شبكة ذي قار
عـاجـل










تؤكد الأحداث منذ الغزو الإمبريالي للعراق عام ٢٠٠٣م، ومنذ الإطاحة بالحكم الوطني وإلى الآن، أن العراق هو الدولة الأكثر فشلاً على المستوى العالمي، وهذه حقيقة غير قابلة للنقاش، أو الشك بعدم صوابيتها.

لقد أصبح العراق بعد ٢٠٠٣م عارياً يرى الجميع عورته، ولكنهم ينكرون أنها عورة، ويدعون أنها الديموقراطية التي يتمتع بها العراق، الذي أصبح مثالاً ديمقراطياً يحتذى به في المنطقة ( حسب ادعائهم ) وهو ما يذكرنا بثياب الملك الخيالية الجديدة التي صممها محتالون ونصابون من وهم خيالهم، حتى صدقها الملك نفسه، ثم أخرجوه يسير في شوارع المدينة، وراحت الجماهير تهتف بروعة الثياب وجمال التصميم - وهم يرون عورته - خوفاً من اتهامها بالعداء والكراهية للملك، والعمى والغباء.

إن تسمية العراق بالدولة الفاشلة لم تنطلق مما يسميه البعض بفلول البعث، أو من الإعلام المعادي للعملية السياسية العراقية، التي أنتجتها أمريكا وإيران، بل إن وصف العراق بالدولة الفاشلة أتى من شركاء العملية السياسية أنفسهم، الذين يعترفون وبكل صفاقة أنهم وخلال الستة عشر سنةً لم يحققوا شيئاً للشعب العراقي، ولم يقدموا أي منجز، وكل ما قدموه للعراق وشعبه هو النهب والسرقة والقتل، والانفلات الأمني المتمثل بالميليشيات المسلحة التابعة لإيران.

وَضعتْ مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية، فورين بوليسي، ١٢ مؤشراً للدلالة على الدولة الفاشلة، منها :
قدرة الحكومة المركزية في السيطرة على الأطراف، والوضع الأمني، والاقتصادي، والخدمات، والفساد، والصراعات الداخلية الدموية، وحجم تدفق اللاجئين، وقد حاولوا تطبيق هذه النقاط على ١٧٧ دولة، وتأتي مرتبة كل دولة حسب مجموع النقاط التي تنطبق عليها.

وعند الفحص، وعلى قدر ما يخص العراق، لا نجد أن هناك مبالغة في ترتيب العراق في قائمة الدول الفاشلة، لأن جميع المؤشرات تدل وبوضوح على الفشل الذريع الذي وقع فيه العراق.

إن هناك مشاكل كثيرة تواجه العراق مثل : الفساد، وتفشي الجريمة المنظمة والإرهاب، والمليشيات، وجميع هذه المشاكل في تزايد مستمر، حتى في ظل ما يدعيه البعض من أن العراق يمتلك دستور دائم، وانتخابات برلمانية ومحلية، وبرلمان، وحكومة مركزية، وحكومات محلية، وجميع مؤسسات الدولة عاملة، كما وتوجد وسائل إعلام حرة، وقد تم بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على أسس حديثة.

لكن الواقع الذي يعيشه العراق يغالط هذا الادعاء المبني على أوهام لا صلة لها في الواقع الذي يعيشه العراقيون منذ ستة عشر سنة.

ألا يعتبر نظام المحاصصة الطائفي فشلاً؟
أليس قتل العراقي من قبل الميليشيات الطائفية فشلاً؟
وهل تدنى مستوى الخدمات والتعليم والأمن إلا فشلاً ذريعاً؟
ألا يعتبر انتشار الميليشيات المسلحة في العراق فشلاً؟

هل نستطيع تسمية تهديد الميليشيات المسلحة التابعة لإيران لرئيس الجمهورية، ديمقراطية، أم أنه فشل للدولة في السيطرة على هذه الميليشيات.

ماذا يسمي البعض تصريح رئيس الجمهورية أن القتل في العراق تمارسه ميليشيات منفلتة!؟

إن الشعب العراقي عاش خلال الستة عشر سنة الماضية أسوأ كوابيسه، وأسود أيام تاريخه الممتد لآلاف السنين، فكيف لا نصف العراق الآن أنه دولة فاشلة، وأن عمليته السياسية المنتجة أمريكياً وإيرانياً هي الأكثر سوداوية في التاريخ.

يقول توماس جيفرسون : "إذا كانت الحكومة تخاف من الشعب، فهذه هي الديمقراطية، أما إذا كان الشعب يخاف من الحكومة، فهذا هو حكم الاستبداد والطغيان".

وقال آخر : ستظل الدولة الفاشلة قائمة ما دام هناك شعب خطفت المؤسسة الدينية عقله.





الاربعاء ١١ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ناصر الحريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة