شبكة ذي قار
عـاجـل










بالرغم من كل المحاولات التي قامت بها حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ ٢٠٠٣ ولغاية اليوم كان هناك حراكا" شعبيا" رافض للغزو والاحتلال متخذا" اشكال متعدده من التصدي لقوات الغزو والاحتلال وعملائها الذين قدموا على ظهر الدبابة أو راكبي الموجه الذين يمكن وصفهم بالمثل الشعبي الدارج { نازع جلد لابس جلد } لتحقيق امنياتهم الغير مشروعة على حساب امن وسلامة الوطن والمواطن وهؤلاء تسببوا بالكثير من الالام والمأسي التي طالت عموم العراقيين ، ووسائل التصدي اخذت تتبلور من خلال الاحتجاجات الشعبية في بغداد وعموم محافظات الوسط والجنوب والفرات وحتى في محافظات شمالنا الحبيب وكانت المطالب الشعبية تتمركز على الخدمات وتوفير فرص العمل للخرجين والايادي العاملة التي غلقت الشركات والمصانع العاملين فيها ، ولكن لم تجد هذه الفعاليات أي استجابه من حكومات الاحتلال بل قوبلت بالتهديد والوعيد وخاصة عند تسلم الهالكي لدورتين رئاسة مجلس الوزراء وكان يقابل مطالب الشعب بعبارات تعبر عن حقده وكراهيته وطاتفيته المقيته ومن ابرزها {{ انتهوا قبل ان تنهو ، هذه فقاعات لابد من انهائها }} بالإضافة الى نعت المتظاهرين او المحتجين بنعوت ارتباطهم بالسفارات وتنفيذ اجندة قوى اجنبية ، وعندما تيقن الشعب وخاصة الشباب تسويف الحكومات المتعاقبة وأحزاب السلطة واتساع دائرة الفساد والافساد وتمركز المليشيات الوقحة والسلاح المنفلت بعد ان تم التمهيد الى وجودها العلني وشبه الشرعي بفتوى الجهاد الكفائي الذي استثمرته ايران استثمارا" سريعا من خلال ظهور مليشياتها للعلن تحت عنوان الحشد الشعبي والدفع المتسارع لتشريع قانون يحميهم ويجيز لهم مزاحمة القوات المسلحة العراقية لان قاسم سليماني وجمال جعفر الابراهيمي – أبو مهدي المهندس - والفياض والخزعلي والكعبي .. الخ يعملون لتطبيق التجربة الإيرانية بتحويل البسيج الى كيان سياسي عسكري يتمدد في كافة أوجه الحيات كما هو حال الحرس الثوري الإيراني ، وهذه البوادر لمست اثناء الفيضنات في العام الماضي تحت عنوان الجهد الهندسي للجيش الشعبي والذي كان منصب بالدرجة الأساس على حماية منشأت الحرس الإيراني في إقليم الاحواز المحتل ، ان كل ما فعله المليشياويين وانتهاكهم لهيبة الدولة من خلال الخروج على القانون قرر الشباب المؤمن بأحقية الحياة الحرة الكريمة ان يجمعوا قواهم في الأول من تشرين الأول ٢٠١٩ ويخرجوا بتظاهرة جماهيرية في عموم المحافظات العراقية رافعين شعار حيوي ذا ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية { نازل أخذ حقيقي } و { أريد وطن } سلاحهم راية الله اكبر فأرعبو رئيس مجلس الوزراء وأحزاب السلطة اللااسلامية الفاسدة فكانت ردت الفعل استخدام الرصاص الحي والقناص وقنابر الغاز والصوتية والتي استخدمت بشكل افقي خلاف التعليمات فكانت قاتلة راح ضحيتها العشرات من الشباب المتظاهر ومن اجل ادامة زخم التظاهر والاعتصام قرر الشباب الثائر ان يكون يوم ٢٥ كانون الأول ٢٠١٩ يوم الثورة الشامله لاسقاط حكومة الاحتلال برئاسة القاتل عادل عبد المهدي لفسادها وفشلها وارتكابها جريمة القتل العمد بحق الشباب المتظاهر بالإضافة الى عدم توفير الحماية للمتظاهرين بالرغم من مناشدة منظمات حقوق الانسان المحلية والإقليمية والدولية فازدادت جرائم الاختطاف والقتل والتغيب للناشطين فكان أبناء محافظات ذي قار والبصرة وكربلاء هم الأكثر تعرضا" لجرائم المليشيات واحزابها ، كما بينت في أول تحد شعبي واسع ضد حكومة القاتل عادل عبد المهدي وأحزاب السلطة تفجر بركان غضب العراقيين في ساحة التحرير في بغداد وعدد من المحافظات يوم الأول من تشرين الأول والأيام التالية للتعبير عن رفض استمرار تردي الخدمات والأوضاع الاقتصادية وتفشي فساد الأحزاب والتيارات والكتل المتنفذة والمتصدية في إدارة مؤسسات الدولة وفق منهج المحاصصات والطائفية السياسية وعقلية المكونات التي يراد منها تغليب مفهوم المكون على مبدأ المواطنة والوطنية العراقية وصولا الى إقامة النظام المدني المؤمن بان الانسان العراقي هو قيمة عليا من القيام الأساسية التي تنتج المجتمع المتساوي في الحقوق والواجبات والكفاءة والقدرة القيادية هي مهماز التكليف بالمسؤولية الوطنية لادارة مؤسسات الدولة لانهاء فشل الحكومة في أداء واجباتها ومهامها اتجاه الشعب والوطن ، ولم يكن غريبا أو جديدا ان تواجه القوات الأمنية التي تم اختراقها من المليشيات والمجرمين الذين قاتلوا الجيش العراقي اثناء حربه الدفاعية امام توجهات نظام الملالي لتصدير الثورة الإسلامية كما يدعون وحقيقتها فرض النفوذ والاحتواء وصولا الى تشكيل امبراطوريتهم الصفوية الجديدة ، من خلال الأوامر التي أصدرها المجرم بريمر تحت عناوين الدمج التي تسللت من خلالها أحزاب ايران والمتحالفين معها الى اخطر واهم مؤسستين تحددان هوية الدولة ووطنيتها - الجيش والأجهزة الأمنية - فكان الذي حصل حيث استخدمت إمكانيات هاتين المؤسستين لتحقي اهداغهم واجندتهم من خلال التصفيات التي طالت قادة الجيش العراقي الباسل وضباطه والطيارين وعلماء التصنيع العسكري والكوادر العلمية والأدبية كالكتاب والشعراء والفنانين .. الخ اختار المتظاهرين في بغداد المجد والخلود ساحة التحرير لتكون ميدان فعالياتهم الوطنية المطلبيه ومنطلق التغيير الإيجابي لصالح الشعب والمواطنين ، والساحات التي لها دلالات وطنية في المحافظات العراقية الأخرى كالحبوبي في الناصرية والتربية في كربلاء وثورة العشرين في النجف و١٧ تموز في الحلة .. الخ ، وقوبلت مطالب المتظاهرين المشروعة في ساحة التحرير وسط بغداد ومدن أخرى ، باستخدام العنف المفرط الذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى الأبرياء ، بما يعكس إصرار الحكومة واحزابها ، على التمسك بنهجها وسياساتها وعجزها عن تنفيذ وعودها بالإصلاح ، ولترسل الحكومة رسالة بانها لن تكون أقل عنفا من حكومتي نوري المالكي وحيدر العبادي في قمع المتظاهرين والتنكر لمطالبهم ومعاناتهم

يتبع بالحلقة الثانية





الثلاثاء ٢٥ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــــل عبـــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة