شبكة ذي قار
عـاجـل










إن سياسة عض الأصابع التي تتبعها سلطة النظام الميليشياوي مع الشعب العراقي لعبة خطرة، وهي التي ستسقط النظام، آجلاً أم عاجلاً لأن الاستمرار عليها سينعكس على الطرفين :

أولاً : على الشعب العراقي المنتفض الثائر، الذي سيقدم الكثير من الشهداء والجرحى والمعوقين والمعتقلين والمغيبين، لا سيما هؤلاء الشباب أكثرهم من طلبة الجامعات والموظفين والكسبة والعمال والفلاحين، مما سيعكس ردود أفعال واسعة وقوية وساخنة من عوائلهم وعشائرهم وقبائلهم، لأن المجتمع العراقي مجتمع عشائري قبلي يقف ويساند أبناءه ضد حتى السلطة الوطنية.

فكيف إذا كانت سلطة ميليشيات إرهابية عميلة لدولة إيران المحتلة؟،.

علماً أن الكثير من تلك العشائر والقبائل الأصيلة الوطنية الواعية رافضة لأي احتلال، وخاصة "إيران المجوسية"، لهذا أيدت وساندت ثورة تشرين منذ اليوم الأول، بل وساهمت في اعتصامات ساحاتها الثورية في عموم محافظات الفرات الأوسط والجنوب، وقدمت كل أنواع الدعم المادي والمعنوي، ووقفت بجانب أبنائها المنتفضين المعتصمين الثوار.

ثانيا ً : أي نظام سياسي في السلطة يعتبر خادماً للشعب، ومسؤولاً عن أمن مواطنيه، إن كان داخل الوطن أو خارجه وعن حاجاته ومتطلباته، وهذا ما أ قرته دساتير كل أنظمة الأقطار العربية والغربية، وحتى في الدستور العراقي الذي كتبه فيلدمان الصهيوني بعد الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣ قد كفل حق التظاهر والاعتصام السلمي للعراقيين، لغرض إيصال صوت ومطالب الشعب المقهور للسلطة المستبدة.

ثالثاً : نعرف أن لكل فعل رد فعل، فعندما تقوم هذه السلطة الغاشمة بقمع الشباب المعتصم لدرجة القتل بالمسدسات الكاتمة والرصاص الحي وقنابل الغاز المميتة بدم بارد، لشباب الساحات، والذين لا يحملون إلا راية الوطن، وبروح وسلوك سلمي شهد لهم العالم، بينما تقوم ميليشيات الحشد الإيراني الإرهابي وهم يرتدون ملابس الشرطة والجيش في العلن والمكشوف بعلم وعجز مما يسمى رئيس الوزراء، الذي يعتبر القائد العام للقوات المسلحة، وأمس صرح رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، من أن أوامر الاغتيالات والتصفيات الجسدية تصدر من مكتب رئيس الوزراء، وهذه تعتبر شهادة يحال بموجبها إلى محكمة الجنايات الدولية.

فهذا يعني أن الأمور قد وصلت إلى طريق مسدود، وبدأت أمواج غضب الشعب الهادرة تأكل يوميا ًمن جرف وساحل النظام الإرهابي، الذي ينفذ تعليمات فيلق القدس الإيراني، حتى بات النظام كالشجرة التي انقطع عنها الماء وبدأ ت تتساقط أوراقها، بل أغصانها، وأصبحت خشبة جافة ميتة تنتظر قلعها من الأرض.

إن الشعب أخذ يتوجع يوماً بعد يوم من ألم الشهداء والجرحى والمعتقلين، نتيجة انتشار ظاهرة الاغتيالات بالمسدسات الكاتمة التي لا يمتلكها إلا الأجهزة الأمنية والمخابراتية لهذا النظام، لهذا تَكَوَّن في العراق خندقين لا ثالث لهما :

الأول : الخندق الكبير الذي يضم كل فئات الشعب العراقي بكل طوائفه واثنياته، الذين يتوقون إلى التخلص من هذا النظام الذي تقوده إيران.

الثاني : الخندق الصغير الذي يضم من في السلطة العميلة، مع جميع الأحزاب وميليشياتها الإرهابية، بما فيها ميليشيات الحشد الطائفية، وهؤلاء هم الطرف الثالث الإيراني.

فأحد العوامل الحاسمة والمهمة في عملية عض الأصابع بين النظام والشعب هي فقدان كل القيم والمبادئ لدى السلطة العميلة، التي مارست وتمارس أبشع أنواع القتل المتعمد والقهر والظلم تجاه أبناء شعبها، وتريد من شعبها أن يصرخ ويتألم فيتنازل!، فهذا أبخس وأحقر سلوك وأخلاق من سلوك وأخلاق الإرهابيين أنفسهم.

وعلى فرض أراد الثوار الجلوس مع النظام على طاولة التفاوض فعلى ماذا سيتفاوضون؟ على كيفية إعادة الحياة لآلاف الشهداء؟، إن السلطة تعتبر بمثابة الأب للعائلة، فكيف تتصرف بهذه القسوة التي يخجل منها التاريخ؟ في الوقت الذي يعتبرون سلطتهم منتخبة من قبل نفس الشعب الذي يذبح شبابه يومياً.

فعامل الزمن ليس في صالح السلطة الغاشمة، بل سيكون لصالح الشعب العراقي الثائر.





الاربعاء ١١ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور إياد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة