شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم ١٠ - ٤ - ٢٠٠٣ كان ممثلو المرجعية العليا، وفي مقدمتهم عبد المهدي الكربلائي وأحمد الصافي، يتسلمون السير الذاتية للمرشحين لمجالس المحافظات، ومحافظي الفرات الأوسط والجنوب، لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن إلهاماً ووحياً نزل عليهم للقيام بهذا العمل آنياً في لحظته، بل هو أمر مرتب ومتفق عليه بين الدولة المتزعمة لغزو العراق والأحزاب والمليشيات التي تعاقدت مع الغزو.

المرجعية كانت على تواصل وتنسيق وترتيب مع الدول الغازية، وخاصة أميركا وبريطانيا و٩٠ بالمئة من طاقم مؤتمر لندن، الذي باع العراق، هم جند المرجعية كما يسمون أنفسهم، من جهة أخرى فلا أحد في الكون يستطيع أن ينكر أن المرجعية مرتبطة هوية ومنهجاً، كلاً أو جزءاً، بالنظام الإيراني.

هذا معناه أن المرجعية وإيران والأحزاب ودول الغزو كلهم في قارب واحد، والعملية السياسية الاحتلالية متفق عليها من كل هذه الأطراف، ولا نحتاج هنا إلى وضع تكهنات ولا توقعات ولا استنتاجات، فالتخادم النظري والميداني والمنهجي والمادي والسياسي كله واضح للعيان ولا ينكره إلا من تنكر مؤخراً للتحالف القذر المجرم، هذا ظناً منه أنه قادر على مغالطة التاريخ وخداع الناس.

المرجعية=أيران=أميركا=العملية السياسية.

هذا هو الوصف الدقيق لستة عشر سنة مرت من الاحتلال، والمرجعية وممثلوها في الخضراء والنجف وكربلاء والبصرة مثلاً هي السلطة الفعلية للعملية السياسية وهي الدولة العميقة.

ولأن المرجعية تقدم نفسها للعراقيين عموماً ولأبناء الفرات والجنوب على أنها كيان مقدس وأنها تفتي لصالح العراق والشعب، فإنها وجدت نفسها في خانق ضيق بعد أن تمادى جنودها وأحزابها وميليشياتها في إجرامهم وسطوهم على المال العام، وإثرائهم الفاحش على حساب توقف التنمية وانتشار الجوع والبؤس وتفشي الأمراض وانعدام الخدمات، وانعدام الأمن عبر السنوات العجاف المنصرمة.

لذلك ظنت المرجعية أن عليها أن تنطلق إلى منطقة الوسط، بين الشعب وبين العملية السياسية، فالمرجعية لن تتنازل عن العملية السياسية ولا عن قيادتها وإدارتها لهذه العملية، وهذا الإصرار والثبات يتطلب الاستمرار بخداع الشعب العراقي.

المرجعية بعد ثورة تشرين المباركة سقطت في ورطة ومأزق حقيقيان، وأغلب ظننا أنها ستخسر منطقة الوسط هذه لسبب بسيط جداً، هو أن سلطة الخضراء غير قابلة للإصلاح، وجند المرجعية لن يتراجعوا عن مكاسبهم في سرقة ثروات العراق، والخنوع لسلطة الولي الفقيه الإيراني، من جهة، ومن جهة أخرى، فإن شعبنا لن يتراجع عن ثورته وأهدافها في إسقاط العملية السياسية وإلغاء كل ما نتج عنها من كوارث.

المرجعية تعيش أسوأ أيام تاريخها، والمرجح أنها ستخسر الخيط والعصفور بعون الله، لأنها خدعت شعبنا ولا زالت تخدعه خدمة لمشروع الدولة الفارسية الكسروية المتسترة بالتشيع كذباً ونفاقاً وزوراً، وشعبنا كله كشف القناع، وأسقط المشروع الفارسي، ليس بالهتاف فقط، بل بحرق العلم الإيراني والقنصليات الفارسية في مدننا المقدسة.





الخميس ٨ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة