شبكة ذي قار
عـاجـل











هناك أمرا" مهما لم تدركه حكومة الاحلال وأحزاب السلطة ان كل شهيد يتضرج بدمه في ساحات الثورة يقابله اندفاع الكثير من المواطنين لنصرة الثوار في ساحاتهم ودعمهم بكل اشكال الدعم ويضاف الى هذه الظاهرة الوطنية تزايد انتقاد قمع التظاهرات مع ارتفاع أعداد ضحايا التظاهرات في عموم العراق ، فقد ارتفعت الدعوات لحفظ دماء المتظاهرين واحترام مطالبهم المشروعة وشهدت ساحات الاعتصام تواجد شيوخ العشائر الذين لم يتلطخ ثوبهم بخيانة الأمانة العشائرية { الكرامة والعزة } وهددوا حكومة الاحتلال والأحزاب الفاسدة المفسدة الموالية لإيران ونظام الملالي بانهم المدافعون عن أبنائهم المحتجين المتظاهرين المعتصمين وكل تهديد لأمنهم وامانهم سوف يرد عليه بالمثل بل الأشد ولابد من محاسبة الحكومة وسحب الشرعية منها على خلفية ما تعرض له المتظاهرون من قمع بالرصاص الحي وسقوط شهداء وجرحى ، وان تعامل الحكومة مع المتظاهرين بهكذا أساليب تعبير واضح عن فشلها في مكافحة الفساد وحل الأزمات والحكومة فشلت في أول اختبار لها وأن عليها ان تستقيل ، وقد أثارت تداعيات التظاهرات وأعمال العنف فيها مخاوف العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان والسلم المجتمعي ، والدول التي وجهت رعاياها بعدم التوجه إلى العراق في الوقت الحاضر ، أمريكا وبريطانيا وألمانيا وتركيا والكويت والبحرين .. الخ ، وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن مخاوفه مطالبا" بتخفيف حدة التوتر مع المتظاهرين ، فيما أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت عن قلقها بالغ داعية السلطات إلى ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات التي هي حق كفله الدستور العراقي والقوانين والمواثيق الدولية ومعلنة إجراء لقاءات مع الحكومة وممثلين عن المتظاهرين في ساحة التحرير ، كما طالبت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية بـضبط النفس واحترام حرية التعبير عن الرأي والتجمع وعدم استخدام الأسلحة النارية والعنف المفرط ، وبالمقابل هناك تدخل فاحش بالشأن العراقي مارسته وزارة الخارجية الإيرانية من خلال تصريح الناطق باسمها فقد أكدت وبالحرف الواحد {{ ثقتها بقدرة الحكومة العراقية على تهدئة الأوضاع في المدن العراقية، بالتعاون مع الأحزاب والشخصيات السياسية والمرجعية ، والزعماء الدينيين }} وهنا يبدي النصح والإرشاد لما يحقق اجندة ايران واحزابها لان توجه الثورة الشبابية من خلال شعار {{ اريد وطن }} أي إعادة السيادة والاستقلال السياسي والاقتصادي للوطن وعدم السماح لإيران التدخل بالشأن الداخلي ، مواقع تواصل اجتماعي عراقية نشرت مقاطع فيديو لمحتجين عراقيين يرددون هتافات غاضبة ضد تدخلات طهران ، ودعمها لأحزاب الفساد ، حيث أحرق بعضهم إعلامها ، كما رفع متظاهرو كربلاء شعارات منها {{ طهران برا برا .. كربلاء تبقى حرة }} واحرقوا القنصلية الإيرانية وكتبوا عليها مغلقة بامر الشعب العراقي ، وبذات الموقف في محافظة النجف حيث تم حرق القنصلية الإيرانية لاكثر من مره هاتفين بانها وكر اطلاعات كما توجه المتظاهرين الى قبري محمد باقر وعبد العزيز الحكيم لاحراقه لانه وكر اطلاعات أيضا" والمتولي عليه مسؤول عن اختطاف وتغيب بعض المتظاهرين والنشطاء وعرضت شبكة التواصل الاجتماعي مقطع يوتوب يبين كيف تم تعذيبه في سرداب بناية القبر مما اجج عواطف المتظاهرين وحاولوا حرق القبر وفعلا تم حرق بوابته ورجموا مداخله بالحجاره وكان حراسه يحملون السلاح المتوسط بي كي سي وفتحوا نيرانهم على المتظاهرين فاستشهد وجرح منهم وقد أصبح من المؤكد، ان تكرار التظاهرات الشعبية التي لا تقودها الأحزاب أو التيارات الدينية بل يقودها شباب يافعون وخريجون باحثون عن العمل ، وبهذا الزخم والاصرار والتحدي ، يعكس مستوى الاحباط واليأس من النخبة الحاكمة ، حكومة وأحزابا ، والتي تسببت في تدهور أوضاع البلد وأهدرت ثرواته وأجبرت الشباب على تفجير غضبهم وسخطهم على الفشل والفساد المتحكم بأرزاق الناس ، من دون وجود بارقة أمل في وعود الإصلاح الذي ادعاه مقتدى الصدر والتسويف الذي مارسه لتحقيق أهدافه وغاياته التي لاتخرج عن رغبة ملالي قم وطهران وقد كشفتها المواقف التي أعقبت الضربة الامريكية لموكب سليماني وأبو مهدي المهندس والضباط الإيرانيين و كوادر حزب الله اللبناني ، ومع انهيار جسور الثقة بين الشعب والحكومة وتصاعد أعداد القتلى والجرحى واتساع حجم الحراك الشعبي ، يبدو المشهد العام مقبلا على كل الاحتمالات ، وسط مخاوف جدية لدى العراقيين من حصول انفلات أمني في البلاد في حال أصرت الحكومة على تعنتها وتمسكها بالعنف المفرط تجاه المتظاهرين الذين قد يلجأ بعضهم إلى السلاح للدفاع عن أنفسهم ، أوالانتقام من قبل ذيول ايران بعد خسارتهم رهانهم وهم الان في اسوء حالهم وانهيارهم ان كان في العراق أو لبنان او ايران بتجدد التظاهرات وتمزيق صور خامنئي وسليماني والهتاف بسقوط الدكتاتور أي خامنئي والحرس الثوري الذي اعترف بانه المسؤول عن اسقاط الطائرة الأوكرانية وكان الغالبية من ركابها هم إيرانيون

ثورة تشرين ترسخت قيم وممارسات في نفوس شباب العراق والعراقيين عامه لانها بوابة الخلاص من ١٦ سنة عجاف خلت التي عاشها العراقيين تهديدا" وحرمان وظلم نابع من الحقد والكراهية ، كما انها أنجزت أمرا" يفتخر به عبر التاريخ القادم ان شباب العراق ومن خلفهم جموع العراقيين بسلميتهم هزموا كل خونة الوطن وادواة الصفوية الجديدة بالرغم من كل وسائل القتل والترهيب الجبانة كما انهم حققوا امرا" حيويا" الا وهو انتصار الدم العبط الذي روى ساحات وشوارع المحافظات على جرم المليشيات وحكومة الاحتلال

فالمجد كل المجد للشهداء الذين بلغ عددهم لحظت كتابتي أكثر من ٧٠٠ شهيدا" اكرم منا جميعا اوقدوا شموع الانفراج المؤدي للخلاص من الاحتلال وادواته وإعادة بناء العراق الجريح ليعود الى سابق عهده جمجمة العرب وذراع الامة القوي حامي الحدود الشرقية والمتصدي لكل أطماع الطامعين





الاربعاء ٤ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة