شبكة ذي قار
عـاجـل











لا مناص من الاعتراف بأن الصهيوفارسية قد تمكنت من تحقيق خرق خطير في جدار الأمن القومي العربي، وتمكنت تحت تأثيرات عوامل مختلفة أن تجند عرباً في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية وغيرها، يحملون السلاح ويقاتلون بشراسة ومستعدون للموت دفاعاً عن مشروع صهيوفارسي احتلالي قدم لهم على أطباق عقائدية زائفة مخادعة، واستوطن صدورهم وعقولهم على أنه مقدس يستوجب الشهادة.

لا نقول إن هذا الخرق الخطير قد مر بيسر، ولا في زمن يعاب على الأمة قصره في النفاذ إلى جسدها، ولا يمكن أن نتجاهل تضحيات عزيزة وكبيرة قدمتها الأمة وهي تدافع عن نفسها وعن خياراتها وإنسانيتها، لكننا نقول إن تعاضد وتحالف الأعداء قد امتلك قوة مادية هائلة، خلقت اختلالاً اقتصادياً معاشياً حياتياً مثلما خلقت فجوات هائلة في توازن القوة لصالح أعداء الأمة التاريخيين والجدد.

غير أن الاعتراف واجب وضروري أيضاً بأن قوة الصد القومي العربي قد فقدت الكثير من زخمها لعوامل ذاتية صرفة منها :

أولاً : ضعف التعبئة العقائدية القومية المؤمنة الناتج عن عزل ميكانيكي مارسه كثيرون بين العروبة والإسلام خاصة والإيمان عامة.

ثانياً : ضلوع النظام الرسمي العربي بمخططات انهاك الأمة وبعثرة إرادتها على مستويين، آني قصير الأمد، واستراتيجي يتوافق مع روح القطرية والتجزئة البغيضة.

ثالثاً : توظيف الإسلام السياسي بغطائه الديني والطائفي المزيف في خطين متوازيين، الأول هو الخداع بتوجه هذا التيار لتحرير الأرض العربية المسلوبة، وهو في حقيقته يتعاون مع أعداء الأمة، والثاني هو توجيه الرصاص والسهام للتيار القومي وتكفيره وتبشيعه وشيطنته.

كل عوامل إنهاك الأمة ومشروعها قابلة للمعالجة بعمل استثنائي مؤمن ثوري يكسب الشعب العربي لصالح ذاته وإرادته الوحدوية التحررية، تجنيد الشعب العربي وقواه الحية سيقلب كل الطاولات، ويعيد موازنة كل المعادلات، وما نزعمه هو عمل فكري تربوي ثقافي إعلامي مدني سلمي، تحقيق انقلاب الأمة على ذاتها، ولنأخذ مثلاً، ثورة فلسطين بعناصرها التي لم ولن تموت، ومازالت تقاتل، ولنأخذ مثلاً ثورة تشرين القائمة الآن في العراق والتي يمكن النظر إليها بكل بساطة على أنها ثورة وعي وانقلاب على الذات، التي جربت الحكمة والصبر لستة عشر سنة فوجدتهما غير مجديين.





الاربعاء ١١ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة