شبكة ذي قار
عـاجـل










الأوروبيون الذين لطالما كانوا ضعاف القلوب في تعاملهم مع الملالي ، سيرضون اليوم بمجرد ابتسامة ودّية ووعد بسلوك حسن مستقبلاً من طهران وربما لا يزال الأمل يداعب الرئيس الإيراني حسن روحاني ومن يطلق عليهم فتية نيويورك المحيطين به ، في أن يصل مرشح عن الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض قريباً لتتنفس ايران الامل ورجاء لان الديمقراطيين لهم سابقة التعاون وتبادل المصالح من الملالي ، لكن حتى لو حدث ذلك ، فإنني أشك في أن أي رئيس أميركي في المستقبل سيكرر الأخطاء التي اقترفها باراك أوباما بحجة توقيع على الاتفاق النووي وابعاد الخطر عن حلفائهم وكان نتيجته تقديم العراق على طبق من الذهب من قبل أوباما الى خامنئي ليبسط نفوذه على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والتدخل المباشر في الشأن العراقي ، كما لابد من الإشارة بوجهة نظري الى ان روسيا لم تَعُد تبدو على استعداد لخوض اللعبة تبعاً للقواعد التي صاغها الملالي في موضوع التمركز في سوريا وايصال ادواتهم الى الجولان السوري المحتل ليكونوا على تماس مباشر مع الجيش الصهيوني وتهديد فعلي للمستوطنات الصهيونية التي تمت اقامتها في الجولان المحتل او بحيرة طبريا وروسيا لم تتصدى الى الطيران الصهيوني المستهدف لتمركز المليشيات الإيرانية والحرس الثوري والتي أوقعت فيهم خسائر جسيمه بالأفراد ومخازن الأسلحة ، في الواقع التجاهل الكامل من جانب الملالي للقوانين والأعراف الدولية للسلوك والذي تجلى على نحو مأساوي في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في طهران من قبل الحرس الثوري والذي اعترف مرغما" بجريمته ، ويجعل من الصعب حتى على ألدّ أعداء أميركا في الغرب وغيره الاستمرار في طرح الأعذار والمبررات لنظام فاسد وقاسٍ ويفتقر إلى الكفاءة ، والخطوة التالية في سيناريو الملالي حول تصوير أنفسهم على أنهم أشخاص وطنيون ومطالبة الإيرانيين بغفران الهفوات التي يقعون فيها باسم الوطنية الخالصة الملاحظ أن معاون روحاني المقرب جواد ظريف والذي يتقلد منصب وزير الخارجية ، كثيراً ما يتحدث عن حضارة إيران الممتدة لـ٧ آلاف عام ويدّعي أنه كنّا سادة العالم قبل أن يظهر الأميركيون على الخريطة ومع ذلك ، ويبدو أن هذه الحيلة لم تفلح هي الأخرى ، وذلك أن غالبية الإيرانيين بمن فيهم كثير ممن يسوّقون المبررات للنظام داخل الغرب يدركون جيداً أن الآيديولوجيا الجوهرية التي يقوم عليها النظام الخمينية - ولاية الفقيه - تحمل في طياتها كراهية عميقة لكل ما هو غير فارسي ، والملاحظ أن محاولة الملالي الأخيرة لتسويق الجنرال سليماني على أنه بطل قومي إيراني أثبتت هي الأخرى فشلها مع إقدام متظاهرين إيرانيين على تمزيق صوره ، والحقيقة أن سليماني كان مجرد آلة لتوزيع المال لم يفكر يوماً في أن يطلب من الإيرانيين الإذن في إنفاق أموالهم بالخارج ولم تجرِ مناقشة الخطط التي كان يتولى الإشراف على تنفيذها في أي مكان ، ولا حتى داخل المؤسسات التابعة للنظام ذاته ويدور سيناريو آخر في سيناريو البقاء الذي ينتهجه النظام في إثارة آمال كاذبة من خلال الدفع بشخصيات يفترض أنها إصلاحية وقادرة على أن تضع على وجهها ابتسامة بدلاً من الوجه العابس للنظام ، وذلك لإرضاء بعض الإيرانيين وكثير من الأجانب السذج ، ومع ذلك أصبح من الصعب اليوم تكرار هذه الخدعة خصوصاً أن المزيد والمزيد من الفاعلين داخل لعبة السعي وراء الإصلاح أدركوا أنه يجري التلاعب بهم لكسب مزيد من الوقت فحسب وعندما أخفقت جميع الخيارات الأخرى ، وأدرك الملالي أن بإمكانهم التشبث بالسلطة من خلال تنفيذ عمليات قتل وإلقاء قبض واسعة النطاق وفي كل مرة استغلوا فيها هذه الحيلة ، نجحوا في كسب بضع سنوات إضافية.إلا إن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة ، ويذكر أن الموجة الحالية من المظاهرات اشتعلت في غضون أيام قليلة من سحق الانتفاضة الوطنية السابقة والتي قتل فيها مالايقل عن ١٥٠٠ أطفال ونساء وشباب وبدت الجولة السابقة من المظاهرات منقسمة بين المطالبة بتغيير في النظام ، والمطالبة بإجراء تغييرات شكلية بينها استقالة عدد من كبار المسؤولين ومع هذا تركز المظاهرات الأخيرة بوضوح على المطالبة بتغيير النظام ، حتى من جانب بعض الساعين نحو الإصلاح سابقاً ويعني كل ذلك أن الوصفة الكلاسيكية للبقاء التي ينتهجها النظام لم تعد فاعلة على خلاف ما كانت عليه سابقاً وللمرة الأولى ، بدأت أعداد متزايدة من الإيرانيين في النظر إلى تغيير النظام على أنه ليس فقط شعاراً مرغوباً ، وإنما كذلك استراتيجية عملية لإنقاذ البلاد من المأزق الذي صنعته الخمينية والنظام الظالم الذي أقامه ، فأصبح الشارع الإيراني لا يأبه بشراسة التصدي من قبل البسيج والحرس ومن ابرز هتافات طلبة جامعة طهران والجامعات التي شهدت الاحتجاجات بعد اسقاط الطائرة الأوكرانية واعتراف الحرس بذلك وردود الأفعال من قبل اطراف النظام التي بينت عمق الصراع فيما بين الملالي حيث ارتفع صوت الطلبة الإيرانيين في حرم الجامعات وخارجها بالهتاف المدوي الذي يعد اكبر تحدي تفاعل معه شرائح المجتمع الإيراني في شيراز واصفهان وطهران وحتى قم {{ بالمدفعية والدبابات لا تسكتوا صوتنا }}

النصر للشعوب المظلومة والهزيمة للجبابرة الطواغيت





الاربعاء ١١ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة