتحقيق أهدافها؟

قبل الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه لابد لنا من ان نؤشر على خصوصية ثورة تشرين التي ميزتها عن غيرها من الانتفاضات والثورات محليا وعالميا وهل هي ثورة او انتفاضة او تظاهرات مطلبية.

١ - اذا أردنا ان نحدد شكل الحراك التشريني في العراق واستنادا الى التاريخ فان مايحدث في العراق هو ثورة توفرت فيها شروط الثورة وقياسات ومعايير الثورة.

٢ - توزع الثورة والثوار على عدد من المحافظات وبهذا الزخم يعطيها ميزة التأثير ويعطيها القوة على مجابهة القوى الغاشمة المدججة بالسلاح.

٣ - العمق الاستراتيجي العشائري يعطي الثورة وشبابها ميزة القوة والمنعة.

٤ - مشاركة شريحة واسعة من الشباب، معدل أعمارهم بين ١٥ - ٢٥ ، لديهم وعي تجاوز وعي المثقفين والسياسين ، ولغتهم بسيطة واضحة ( اريد وطن ) ، ( نازل أخذ حقي ) ، ميزة من ميزت ثورة تشرين.

٥ - استنادا لقانون ، لكل فعل رد فعل ، اعطى ميزة لثورة الشباب في العراق ،فالقهر والظلم والعمالة والخيانة والتبعية وسرقة المال العام التي امتازت بها العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال وتسلط ذيول ايران وغبائهم أعطت ميزة رد الفعل القوي والمعاكس بالاتجاه.

٦ - طبيعة المجتمع العراقي البدوية ( البداوة الحميدة ) ، التي حدثنا عنها الدكتور علي الوردي ، نراها بوضوح في ساحات التحرير ، فالايثار والشهامة والشجاعة والطيبة والحمية ،ميزات للثورة العراقية الشبابية التشرينية.

وللإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه نقول :

• ان المجتمع الإيراني المنتفض يتكون من قوميات وطوائف مختلفة لذا فان قمعة ابسط بكثير من قمع المجتمع العراقي ، فهو ليس مجتمع عشائري باستثناء اشقائنا في دولة الأحواز العربية المحتلة وانتفاضته لم تكن سلمية وتعي ماذا يعنيه حرق المصارف وتحطيم البنى التحتية.

• ان الانقضاض على تجمع الاخوان المسلمين في وسط القاهرة كان نتيجة تجمعهم في مكان واحد ولانهم استخدموا السلاح و لهم اتصال مع الخارج ولان الشعب المصري نبذهم والاسباب معروفة.

• تختلف الثورة العراقية عن الثورة السودانية ، بانحياز الجيش وقوة المليشيات في العراق وعدم وجود دولة مجاورة للسودان كإيران ، فالجيش العراقي الوطني قد تعرض الى ضربات قاصمة ابتدا من حله استنادا لقرارات بريمر وانتهاء بإنشاء قوة الحشد الطائفية كرديف للجيش الحالي.

• ان طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي أنتجه الاستعمار الفرنسي والأمريكي والتسلط الفارسي على العراق ولبنان واحد وبالتالي فالأهداف واحدة ، مع فارق بان الطبيعة الاجتماعية لثورة العراق في الجنوب هي ليست نفسها في انتفاضة لبنان الشقيق ، والعراق اكثر أهمية من لبنان في استراتيجية ايران الفارسية وللأسباب التالية :

أ‌ - العراق يجاور ايران.

ب‌ - ايران تعاني من حصار اقتصادي خانق ومنفذها الوحيد هو العراق واقتصاد العراق.

ت‌ - لعبة نظام ايران الطائفي الصفوي لايمكن ان تستمر بعيداً عن المراقد المقدسة في العراق.

ث‌ - سيعمل النظام الإيراني وذيول ايران المستحيل للقضاء على ثورة تشرين الشبابية ، لحد اثارة الحرب الطائفية ومنها الشيعية - الشيعية ، حتى وان اقتضى الامر تقسيم العراق وهي واهمة فالامر قد خرج من يدها وان انتصار الثوار يلوح في الأفق ومعركة ذي قار قد عادت من جديد بآليات مختلفة.

نراهن على وعي وشجاعة شباب الثورة.

٣ - ١٢ - ٢٠١٩





الخميس ٨ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المنبر الثقافي العربي الدولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة