شبكة ذي قار
عـاجـل











تعرض حزب البعث العربي الإشتراكي لمؤامرات وكبوات وهزات ومحاولات محمومة من اعدائه لإجتثاثه عِبر مسيرته النضاليه منذ تأسيسه الى يومنا هذا لكنها باءت بالفشل الذريع وتكسرت على صدق مبادئه وأهدافه التي تمثل طموح كل مواطن عربي شريف وعلى صمود رجاله الذين آمنو بمبادئه وأهدافه التي ولدت من واقع الأمة العربية المؤلم وكيفية الخلاص والنهوض من ذلك الواقع المر حيث كانت الكثير من الاقطار العربية ترزح تحت نير الإستعمار الأجنبي المباشر ،فنادى بالوحدة العربية رداً على القطرية والشرذمة التي صنعها الإستعمار منذ سايكس بيكو والسياسة الاستعمارية القائمة على شعار فرّق تسُد وكان شعار البعث بالوحدة ننتصر وربط هدف الحرية والاشتراكية ربطاً جدلياً مع الوحدة العربية فأعطاها الاولوية فلا كرامة ولا حرية حقيقية من دون وحدة أقطار الأمة ولا عدالة اجتماعية وكرامة انسانية ومساواة حقيقية ونهضة اقتصادية وتقدم وفق المنهج القطري فالتكامل الاقتصادي بين أقطار العروبة قادر أن تكون في مقدمة الامم رخاءاً وازدهاراً وتطوراً ومستوى معيشي ودخل عالي جداً لكل المواطنين وتقدُم صناعي وزراعي وتجاري واجتماعي وثقافي وصحي وعلمي متطور لذا درس الاستعمار استراتيجية واهداف حزب البعث وعرف بأنها تشكل مشروع قومي عربي وحدوي نهضوي تحرري اشتراكي للأمة للخلاص من الآثار التي تركها الاستعمار التركي والغربي على اقطار العروبة من تخلف في كل مناحي الحياة لكي تبقى ضعيفة وتابعة للاجنبي.

وغرس بمؤامرة خبيثة لئيمة بوعد غير مشروع سُمي وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك عام ١٩١٧ لقيام كيان صهيوني عنصري وتجميع اليهود من شتّى اصقاع العالم في فلسطين لكي تكون خنجراً في قلب الوطن العربي ولفصل مشرقه عن مغربه ولتكون القاعدة الامامية للاستعمار لتحقيق أطماعه في نهب ثروات وخيرات الوطن العربي ومنع توحده وابقاء اقطار العروبة متفرقة.

لقد مرت على الحزب حركة انفصال فؤاد الركابي في العراق وحركة انفصال عبدالله الريماوي في الاردن و ردة تشرين و ردة ٢٣ شباط عام ١٩٦٦ فكانت محطة سوداء في حياة الحزب أدت الى ضعفه وتداخل الخنادق بين حزب البعث الاصيل واختلاط الامر على الكثير بين حزب البعث الاصيل والدخيل الطارئ الذي انتحل الاسم فكان ما كان من نتائج وخيمة وسلبية على مسيرته وحلّت على الامة نكسة حزيران عام ١٩٦٧ التي ضاع فيها باقي فلسطين وهي الضفة الغربية والجولان السوري وسيناء المصريه وقطاع غزةفي حرب غير متكافئة مع العدو الصهيوني وفي ١٧ تموز عام ١٩٦٨ حقق الحزب ثورة جبّارة في العراق استطاع ان يبني قاعدة المشروع العربي من اجل التحرير والنهضة وبناء قاعدة صلبة لجيش قوي واقتصاد مزدهر في كافة نواحي الحياة فتركّزت انظار الاعداء على هذه القاعدة القوميه من قبل الصهاينة والامبريالية الامريكية والاستعمار الغربي ودول الجوار في المنطقة كإيران وتركيا وتلاقت مصالحها واطماعها بالوقوف ضد اكتمال المشروع النهضوي واجهاضه قبل ان تكتمل قوته وقيامه ، فرسمت الخطط والخرائط والمؤامرات لتقسيم المقسم وتجزئة المجزء وفق ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ونشر ( الفوضى الخلاقة ) وآخرها ما يسمى ( بصفقةالقرن لتصفية القضيةالفلسطينية ) والتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني.

ان الاحتلال الامريكي للعراق وتدخله المباشر في كل شؤونه وخاصةً بعد هزيمة الامريكان عام ٢٠١١ على يد المقاومة العراقية وتلاحمها مع الشعب العراقي قد ادى الى مزيد من التدهور في الوضع داخل العراق والمنطقة في شتّى النواحي وسُمح له بالتمدد نحو سوريا واليمن وليبيا ولعب ذراعه العسكري والسياسي في لبنان من خلال حزب الله دورا تخريبيا في زعزعة امن لبنان وتدهور اقتصاده.

إن الانتفاضة الشعبية في السودان التي اطاحت بحكم البشير الدكتاتوري المستبدشجّع قيام انتفاضات شعبية في الجزائر وإحداث تغيير في نظام الحكم المستبدوكذلك انفجرت الانتفاضة الشعبية العارمة في العراق التي تطالب بطرد المحتل الايراني وأتباعه ازلام العملية السياسية الذين جاءوا على ظهر الدبابات الامريكية عام ٢٠٠٣ وقد اثبتت الانتفاضة انها لن تتنازل عن اهدافها رغم ما لاقاه شبابها وفتياتها ورجالها ونساؤها من قتل واضطهاد على يد الميليشيات الطائفية العميلة وكذلك انتفاضة لبنان التي لا زال جمرها تحت الرماد لن تخبو حتى الخلاص من ُزمر الفساد الطائفي الحاكم التخلص من التدخل الايراني والعبث في أمنه واستقراره٠

إن سوداوية المشهد وتداخل الخنادق وحالة الاحباط والوضع العربي السيء لن يطول امده فلا بد للحق ان ينتصر على الباطل وانتصار إرادة الشعب المظلوم على الظالم مهما طال الزمان وإن غداّ لناظره لقريب.





الاثنين ١٤ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد خزاعلة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة