شبكة ذي قار
عـاجـل










مهما حاولت طبقة رجال الدين الحاكمة في إيران تزيين الأحداث الجارية في ايران وطرحها في إطار إيجابي يبقى الأمر الواضح للعيان أن جمهوريتهم الإسلامية ليست في – مأزق – فحسب وإنما في مأزق عميق وبطبيعة الحال ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها النظام الذي جرى تشكيله على عجل على أيدي مجموعة من الملالي وأنصارهم اليساريين – الحزب الشيوعي الإيراني - ، عقبة في طريقه نحو المجهول ذلك أنه حتى خلال عامها الأول ، واجهت الجمهورية الإسلامية حركة مظاهرات ضخمة في طهران وعدد من المدن الكبرى الأخرى واضطرت لاستخدام القوة لسحق حركات تمرد في صفوف العرب الاحوازيين والأكراد والتركمان وتبعاً لأفضل التقديرات المتاحة فإنه كي تضمن بقاءها أعدمت ألجمهورية الإسلامية أكثر من ١٥ ألف شخص بأبشع الوسائل والأساليب ومن ابرزها تعليق المحتجين بالرافعات في الساحات العامة ، ودفعت بأكثر من ٨ ملايين إيراني نحو المنفى ، ناهيك بحرب الأعوام الثمانية التي أشعلها الخميني مع العراق لتصدير ثورته لانه يؤمن بمنظومة فكرية عابرة للحدود جسدتها بشعار {{ تصدير الثورة الإسلامية }} لتحقيق الحلم الصفوي الجديد انبعاث الإمبراطورية الفارسية التي هد أركانها الإسلام المحمدي وداست سنابك الخيل أشلاء جندها في معركة القادسية الأولى ونهاوند - فتح الفتوح - ورغم كل هذا ، فإن النظام نجح في البقاء بفضل عدد من العوامل ، كان أول هذه العوامل امتلاك نظام الملالي قدراً ضخماً من النقد من عائدات صادرات النفط ونتيجة الارتفاع المستمر في أسعار النفط ، حصدت ايران على مدار الأعوام الـ٣٠ الأولى من تاريخها ما يفوق ما حصلت عليه إيران منذ أن بدأت التنقيب عن النفط عام ١٩٠٨ بمقدار يتجاوز ٢٠ ضعفاً ، وبفضل هذا المصدر المتاح للنقد ، لم يجد حكام إيران الجدد أنفسهم بحاجة إلى المواطنين بصفتهم مصدراً للدخل عبر الضرائب مثلما الحال في البلدان الطبيعية في الوقت ذاته لم يكن الحكام الجدد بحاجة إلى المواطنين كي يفوزوا في الانتخابات نظراً لأن المرشحين كانوا ينالون الموافقة مسبقاً من ولي الفقيه وهنا يعد الامر الزاما شرعيا" بالتصويت بنعم حتى وان كان المواطن غير مقتنع بشخصية ومؤهلات المرشح ولم تكن الحكومة بحاجة إلى مواطنين كي يعملوا على استمرار الاقتصاد خصوصاً أن أكثر من ٤ ملايين لاجئ من {{ أفغانستان والعراق وأذربيجان التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي الذين يدينون بالولاء العقائدي لنظام الملالي انطلاقا من اعتناقهم ولاية الفقيه والرضوخ الى ولي الامر رضوخا مطلقا }} وفّروا مصدراً ضخماً للأيدي العاملة الرخيصة ، وحول ما يتعلق بقتال المواطنين من أجل النظام ، لم يكن الأخير بحاجة ملحة للمواطنين مرة أخرى نتيجة نجاحه في الاستعانة بمرتزقة من الدول المجاورة كمليشيات تؤمن بنظرية الولاء العبر للحدود وتعمل وفق الاجندة التي يأمر بها ولي الفقيه خصوصاً {{ أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان }} وكانت خطط الحروب بالوكالة هي التي جعلت من الجنرال قاسم سليماني بطلاً قوميا في ايران وفي الواقع لم يكن سليماني بحاجة إلى أي خبرة عسكرية وإنما كل ما احتاج إليه العمل آلة لضخ المال من أجل مقاتليه العاملين بالوكالة وهذا تمكن من جنية من الخزينة العراقية بفعل حكومات الاحتلال المتعاقبة والتي لإيران الدور الفاعل والمؤثر في تمريرها ، إلا إن الوضع تبدل اليوم ، وتضاءلت العائدات النفطية عن ذي قبل ويأمل النظام الإيراني في الحصول على نحو ٦٠ مليار دولار سنوياً لتغطية نفقاته الأساسية أما الاحتياطي الحالي المخصص للحرب ، والذي جرى بناؤه على مدار سنوات عدة ، فلن يتمكن من تغطية تلك النفقات الأساسية لأكثر من عام من الآن وهذا أيضا لن يتمكن الملالي من تحقيقه بفعل العقوبات المتتالية التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب لترويض النظام الإيراني واجباره بالعودة الى التفاوض بشأن الاتفاق النووي وفقا للمصلحة الامريكية والامن الصارم للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، وتمثل عنصر آخر مهم في استراتيجية النظام الإيراني في ثقته بأنه مهما فعل في الداخل أو الخارج فإن الدول الأخرى ستتحاشى دوماً اتخاذ إجراءات قوية ضده ، وستفضل الحوار والتوصل إلى تسوية كما هو الحال مع اوربا والمواقف المتباينة مع التوجهات الامريكية بالرغم من الأدلة التي تطرحها أمريكا للدور الإرهابي الذي يمارسه النظام الإيراني من خلال اذرعه كحزب الله اللبناني والمليشيات الوقحة المنفلتة في العراق والحوتي في اليمن والمليشيات عابرة الحدود التي جلبها قاسم سليماني من أفغانستان وباكستان ومن السوريين والفصائل العراقية المرتبطة ارتباطا مباشرا بقاسم سليماني ، إلا إنه اليوم بدأ هذا الخيار هو الآخر في وضع غير مريح لإيران وادواتها بفعل الحراك الشعبي المتزايد عراقيا" ولبنانيا" ونوعا" ما في صنعاء والضربات التي وجهتها أمريكا أو حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني بالمباشر الى مخازن ومواقع المليشيات بضربات جوية من خلال الطائرات المسيرة في سوريا والحدود العراقية السورية او مخازن أسلحة المليشيات في بغداد وصلاح الدين وكربلاء والنجف

يتبع بالحلقة الأخيرة
 





الاحد ٨ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة