شبكة ذي قار
عـاجـل










العراقيون على يقين تام بأن الكارثة والمصيبة الكبرى التي حلت بالعراق منذ بداية النكبة عام ٢٠٠٣ وحتى يومنا هذا من إنعدام الأمن والأمان وقتل وتهجير وإبادة , وسيادة شريعة الغاب وانتشار الجريمة المنظمة ونشر كل أشكال وأنواع الموبقات والأمراض والأدران الاجتماعية , بالإضافة أن العراقيون ومنذ عام ٢٠٠٣ عام الاحتلال البغيض يعيشون ظروفا شديدة القسوة وشديدة الصعوبة أدت إلى أن تحرم أجيال كاملة من أن تعيش كما يعيش الكثيرون في مناطق عديدة من العالم فافقر بلاد الدنيا لا تعاني كما يعاني العراقيون ..

كل ما يحصل ويحصل في العراق سببه النظام السياسي والدستور الذي هو سرطان ينخر في جسم العراق واخطائه الكارثية والتي يدفع ثمنها الشعب العراقي منذ احتلال العراق , عصابة يحكمون العراق بطريقة لا تتفق إلا مع مصالحهم ويكفي أن ينظر المراقب لسلسلة الإجراءات التي قامت وتقوم بها الحكومة العراقية ليكتشف خدعة الديمقراطية التي جاء بها الاحتلال لقد اتسمت الحياة السياسية بشمولية إقصائية، حكمت النظام السياسي بعد الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣، وبدلا من تحقيق وعود بناء نظام ديمقراطي في العراق ، ويحمي الحقوق، ويرسخ دولة المواطن ، ظهر استبداد الأحزاب التابعة لإيران كواحد من أخطر أنواع الاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تاريخ العراق ..

يفتقر النظام السياسي الحالي في العراق الى الانسجام، ويعاني شتات الأمر؛ وأبتعد كلياً عن المجتمع، حيث أصبح المشاركون في العملية السياسية في وادْ والمجتمع في وادٍ آخر فمنذ بدأ الدورات الانتخابية البرلمانية إلى يومنا هَذَا، لم نشهد سلطة تشريعية أنجبت حكومة فاعلة منتجة؛ لان تشكيل الحكومات في العراق خضع للمحاصصة الطائفية والحزبية فقد اضعف ذلك الحكومات المتعاقبة التي فشلت في تلبية متطلبات وضرورات العيش والحد الادنى من الكرامة الانسانية بسبب عدم توافر شروط موضوعية تدعم عملها في اطار سيطرة حزبية مقيتة على عمل الوزراء والوكلاء والمدراء الذين ينتمي كل واحد منهم الى حزب بعينه ويترتب عليه رعاية مصالح حزبه دون النظر في مصالح العامة من الناس حتى اصبح الحزب على رأس قائمة الأولويات عند كل مسؤول بينما ظل يتجاهل متطلبات الشعب ولايقوم بمسؤولياته بل تحول في الغالب الى شخص فاسد ومنحرف يسرق المال العام ويعطل المشاريع حتى وصلنا الى مرحلة جعلت كل مواطن عراقي على يقين بأن النظام السياسي الموجود حالياً يجب أن يتغير بأي حال من الأحوال وان العراق بحاجة إلى إصلاحات بنيوية عميقة، وثورة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية، وهذه لن يتحقق في ظل حكم دُمى سياسية وزعامات ميليشياوية مسلحة.

غبي من يعتقد بأن الشعب العراقي تنقصه الفراسة وفهم الأمور كما ينبغي.لكنه شعب حليم أعطى فرصة لتلك الأحزاب والشخصيات وانتخبها ووضعها تحت الاختبار ووضع الوطن أمانة في عنقها , ولكنها ومع الأسف الشديد أبت إلا أن تظهر على حقيقتها وجوهر معدنها الصدئ , ولم يدم ربيعهم طويلا وفاجئهم الخريف , فقد خرج الشباب العراقي البطل إلى الشوارع في ثورة إصلاحية عظيمة، يطالب بحق لا ينص عليه ميثاق حقوق الإنسان، بهذا الشكل المباشر، الصريح ( نريد الوطن  ) وهو شعار أذهل كل أحزاب العملية السياسية المخابراتية ، هذه التظاهرات هي امتداد للمقاومة العراقية لقوات الغزو وبعدها تظاهرات ٢٥ شباط ٢٠١١ وبعدها اعتصامات المحافظات التي قمعها الهالكي واستمرت التظاهرات تطالب بأبسط الحقوق تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل، وتحسين جودة الخدمات الى ان وصل الحال ان اقتنع المواطن العراقي بأن الإصلاح في ضل هذا النظام الفاسد مستحيل ويجب تغير النظام والغاء الدستور وطرد كل عميل جاء مع المحتل , اليوم عملاء الاحتلال يتساقطون الواحد تلوَّ الآخر وقريب جدا سوف تتهاوى آخر تلك الوجوه البشعة وتعود للعراق وللعراقيين حقوقهم المنهوبة وطي أحلك وأقسى حقبة عاشها الشعب العراقي منذ آلاف السنين.





السبت ١ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة