شبكة ذي قار
عـاجـل










ولا شك أن السيستاني لا يزال يتمتع بنفوذ سياسي كبير ، كانت سلطته يراها الناس وان كانت تتخذ من الوصف العمومي للأحداث دون إعطاء الرأي القاطع كتحريم قتل المتظاهرين او حرمة الاختطاف والتغييب القصري خلال شهور من خطب صلاة الجمعة في الروضة الحسينية من قبل الكربلائي أو الصافي حيث أزالت كلماته رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي وقبله عدم إعطاء الفرصة لنوري المالكي بولاية ثالثة وخففت حملة القمع العنيفة التي راح ضحيتها نحو ٤٦٠ شخصًا قبل تصفية سليماني والمهندس - وهي أسوأ أعمال العنف نتيجة للتوجيه المتشدد من إيران - كما حذر من أي تدخل أجنبي في العراق ووردة عبارة الغرباء لأول مره في خطبة الجمعة يقول أحد المحللين في خطب السيستاني الأخيرة {{ رأينا شيعة سياسية أكثر ليبرالية مما كانت عليه خلال مئات السنين السابقة }} ويضيف المحلل {{ إذا ذكرنا عاملاً وحيدًا منع حملة دموية تامة ضد الاحتجاجات ، فستكون خطبة يوم الجمعة من قبل آية الله السيستاني }} وبذلك وضع حدًا للنهج الإيراني ومنع العراقيين من أخذ النصيحة الإيرانية على النقيض من ذلك ، فبالإضافة إلى مطالبهم الأساسية للتغيير السياسي ، أحرق المتظاهرون العراقيون صور خامنئي ، وابطلوا عمل القنصليات الإيرانية ، وهاجموا الأحزاب الشيعية المدعومة ومجموعات الميليشيات المدعومة من ايران في معرض غضبهم من نفوذ إيران الشامل يقول المحلل {{ إننا نرى هاتين المدرستين - العراقية التي يمثلها السيستاني على الأقل - تتخذ شكلاً أوضح ، تحت ضغط هذه الأحداث }} ويضيف {{ يبدو أن السيستاني يمضي بعيدًا عن ولاية الفقيه إلى نظرية شيعية مختلفة يتم توضيحها اكثر مع الوقت ، وهي بالتأكيد أكثر ليبرالية ، والتي لا ترى ان إصدار تعليمات للناس واحدة من واجبات المرجع }} ، لكن في البناء الديني السياسي لإيران يتولى المرشد خامنئي مسؤولية الثورة الدائمة وله رأي أخير في جميع شؤون الدولة كتجسيد للفقيه ، من المفترض أن يكون خامنئي هو الممثل الرسمي للإمام الشيعي الثاني عشر المعصوم الإمام المهدي {{ وفقا" للرؤية الخمينية التي تمتد الى العهد الصفوي المراد انبعاثه من خلال شعار تصدير الثورة الإسلامية تمهيدا لانبعاث الإمبراطورية الفارسية والتي لا يتردد البوح بها قاسم سليماني او روحاني وخامنئي ونجاد .. الخ ، الذي اختفى منذ قرون يقول الباحث عباس كاظم رئيس المبادرة العراقية في مركز الفكر التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن {{ إنه من المعروف والأمر ليس سرا فأن السيستاني يقف إلى جانب التسامح والتعايش }} يقول عباس كاظم أيضا" وهو من النجف {{ يعتمد خامنئي نظام ولاية الفقيه بشكل أكبر على المطالبة الحصرية بالسلطة }} يشير النظام الإيراني إلى خامنئي باعتباره – الوصي - على جميع المسلمين بعنوان ولي امر المسلمين سواء كانوا يعتقدون أنهم يجب أن يتبعوه أم لا ، ويقول عباس كاظم أيضا" {{ السبب الوحيد الذي يجعلهم يتسامحون مع الأصوات الأخرى خارج إيران هو أنهم لا يملكون سلطة على تلك الأصوات }} ومضيفا {{ لذلك من وجهة نظر السيستاني إذا كانت ولاية الفقيه تسيطر على العراق ، فلن يكون هناك السيستاني ، أو سيكون هناك السيستاني قيد الإقامة الجبرية .. هؤلاء الرجال في النجف يقاتلون من أجل وجودهم ذاته }} أسلوب هؤلاء المنافسين مختلف أيضا ، السيستاني لديه نحو ٦٠٠ ممثل في جميع أنحاء العراق ، وشبكة عالمية يقول عباس كاظم إن السيستاني حصل على تقديس علني من خلال تدخل دقيق ونادر في الشؤون اليومية {{ ساعد العراق كثيرًا من خلال تقديم الحلول لازمات ومصاعب في كل مرة كانت البلاد على وشك الانهيار }} ويقول عباس كاظم إن هذا الاحترام قد تعزز من خلال {{ عدم إدارته للحياة العامة اليومية للعراقيين لأنه لا يحب ما تراه في إيران أو في مكان مثل السعودية حيث توجد عقلية الشرطة الدينية }} في إيران يتم التدقيق في كل خطوة عامة واجتماعية والتحكم فيها عبر قوانين مثل غطاء الرأس الإلزامي للنساء كما يتم تعريف كل جانب من جوانب السياسة رسمياً بتكريس ولاية الفقيه وهو مفهوم شيعي كان هامشيًا منذ قرون حتى طبق قبل أربعة عقود من قبل الخميني تحت قيادة السيستاني نجحت مدرسة النجف {{ في إحياء النهج التقليدي للسياسة الشيعية كمنافس لولاية الفقيه }} وفقًا لما كتبه علي معموري وهو أستاذ جامعي سابق في تحليل لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى {{ من خلال وضع نسخته الخاصة يشير السيستاني صراحة إلى ولاية الانسان الوصاية الحكومية من قبل الشعب بدلًا من ولاية الفقيه - وصاية الفقيه - }} الواقع العراقي ما بعد الغزو والاحتلال الأمريكي ومن تحالف معه بالعلن والسر يفرز خلال الأشهر الأربعة أي منذ اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية في الأول من تشرين الأول ٢٠١٩ الإصرار الشعبي بإرادة شبابية على التخلص من المنهج الإيراني الذي يراد فرضه على العراق تحت يافطة المقاومة الإسلامية وخروج القوات الامريكية

يتبع بالحلقة الأخيرة





الثلاثاء ١٧ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عبــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة