شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ التصعيد المتبادل يأخذ شكل الفعل ورد الفعل.

۞ التصعيد يكمن بين أمريكا وبين الإنابة الإيرانية في العراق.

۞ التصعيد يكشف الترابط الكائن بين حكومة بغداد والميليشيات.

۞ الانتفاضة الشعبية لا علاقة لها بهذا التصعيد وموقفها الوطني ثابت.

 

ماذا أسفر عنه التعرض للسفارة الأمريكية ، ولماذا حصل الذي حصل ؟.

لآخر يوم وحكومة المنطقة الخضراء تخفي وجهها عن الحقائق وتلملم ذيولها من فصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران ولا تفصح عن شيء ، وكليهما الحكومة والحشد يعزون جرائم القتل والقنص والحرق والخطف والاعتقال ، التي تجري يومياً في العراق ، من فعل ( طرف ثالث ) ، ولم تكشف كل أجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية ، هذا الطرف وتصفه في معظم الأحيان بالطرف ( المندس ).

وظل هذا السيناريو الحكومي الفارسي يظهر في التصريحات والبيانات والخطب الرسمية والإعلامية حتى بلغ مرحلة التقزز والقرف ، لأن الشعب العراقي يدرك أن الطرف ( الثالث ) المخفي والملثم هم موالون لإيران ومن أتباع قاسم سليماني وبقيادة ( هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو زينب اللامي وجمال جعفر الإبراهيمي المكنى أبو مهدي المهندس وفالح الفياض والخراساني وغيرهم ) ، حيث يقوم هؤلاء المجرمون بتنفيذ أوامر قاسم سليماني الذي يتلقاها مباشرة من ( علي خامنئي ).

 

ومع كل هذا ظل المد الجماهيري هادراً نقياً في أُطروحاته الوطنية في كل محافظات العراق الجنوبية والفرات الأوسط وحتى بغداد صعوداً ، يؤكد تحرير العراق والإصرار على بنائه بناءاً وطنياً لا يتدخل في شؤونه أحد ، مستقلاً يقوده أبناؤه غير الملوثين بداء الطائفية والعنصرية ويتمتعون بالنزاهة والكفاءة والوطنية الحقة.

 

فما الذي جرى ، وما الذي أسفر عنه ( الصراع ) بين أمريكا وإيران على أرض العراق ؟ :

- أوعزت إيران لعناصرها في الحشد الشعبي ، بعد بلوغ الانتفاضة قدرها من التأثير على مجريات الواقع المحلي والإقليمي والدولي ، بضرب الوجود الأمريكي في ( ك ١ ) بالقرب من كركوك ، وقبلها ضربت صواريخ من صنع إيراني ضاحية مطار بغداد الدولي ومحيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وقاعدة عين الأسد وغيرها ، ولم تبدر من أمريكا أي ردود أفعال تذكر ، وفسرت إيران وذيولها بأن أمريكا تعاني من الضعف والخوف وهو اعتقاد خاطئ.

 

- جاء الرد الأمريكي ، بعد التحذيرات الأمريكية المتكررة ، بقصف أربعة مواقع في الأنبار بالقرب من القائم ( مخازن صواريخ بالستية وأسلحة خفيفة وثقيلة إيرانية يخزنها الحشد الشعبي ) لغايات استراتيجية إيرانية ، وكانت الحصيلة ( ٢٥ ) عنصراً من الحشد و ( ٤ ) عناصر من الحرس الإيراني وما يقرب من ( ٣٩ ) جريحاً من الحشد التابع لإيران ( حزب الله العراقي والعصائب والنجباء بقيادة ضباط من فيلق القدس الإيراني ) ، والملاحظ المعلن أن أمريكا أبلغت حكومة العراق بالضربة المؤكدة قبل فترة كافية !!.

 

إذن ، هناك فعل إيراني ورد فعل أمريكي على أرض العراق الذي هو غير معني إطلاقاً بهذا الصراع ولا يسمح بأن تندلع النيران على أراضيه لتحرق الأخضر واليابس ، وإن تصفية الحسابات غير مقبولة ومرفوضة تماماً .. وهذا يثير العديد من التساؤلات :

 

١ - لماذا ترسل إيران صواريخ باليستية مع مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة لتخزينها في أراضي العراق ؟.

٢ - لماذا تستخدم إيران عناصر تابعة لها أيديولوجياً للتعرض لجهات أجنبية على أرض العراق بحيث يسيء هذا الاستخدام للشعب العراقي ؟.

٣ - لماذا تتحكم ميليشيات إيران بمقدرات الشعب العراقي ؟.

٤ - والخلاصة : أن إيران هي ممول الإرهاب وهي المنفذ للعمليات الإرهابية ليس في العراق فحسب إنما في المنطقة وفي خارجها.

٥ - فإذا كان الفعل ورد الفعل الذي جرى بين ميليشيات إيران على أرض العراق من جهة ، وبين الوجود العسكري الأمريكي من جهة ثانية ، فلماذا الذهاب إلى التعرض للسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وهي مؤسسة دبلوماسية تمثيلية ؟ ، وما المغزى من ذلك ؟ ، وما هي النتائج التي أفرزها اقتحام السفارة الأمريكية تحت أنظار الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية ؟.

 

لنتفحص طبيعة العلاقة ( المخفية ) بين الحكومة والحشد الشعبي :

 

أولاً - فسحت أجهزة الحكومة الأمنية كل جسورها الموصدة وسهلت سيطراتها المتعددة دخول عناصر الحشد الشعبي الذي طالب باستنفار كل تشكيلاته الموزعين على السيطرات والمقرات والدوائر والمواقع الالتحاق فوراً إلى المنطقة الخضراء .. وكل هذه الاتصالات كانت بعلم الحكومة وبعلم رئيس وزرائها المخلوع .. ولم يكن مجيئهم إلى أسوار السفارة الأمريكية مفاجئاً للحكومة وأجهزتها !!.

 

ثانياً - كشفت حالة التعرض للسفارة الأمريكية بأن الرئاسات الحكومية الثلاث تحكمها الميليشيات التابعة لإيران ، وإن قرار اقتحام السفارة هو قرار إيراني.

 

ثالثاً - كما كشفت هذه الحالة البائسة ما يسمى بالطرف الثالث الذي طالما تغطى بالتقية الإيرانية في مسائل القتل والقنص والخطف والاعتقال تحت يافطة المندسين والطرف الثالث .. الآن ، تكشفت عورة الطرف الثالث ولم تعد تستره تبريرات أو تفسيرات.

 

رابعاً - كشفت الحالة أيضاً أن ليس هناك حكومة تحظى بشرعية دستورية وشعبية ، والشرعية هنا ضرورية لاستمرار العملية التمثيلية لأي حكومة .. والواقع الراهن في المنطقة الخضراء هو حكومة مافيات متصارعة على كراسي الحكم والمكاسب والنفوذ.

 

خامساً - وكشفت أيضاً أن لا قانون يحكم ولا أجهزة تتحكم أو تستجيب لأمر قيادي ، ولا من ضابط يتحكم بمقدرات ضبط الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم ، وليس هناك سلطة فوق سلطة الميليشيات ( حزب الله العراقي والعصائب وبدر والنجباء والخراساني وغيرهم ).

 

سادساً - وكشفت أيضاً أن دول العالم وتمثيلها الثنائي من العسير أن يعول على حكومة فاقدة الشرعية أولاً ومن الصعب أن تتعامل دول العالم مع ميليشيات طائفية دموية إرهابية ثانياً.

 

سابعاً - كما كشفت عن ارتباط حكومة المنطقة الخضراء الوثيق بحكومة الظل الإيرانية التي تُسيرُها والتي يديرها قاسم سليماني الذي انتهت مهماته وأتباعه الموالون لولي الفقيه ، الذين لهم استثماراتهم وتهريبهم للعملات الصعبة وممارساتهم غسيل الأموال والاتجار بالبشر وبالمخدرات مع مافيات حزب الله اللبناني العالمية.

 

ثامناً - وكشفت حالة اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد غباء هؤلاء الذيول وكما يلي :

 

١ - كشفت الميليشيات عن نفسسها رسمياً الطرف الثالث المجرم ، التي بعبورها السهل منطقة محصنة أمنياً لكي تتعرض للسفارة الأمريكية دون أن يعترضها أحد.

 

٢ - إن تعرض الميليشيات للسفارة الأمريكية هو نسخة من تعرض غوغاء خميني للسفارة الأمريكية في طهران عام ١٩٧٩ واحتجازهم للدبلوماسيين الأمريكيين لفترة ( ٤٤٤ ) يوماً لإظهار مدى عدائهم للشيطان الأكبر ولإسرائيل ، فيما كانت أمريكا قد جاءت بخميني بمساعدة بريطانيا وفرنسا ليترأس السلطة في طهران ، وهي مسرحية معروفة تكشفت فصولها سابقاً.

 

٣ - إن تعرض الميليشيات الغبي للسفارة الأمريكية هو في حقيقته خرق فاضح لمعاهدة جنيف للتعامل الدبلوماسي والقنصلي ويتعارض مع القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، فيما كرست حكومة بغداد الموالية لإيران كل جهودها وحشدت كل طاقاتها الأمنية والعسكرية لحماية السفارة الإيرانية في المنطقة الخضراء لمجرد وجود متظاهرين سلميين يريدون عبور جسر الجمهورية وجسر السنك وجسر الشهداء للتظاهر في المنطقة الخضراء ، بل قامت هذه القوات بفتح النار على المتظاهرين وقتلت المئات وجرحت وعوقت الآلاف وملئت السجون بالمعتقلين .. وتوضح هذه الصورة كيف دافعت قوات السلطة عن السفارة الإيرانية من ( خطر ) غير موجود ، وكيف مهدت لعناصر الحشد الشعبي ولقادتهم المرور للتعرض للسفارة الأمريكية !!.

 

الفعل الإيراني الذي نفذه الحشد الشعبي ، ورد الفعل الأمريكي الذي دمر مخازن السلاح والصواريخ الإيرانية التي يستخدمها الحشد الشعبي تحت إمرة ضباط من الحرس الإيراني .. هو في حقيقته صراع لا يعني الشعب العراقي ولا يعني انتفاضتة المباركة المدركة لفخاخ ساحات الصراع لإجهاضها .. وهي مدركة للفخ الفارسي ، لقد فشل السيناريو وأطبق الفخ على ناصبيه الأغبياء !!.





السبت ٨ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة